ارشيف من :نقاط على الحروف
مسيرات العودة.. أمل الأمة وطوق نجاتها
يبدو للأسف الشديد أن المحاولات الصهيونية الأمريكية القديمة الجديدة والتي ظلت طيلة العقود الماضية تهدف إلى القضاء على النظام العربي بدأت تتحقق على أرض الواقع وها هم الأعداء التاريخيين للأمة، الولايات المتحدة وكيانها العنصري، يحققون ما كان حلما لهم طيلة العقود السابقة وهو تفتيت الأمة وتجزئتها الى دويلات هامشية ضعيفة.
لقد أصبح العرب اليوم دولا لا يربط بين شعوبها العربية أي رابط. وأصبحت أكبر دولهم منخرطة في معارك انتحارية داخل محيطها العربي منهم من يوظف طاقته المالية لتخريب هذه الدولة ومن يهمس في أذن الإرهاب لإسقاط هذه الدولة او تلك ومنهم من يرسل الطائرات العسكرية والصواريخ المدمرة لقصف الأشقاء في تحد للضمير العربي والإسلامي ولمشاعر الأخوة وروابط الدم والقربى.
وأصبحت فلسطين بالنسبة لهم قضية هامشية لا تدخل في صلب اهتمامهم.. وفي المقابل صار العدو الصهيوني العنصري الاحتلالي بالنسبة لهم طبعا جزءا طبيعيا من دول المنطقة ..يحق له ما يحق لبقية الدول ذات الجذور التاريخية الأصيلة في حضارة المنطقة وأهلها.
صحيح ان العرب لا يزالون لحد الساعة يحافظون على مؤسسة جامعتهم وينظمون قممهم بانتظام ودورية لكن من دون اية نتيجة تذكر .
لقد أصبحت الجامعة العربية مكتبا إقليميا تابعا للخارجية الأمريكية والصهيونية يبرر ويشرعن لأعداء الأمة المشاريع الاستعمارية والصهيونية والغربية والأمريكية والتي تهدف إلى استعباد الأمة واذلال شعوبها وفرض الوصاية عليها.
تمثل في هذا الاطار تصريحات وزير خارجية مشيخة البحرين حول "أحقية" العدو في "الدفاع عن نفسه" قمة الانحطاط والسقوط المشين، وتدل على التيه والعمى الاستراتيجي بل والانهيار القيمي والابتذال الذي آل إليه اليوم حال العرب.
لقد أصبحت الأمة اليوم في وضع مزري مخيف. لكن الصحوة العربية الجديدة والمباركة ممثلة في تيار المقاومة والجهاد والنضال في فلسطين وما تعبر عنه بدقة مسيرات العودة العظيمة إلى فلسطين وعزم الشعب الفلسطيني على كسر الحواجز الوهمية للكيان المغتصب هي أمل الأمة وهي طوق نجاتها ولن يتحقق الأمر الا من خلال تحمل الشعب العربي من المحيط الى الخليج لمسؤولياته تجاه هذه الصحوة المباركة ووقوفه العلني دعماً وإسناداً للإخوة في غزة وكامل فلسطين ممن يخوضون المعارك ضد العدو الصهيوني ويواجهون مؤامرة اغتصاب فلسطين وحصار هذا الشعب والتنكيل به خاصة في وقت كشرت فيه أمريكا عن أنيابها وكشفت عن وجهها الصهيوني القبيح تاركة حلفاءها والمراهنين عليها في وضع لا يحسدون عليه بعد أن نفذ وعده بتدنيس الأقصى ونقل سفارة بلده اليها دون مراعاة لقانون دولي ولا لعرف أخلاقي أو انساني ودون ان يكلف نفسه قراءة التاريخ ليستخلص حقارة ما ارتكبه من إجرام.
الحلف المقاوم في المنطقة هو أمل الأمة ورمز عزتها، فقد منع انهيارها وتصدى للغزوات العدوانية التي كاد كل من العراق وسوريا ان يسقط في فخها لولا تضحيات هذا الحلف المقاوم فله التحية ولشهدائه البررة الرحمة والمغفرة.