ارشيف من :صحافة عربية وعالمية

الصفحة الأجنبية: خطاب بومبيو كارثي وأوروبا لن تؤازر واشنطن

 الصفحة الأجنبية: خطاب بومبيو كارثي وأوروبا لن تؤازر واشنطن

علي رزق

نشرت بمجلة "فورين بوليسي" مقالة مشتركة كتبها جون وولفستاهل الذي عمل المساعد الخاص للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في مجال ضبط وعدم انتشار الاسلحة، وجوليان سميث التي عملت نائب مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأميركي "جو بايدن"، تناولا فيها خطاب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حول ايران، واعتبرا أن هذا الخطاب لم يشكل استراتيجية بل لائحة من التمنيات.

وقلّل الكاتبان من إمكانية إقناع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقية دول العالم لمؤازرتها بفرض عقوبات قاسية و"غير مسبوقة" على ايران، وأشارا الى أن هذه الادارة لا يمكنها حتى انجاز أمور بسيطة مثل ملىء الوظائف الحكومية الشاغرة، وتساءلا عما اذا كان "الحلفاء" سيتعاونون مع ترامب الذي لا يثقون به اذ أثبت خاصة أنه لن يلتزم بالاتفاقيات التي تم التوصل اليها عبر المفاوضات.

وتابع الكاتبان أن فريق ترامب ليس لديه خطة أو استراتيجية لجعل إيران تستجيب للمطالب الاميركية، و"ما يزيد الأمور سوءًا" هو أن احتمالات حصول البيت الابيض على التعاون الذي تريده من أوروبا بما يتعلق بفرض "ضغوط مالية غير مسبوقة" تراجعت، وذلك بسبب كيفية تعاطي ادارة ترامب مع الاتفاق النووي مع ايران خلال الاشهر الاخيرة.

ولفت الكاتبان الى أن أوروبا ليست في وارد التخلي عن الاتفاق بل تريد الحفاظ عليه، وأشارا الى أن ردود الفعل الاوروبية على خطاب "بومبيو" كانت في الغالب سلبية.

وأضاف الكاتبان إن "ادارة ترامب ومن خلال خطاب"بومبيو" أظهرت مرة أخرى انعدام الخبرة، ورسمت لائحة مطالب "غير واقعية"، واعتبرا أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر عزلة والثقة بها تراجعت وما يحصل عبارة عن "استراتيجية للكارثة".

تبجيل لخطاب بومبيو

في المقابل، نشرت المجلة نفسها مقالة للباحثين "راي تاكيه" و"مارك دوبويتز" ( من معهد الدفاع عن الديمقراطيات" المقرّب من "تل أبيب"، تضمّنت إشادة بخطاب بومبيو الذي وصفه الكاتبان بأنه من أهمّ الخطابات من قبل أيّ وزير خارجية أميركي حول إيران.

وتابعا "يجب على الولايات المتحدة أن لا تحثّ حلفائها على تقاسم الشرق الاوسط مع إيران كما فعل الرئيس السابق باراك اوباما، بل عليها أن تدخل بشراكة مع "الحلفاء" من أجل هزيمة "الامبرياليين الدينيين"، على حدّ قولها.

انشقاقات داخل الصفّ الخليجي بسبب العقوبات على إيران؟

من جهته، نشر موقع "المونيتور"  تقريرًا أشار الى أن كلام "بومبيو" وتحديدا دعوته لحلفاء أميركا بأخذ موقف أكثر تصعيدًا ضد ايران قد يؤدي الى المزيد من الانشقاقات داخل مجلس التعاون الخليجي.

ولفت الكاتب الى أن "بومبيو" وخلال خطابه حول إيران دعا الدول الأعضاء الست بمجلس التعاون الخليجي الى التعاون مع العقوبات الأميركية الجديدة ضد إيران، لافتًا الى أن هذه المساعي قد تؤدي الى انقسام بين الدول المعادية لايران مثل السعودية والامارات والبحرين من جهة، والدول التي تؤيد مقاربة أقلّ تصعيدًا مثل قطر والكويت وسلطنة عمان من جهة أخرى.

وبحسب "المونيتور"، يأتي الكشف عن هذه الاستراتيجية الأميركية الجديدة بينما تسعى وزارة الخارجية الأميركية الى عقد اجتماع لمجلس التعاون الخليجي من أجل حلّ الأزمة مع قطر.

ونقل التقرير عن متحدث باسم "البنتاغون" قوله إن الأخير لا يزال يقيّم ما اذا كان سيتخذ أيّة اجراءات جديدة من أجل "التصدي" لايران. ولفت الى أن نائب بومبيو، جون سوليفان شدد أمس خلال لقاء جمعه بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير على رغبة واشنطن تسوية الازمة مع قطر.

وأوضح التقرير أن سوليفان ضغط من أجل عقد اجتماع لدول مجلس التعاون على هامش قمة دول العشرين التي ستنعقد بالارجنتين بشهر أيلول/سبتمبر القادم.

وبيّن التقرير أن بعض حلفاء أميركا قد يخسرون من تشديد العقوبات على ايران، فإمارة دبي من أكبر المستوردين للبضائع الايرانية، اضافة الى أن قطر تتقاسم مع ايران أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم.

كذلك لفت الى أن سلطنة عمان ستصبح من أهم الممرات للسفن الايرانية.

وفي الختام، نقل التقرير عن خبير أميركي تأكيده أن هناك خلافات حقيقية بين دول الخليج حول كيفية التعاطي مع إيران.

2018-05-22