ارشيف من :مواقف الأمين العام لحزب الله
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله التي ألقاها عبر الشاشة لمناسبة عيد المقاومة والتحرير 25-5-2018
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى اله الطيبين الطاهرين، وعلى صحبه الاخيار المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته، وكل عام وانتم بخير,
أريد أن أبدأ من عدم إقامة احتفال مركزي، نحن لم نقم احتفالاً شعبياً لكي لا نزاحمكم ولأن الدنيا هي صيام من جهة ومن جهة ثانية نريد أن نزاحمكم في يوم القدس إن شاء الله، وخصوصاً أننا أتعبناكم كثيراً في موسم الانتخابات والاحتفالات والمهرجانات، لذلك بالنسبة إلى هذا الموسم بعيد المقاومة والتحرير كان التوجه إلى إخواننا وأخواتنا في القرى أن يحتفلوا في قراهم وفي المناطق الحدودية بأشكال مختلفة، لكن هذا الاحتفال السنوي الذي ندعو إليه الفعاليات والشخصيات والناس سنكتفي بالكلمة التي سأقدمها الآن بخدمتكم، على أمل أن نراكم في أخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك في إحياء يوم القدس العالمي، وهذه السنة يجب أن يحظى هذا اليوم وهذه المناسبة باهتمام شعبي وجماهيري وسياسي وثقافي كبير نظراً للظروف الخاصة التي تمر بها مدينة القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية في هذه المدينة، وفي فلسطين المحتلة، وبالأخص بعد اعتراف الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل وبعد نقل السفارة الامريكية إلى القدس كما حصل قبل أيام، ومن جهة أخرى لمواكبة مسيرات العودة في غزة والتضحيات الجسام التي يقدمها أهل فلسطين، خصوصاً في غرة، وكذلك في الضفة الغربية، وفي داخل أراضي الـ 48، لذلك نأمل من الجميع وخصوصاُ من الصائمين والمصلين وكل المؤمنين بهذه القضية أن يكون يوم القدس الآتي موضع عنايتهم واهتمامهم على كل صعيد.
بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، أبدأ الكلمة بالتبريك لجميع المسلمين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، مضت منه أيام ومازالت هناك أيام أمامنا. هذا شهر الله، هذا شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وهذا الشهر هو فرصة سنوية استثنائية يمن الله تعالى علينا ويعطينا فرصةّ للتوبة والرجوع وطلب المغفرة، وطلب حاجاتنا من الله في دنيا والآخرة، وهذا شهر القيام والصيام والدعاء وقراءة القرآن، والتوجه الى الله سبحانه وتعالى، وتزكية النفوس وتطهير الأرواح مما لحق بها من أضرار خلال العام، وهذا شهر المؤاخاة والتآخي والتعاون والتواصل وصلة الرحم ومساعدة الفقراء وتكريم الأيتام وقضاء حاجات المحتاجين، ولذلك يجب أن نتعاطى معه على أنه الفرصة الالهية. هو ليس شهر للترفيه أو تضييع الوقت أو الكسل بل هو شهر للعمل والاستفادة واستنزاف أيامه ولياليه وساعاته لأنه هو شهر عند الله من أفضل الشهور، وأيامه من أفضل الأيام، ولياليه من أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، كما نقل عن رسول الله (ص) وأن الشقي هو من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً لان نتزود من هذا الشهر الكريم لآخرتنا ودنيانا ولكل تحدياتنا الآتية.
في عيد المقاومة والتحرير في 25 أيار، أبارك لكم جميعاً هذا العيد وهذا الانتصار وهذا الانجاز. هذه المحطة السنوية سواء للشعب اللبناني أو شعوب المنطقة، هي محطة مهمة جداً، فهي محطة إنسانية ووطنية وجهادية مليئة بالدروس والعبر، ويمكن الاتكاء عليها والبناء عليها للحاضر والمستقبل، وهذا ما كنا نفعله منذ عام 2000 ويجب أن نستمر به إلى ما شاء الله.
عندما نتوجه في هذا العيد الى شعبنا وأهلنا بالتهنئة والتبريك، بالتأكيد يجب أن نتوجه أولاً بالشكر إلى الله سبحانه وتعالى الذي منّا علينا وعلى شعبنا وعلى وطننا وعلى منطقتنا وعلى أمتنا بهذا النصر العزيز والكبير، وهو ذو الفضل العظيم، والمن الجسيم، فله الشكر أولاً وآخراً ، وألسنتنا عاجزة عن شكر نعمة واحدة من نعمائه فكيف اذا كانت هذه النعمة العظيمة.
بعد شكر الله سبحانه وتعالى يجب أن نستحضر أصحاب الفضل كما كنت أبدأ في كل سنة عندما نتحدث في هذه المناسبة، بالدرجة الاولى المقاومون، المجاهدون ،المضحون الذين أخذوا على عاتقهم منذ البداية قبل 82 وبعد 82، تركوا أعمالهم وأشغالهم وحياتهم وقضوا زهرة شبابهم وحملوا بنادقهم وعاشوا في البساتين والتلال والوديان، وفي الغربة والخوف وبذلوا كل جهد من أجل تحرير هذه الأرض ودحر هذا الاحتلال وهذا العدوان هؤلاء المقاومون الأبطال الذين قضى بعضهم شهيداً، وبعضهم بل الأكثرية الساحقة ما زالوا على قيد الحياة وهذا بفضل الله وحمده. ومنهم الشهداء الذين قدموا أرواحهم ودمائهم الزكية، الشهداء القادة ما قبل العام 2000 وهنا أتكلم عن السيد عباس والشيخ راغب وعن القائد الشهيد محمد سعد والقائد الشهيد خليل جرادي، في المقاومة الاسلامية في حزب الله لدينا لائحة طويلة من القادة الذين يجب من جديد إعادة العمل على إحياء أسمائهم وذكرياتهم ونعيد تعريفهم للأجيال الجديدة التي لم تواكب تلك المرحلة ونعيد صورهم وطرح أسمائهم والتحدث عن تضحياتهم كما في بقية الفصائل. طبعاً نتحدث عن الشهداء القادة وعن الاستشهاديين من كل القوى المقاومة، شهداء المواجهات البطولية، وشهداء اقتحام المواقع، وشهداء عمليات العمق، والشهداء الذين سقطوا في كل ميادين المواجهة مع هذا العدو سواء في المناطق الأمامية أو في المناطق الخلفية وفي معسكرات التدريب، كل هؤلاء نستحضر دماءهم وأسماءهم.
الجرحى الذين ما زالوا حتى الآن يعانون من جراحهم، شفاهم الله سبحانه وتعالى، الأسرى الذين قضوا زهرة شبابهم في السجون، في الخيام وفي عتليت وفي أنصار قبل ذلك وفي سجون الإحتلال في الكيان الغاصب، والذين الحمدلله الله سبحانه وتعالى منّ عليهم بالحرية، ولا تزال هناك بعض الملفات العالقة، عائلاتهم وعائلات الشهداء وعائلات الجرحى وعائلات الأسرى لا يوجد شك أنهم كانوا الأكثر تضحيةً وتحملاً. الناس، عموم الناس، أهل القرى الذين عاشوا تحت الإحتلال، أهل القرى والبلدات والمدن الذين عاشوا تحت الإحتلال في الشريط الحدودي المحتل، الذين عاشوا على خطوط التماس، في الحد الأدنى منذ ال85 إلى ال 2000 كان عندهم معاناة يومية بسبب هذا الشريط المحتل، خطوط التماس، القرى المختلفة وبقية المناطق اللبنانية التي تحملت أكثر مع الجنوب كان البقاع الأكثر تعرضاً للقصف والعدوان والإعتداء، إلى جانب المقاومين وإلى جانب الشعب الجيش اللبناني كان له حضوره وكان له شهداؤه وله جرحاه، القوى الأمنية اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية أيضاً كانت لهم مشاركاتهم النوعية والوازنة منذ ال82 إلى ال2000 .
أنا أتكلم عن مرحلة الألفين، الجيش العربي السوري وما تحمله أيضاً في تلك المرحلة من تضحيات وما قدم من شهداء، هؤلاء المضحون عموماً هم أصحاب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى الذي أوصلنا إلى هذا الإنجاز، وكل من وقف معهم وأيدهم ودعمهم في لبنان سواء قدم الدعم السياسي أو الدعم المعنوي أو الدعم الإعلامي أو الدعم المالي، واحتضنهم عندما هجروا وأحبهم، حتى في الدعاء نحن نعتبر كل هؤلاء شركاء في الإنتصار الذي تحقق في العام 2000، يجب طبعاً أن نذكر المساعدة الوحيدة إذا أردنا أن نتكلم إقليمياً ومن الخارج من سوريا هم الجمهورية الاسلامية في إيران فقط لا غير، وهذا معروف ويجب أن يذكر به.
العالم عندما نتكلم عن مساعدة إيران وسوريا للشعب اللبناني لإنجاز تحرير ال2000 نتحدث أيضاً عن خذلان العالم، العالم الذي أخذ القرار 425 في مجلس الأمن ولم يفعل شيئاً لتطبيقه، والعالم الذي كان يشاهد إعتداءات العدو الإسرائيلي اليومية والمجازر والقصف والقتل والتهجير ومواصلة الإحتلال ولم يحرك ساكناً.
على كلٍ، ببركة كل هذه التضحيات كان الإنتصار، وكان التحرير وعادت الأرض إلى أهلها وإلى سيادة الوطن، الآن باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر وعلى طول هذا يتم نسيانه، عاد الناس والأهالي إلى بيوتهم وإلى قراهم وإلى حقولهم، وعاد الأسرى بعز وكرامة، وعاد الأمن والأمان على طول الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة، حيث يعيش الآن الجنوب كل الجنوب والبقاع الغربي وراشيا ومعهم كل لبنان الأمان والأمن والحرية والكرامة، المهم أنك تعيش آمناً بكرامة وأماناً بكرامة وبحرية أيضاً.
كان هذا الإنتصار، الآن هنا توجد نقطتين في الإنتصار، التي منهما سوف أدخل إلى بعض الموضوعات.
النقطة الأولى: كان هذا الإنتصار بالرغم من عدم وجود أي تكافؤ في القوى، هنا عندما نأخذ العبر والدروس، لا يوجد أي تكافؤ بل بالعكس أقول أكثر من ذلك، إمكانيات المقاومة منذ ال82 إلى العام 2000 كانت إمكانيات متواضعة جداً، حتى ليس إذا ما قيست بإمكانيات العدو، حتى إذا ما قيست بإمكانيات المقاومة الآن في ال2018، إمكانيات كانت متواضعة جداً، العديد، يعني عدد المقاومين المقاتلين سواءٌ كانوا متفرغين أو متطوعين، العدد من كل الفصائل كان عدداً متواضعاً، الإمكانات كانت أيضاً إمكانات متواضعة جداً، الأسلحة عندما اليوم نتكلم عن بعض أنواع الأسلحة المتوفرة الآن لدى المقاومة لم تكن موجودة قبل ال2000، بعض أسلحة ضد الدروع وبعض القدرات الصاروخية والقدرات النارية، هذه لم تكن متوفرة، ولا الكثافة ولا النوعية ولا الكم، ومع ذلك كان هذا الإنتصار العظيم والكبير، أنا أذكر فقط على سبيل المثال كنت أقول هذا في الجلسات الداخلية لكن جيد أن يعرفه الناس، أنه قبل ال2000 كانت المقاومة إذا تريد أن تهاجم بعض المواقع في أحد المحاور كان عليها أن تجمع مثلاً مدافع الهاون وما لديها من أسلحة ضد الدروع وبعض الإمكانيات من كل خطوط المواجهة إلى هذا المحور كي تتمكن من العمل في ذلك المحور، يعني إلى هذا الحد كانت الإمكانيات متواضعة ، ومع ذلك حصل الإنتصار، وأنا أذكر هذه النقطة لأقول أن الإنتصار له بعد من الله سبحانه وتعالى وله بعد إنساني وله بعد أخلاقي وفيه بركات عظيمة، هذه هي النقطة الثانية التي أريد أن أصل إليها، لكن الإشارة إلى إمكانات المقاومة وصمود المقاومة وثبات المقاومة حتى في مواجهات كبرى حصلت مثل تموز في ال93 ومثل عناقيد الغضب يعني عدوان نيسان في ال96 وصولاً إلى ال2000، هذه النقطة أريد أن أعود ِإليها فيما بعد عندما أتكلم عن الحصار والعقوبات وتجفيف مصادر التمويل وما شاكل..
والنقطة الثانية التي يجب أن أتكلم عنها وهي عنوان عيدنا لهذه السنة "النصر يليق بكم"، أن هذا النصر أعطاه الله سبحانه وتعالى للناس وأبنائهم المقاومين لأنهم كانوا لائقين وجديرين بالحصول على هذا النصر.
الله سبحانه وتعالى لا يعطي هكذا مجاناً، تماماً أنت عندما يكون لديك شيء غالي، فقط من باب التشبيه من أجل تقريب الفكرة، أنه عندما يكون لدى الشخص شيء غالي، مثلاً لديه طفل لايعرف أن يحافظ على الأشياء فيعطيه لعبة قيمتها زهيدة أو بسيطة، لكن لا يعطيه تحفة غالية بذل أمواله وعمره وشبابه لأجلها فلا يعطيها للأولاد الصغار كي يلعبوا بها ويحطموها، لأنهم ليسوا لائقين أن يمتلكوا هذه التحفة العظيمة، النصر، الله سبحانه وتعالى يعطيه بشروط ولا يعطي هكذا بالمطلق، وضع شروطاً. في القرآن الكريم توجد شروط للنصر، عندما الله سبحانه وتعالى ينظر إلى الناس، وهذا الذي حصل في التجربة لعام 2000 ، عندما وجد الله صدقكم وإخلاصكم وصفاءكم ووفاءكم، وعندما وجد الله أنكم جاهزين للتضحية بلا حدود، وعندما وجد أنكم تتحملون المسؤولية ولا تتهربون منها، غالباً الواحد يجد ألف حجة ليهرب من المسؤولية، حجة سياسية وحجة الإمكانات وحجة شرعية، يذهب ليرى شيئأ، أحد يقول له المقاومة حرام وإلقاء للنفس في التهلكة، الذي يريد أن يجد حجة وذريعة وعذر ليهرب من مسؤولية مقاومة الإحتلال ما شاء الله كان موجود، لكن أنتم لم تتهربوا من المسؤولية ولا بحثتم عن أعذار ولا عن حجج، تحملتم المسؤولية بقوة وواصلتم العمل وصبرتم وصمدتم، حتى إذا رأى الله صدقنا، يعنى حتى إذا رأى الله صدقكم أنزل عليكم النصر وبعدوكم الكبت، بالرغم من عدم وجود أي توازن في الإمكانيات.
انتهى الأمر، صار لدى العدو حالة رعب وعدم ثقة في جيشه وشعبه، لم يعد لديه القدرة على التحمل، لديه حجم من الخسائر يفترض هو أنه غير قادر على تحمله، فضّل أن ينسحب بلا قيد وبلا شرط وبلا إتفاقيات حتى دون ترتيبات أمنية وجوائز، ذليلاً ومدحوراً وهارباً، عامداً أم غير عامدٍ ترك عملاءه وراءه وهرب.
إذاً، لأنكم لائقون، التجربة أثبتت نعم، أنكم لائقون ، لأنه أين تظهر اللياقة؟ تظهر اللياقة عندما الذين أُعطوا النصر يحافظون عليه ويحمونه، هذا يعني أنهم كانوا لائقين.
في ال2000 في الخامس والعشرين من أيار أثبتم، أثبت أهلنا وشعبنا وأثبت مقاومونا من كل الفصائل أنهم كانوا لائقين بالنصر، وتعاطيهم الحضاري عندما دخلوا إلى منطقة الشريط الحدودي المحتل، وحفاظهم على الناس وعلى الأرواح وعلى الممتلكات، أدبهم وأخلاقهم وترفعهم عن الإنتقام والثأر ممن جلد ظهورهم وقتل أولادهم وقصف بيوتهم، هذا يعني أنهم كانوا لائقين بأن يأخذوا هذا النصر، وما بعد ال2000 تمسكهم بالمقاومة وببقاء المقاومة وبتقوية المقاومة وإحتضانها، هذا يعني أنهم كانوا لائقين بهذا النصر وأنهم كانوا شاكرين وكانوا أوفياء لأنه كانت لديهم المعرفة بأن الذي صنع لهم هذا النصر هو مقاومة أبنائهم، فأولاً عرفوا وثانياً شكروا وثالثاً حفظوا، وهذا يعني أنهم كانوا لائقين. وعندما جاءت حرب تموز2006 أيضاً كانوا لائقين بالنصر في حرب تموز بصمودهم وثباتهم وصدقهم وتضحياتهم ووفائهم، والذي يثبت أنهم كانوا لائقين بالنصر هو ما حصل بعد إنتهاء الحرب بعد 33 يوماً، عندما عادوا سريعاً إلى قراهم وإلى بلداتهم ونصبوا الخيم على بيوتهم المهدمة ورفضوا أن يُغادروا، وحافظوا على مقاومتهم ولم يتخلوا عنها، وحتى اليوم بالرغم من كل التهويل والتهديد والحصار ولوائح الإرهاب والتشويه، كل هذا لم يجد نفعاً.
إذاً نحن أمام أهل وأمام شعب أثبتوا قبل ال2000 أنهم كانوا لائقين بالنصر، فأعطاهم الله نصر ال2000 وأعطاهم نصر ال2006 ومازالوا إن شاء الله أقوياء وأعزاء لأنهم لائقون بذلك.
أنا شخصياً عندما أتحدث عن المستقبل، طبعاً دائماً نحن نقول، نحن لا نسعى إلى الحرب ولكن لا نخافها. العدو يهدّد دائماّ، ويتوعّد، ويزّبد، ويرّعد، ولكن عندما أتحدث سواءّ في اللقاءات الداخلية أو غير الداخلية عن أي حرب مقبلة، أبعدها الله سبحانه وتعالى عن هذا البلد وعن هذه المنطقة، أتحدث بيقين عن النصر لأن الله سبحانه وتعالى الذي كنّا معه ومازلنا معه هو معنا لم يخذلنا، لم يتركنا في يوم من الأيام، ولأن شعبنا وأهلنا وناسنا ومقاومينا موجودون ولائقون بأن ينزّل الله تعالى عليهم النصر.
هذه نقطة القوة الأساسية التي نحن نعتمدها ونتكئ عليها وصولاً حتى إلى هذا التعبير: أنكم لاقئون بالنصر. هذا ما شاهدناه بالإنتخابات الأخيرة على الرغم من أنه ربما بعض الناس لديهم بعض الملاحظات أو ما شاكل، لكن عندما يرتبط الأمر بموضوع حماية المقاومة وحفظ المقاومة وتقويتها وكسر كل رهانات الأعداء والخصوم حولها وجدنا كيف يتجاوز الناس كل شيئ، كل الملاحظات، كل الاعتبارات، ليكونوا هنا في الموقف الذي يسند ويقوي هذه المقاومة. هذه نقطة القوة التي في الحقيقة، بكل التجربة، بالحد الأدنى أنا أتحدث من العام 82 حتى اليوم يمكن البناء عليها، حتى عندما ننظر إلى الحاضر وإلى المستقبل.
من هنا أدخل إلى إحدى النقاط الأساسية في حديثي أيضا لهذه المناسبة، هي موضوع الحصار الأمريكي الخليجي على المقاومة في لبنان بل على المقاومة في لبنان وفلسطين أيضا، من خلال أشكال مختلفة، منها لوائح الإرهاب.
موضوع لوائح الإرهاب بعضه ليس جديداً ولكن بعضها جديد ويجب التوقف عنده، أنا أحب التطرق لهذه النقطة قبل الانتقال إلى النقاط الأخرى، لأن هذا جزء من معركة المقاومة.
سابقاً كان هناك أسماء من قيادات حزب الله السياسية أو العسكرية على لائحة الإرهاب الأمريكية وأيضا على لائحة الإرهاب لمجلس التعاون الخليجي أو السعودية، الآن صدرت لوائح جديدة فيما يتعلق بي شخصياً وبإخواني. الموضوع ليس له أثراً مالياً أو مادياً مثلما علّق كثيرون. نحن ليس لدينا أموالاً نضعها، أصلاً ليس لدينا مال لنضعه في المصارف، وليس لدينا أرصدة ولا معاملات بنكية ولا تجارة وليس لدينا شيء، ولذلك هذا ليس له أثراً مالياً أو مادياً علينا. نعم، هم يحاولون، وهم يعرفون ذلك ويتعمدون وضع هذه الأسماء على لوائح الإرهاب من أجل إبعاد النّاس عنا.
إذاّ من كان يود الاتصال بنا ويجلس معنا ويتحدث معنا، "ترى هؤلاء جماعة إرهابية موضوعين على لائحة الإرهاب الأمريكية والخليجية" يجب أن تنتبهوا، ويجب أن تحاذروا، بالنهاية هذا جزء من حالة الضغط النفسي والمعنوي. الآن، بعض الإخوان أكيد عندما وضعوا على لوائح الإرهاب خصوصا الخليجية صاروا ممنوعين عن الحج إلى بيت الله الحرام، هذه واحدة من النتائج.
لكن المؤذي بالحقيقة هو ليس وضعي أنا وإخواني على لوائح الإرهاب، وإنما هو المس بالنّاس، عندما يأتون ويضعون شركات لبنانية أو غير لبنانية، لكن بالأعم لبنانية أو مصانع أو كيانات أو جمعيات أو جهات، في الحقيقة لها نشاطها التجاري والاستثماري في لبنان وفي خارج لبنان وتحتاج إلى ذهاب وإياب وسفر ومعاملات بنكية وبيع وشراء، وتبادلات مالية، طبعاً هذا مؤذي جداً، ولذلك لا يستخف أحد. بالجزء الذي يتعلق بنا يمكنكم المزاح بقدر ما تريدون، لا مشكلة لأنه لن نذهب للتنزه في أوروبا، ولكن بالجزء الذي يتعلق بالنّاس هناك أمر مؤذي للناس وخصوصاً للتجار الذين يتم وضع أسماءهم على لوائح الإرهاب وفي بعض الأماكن يمكن أن تصادر أموالهم أو أصولهم أو ما شاكل.
هذا الجزء أنا أحب أن أقول أنه في لبنان يمرون على هذا الأمر من باب أخذ العلم والخبر، أنه أخذ اللبنانيون علماً وخبراً، والدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية أخذت علماً وخبراً. هذا غير صحيح، هؤلاء مواطنون لبنانيون أم لا! إذا كانوا مواطنين لبنانيين، الدولة اللبنانية مسؤولة عنهم. يجب أن تدافع عنهم، ويجب أن تحمي مصالحهم، بالحد الأدنى يجب أن لا تواكب العقوبات، بالحد الأدنى يجب بعض الناس هنا في لبنان أن لا يكونوا أمريكيين أكثر من الأمريكي، بالحد الأدنى يجب الحكومة اللبنانية، وهذا إن شاء الله عندما تتشكل الحكومة سنتحدث فيه، لكن من الآن هذه المسؤولية مطروحة، لأن هذا ملف، وهذا مسار، وهذا لم ينته بواحد واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة، هذا مسار، مسار أمريكي – إسرائيلي تشارك به دول الخليج. هذا مسار له علاقة ليس فقط بالمقاومة بل له علاقة بالانتقام من القوة اللبنانية الاغترابية خصوصاً في إفريقيا، وفي أوروبا.
الدولة هنا ما هي مسؤوليتها؟ الموضوع يحتاج إلى نقاش. أنا الآن لن أتحدث ما هو المقترح أو ما هي المطالبات، لكن أنا أريد القول أن الدولة اللبنانية، الحكومة اللبنانية، مسؤولة عن هؤلاء اللبنانيين الذين يتم وضعهم على لوائح الإرهاب.
هناك أناس "عن جد" ليس لهم علاقة أصلاً، ليس لهم علاقة، لا يقدمون مالاً لحزب الله ولا يدفعون مالاً للمقاومة ولا ينتمون إلى المقاومة.
وهناك أناس ربما يكونوا متهمين، في مكان ما أعطوا أموالاً لأيتام شهداء، تكفلوا أيتام شهداء، وقدّموا مساعدات للمهجرين أو ما شاكل. في كل الأحوال لنفترض يا أخي ثبت أن هؤلاء قدموا مالا للمقاومة، هذه المقاومة في لبنان ليست إرهاباً، وهذه المقاومة في لبنان لها عيد في لبنان "عيد المقاومة والتحرير".
إذا هؤلاء يعاقبون لأنهم كانوا وطنيين، ولأنهم كانوا شرفاء، ولأنهم تحملوا المسؤولية، ولأنهم شركاء في المواجهة وفي التحرير وفي استعادة السيادة، كيف يجوز للدولة وللحكومة أن تدير ظهرها لهؤلاء وتتخلى عنهم؟!
يجب أن نتحدث في هذا الأمر وننبّه إليه، لأنه لم يعد أمراً يتعلق بواحد واثنين وثلاثة، وشركة وإثين وثلاثة وأربعة، هذا مسار من الواضح أنه مستمر إلى ما شاء الله.
عندما نأتي لهذا الملف، واضح أن هناك أهدافاً يريد الأمريكي ومن معه من أدوات إقليمية تحقيقها، هم لا يقومون بهذا الأمر للتسلية أو عبثاً، هناك أهداف من هذا الأمر يجب أن نتحدث عنها لنواجهها:
أولاً، الضغط على البيئة الحاضنة للمقاومة بشكل مباشر. أنتم النّاس الذين تحتضنون المقاومة وتؤيدوها وتدعموها، وتؤيدوها في الانتخابات، لذلك وزير الخارجية الأمريكي كان صريحاً وواضحاً عندما قال أن الانتخابات في لبنان لم تأت على طبق ما كانت ترغب به الإدارة الأمريكية.
المنافق يضيف ويقول "الشعب اللبناني" "شو له خصة بالشعب اللبناني"، الشعب اللبناني عبّر عن رأيه وعن قناعاته وعن أصواته، وإذا أجرى أحد عملية عد ويرى لوائح الأمل والوفاء، وأنا لا أفصل هنا بين حزب الله وحركة أمل ولا للحظة، لوائح الأمل والوفاء من حيث المجموع وفي الأماكن التي صوت فيها حلفاؤهم، كل من يقول نحن يا أخي نؤيد وندعم هذا الخيار الاستراتيجي، كم كان عدد اللبنانيين الذين صوتوا لهذه الخيارات، فعلى ضوئها يمكنك أن تقول أن الشعب اللبناني كان يطمح أو لا يطمح.
لكن نحن ليس على طبق طموحك وطموح أدواتك الإقليمية، هذا صحيح. الضغط على البيئة لمعاقبتها، للضغط عليها نفسياً، معنوياً، مالياً، اقتصادياً، حتى تنكفئ، تنفك، تتراجع، وتضعف.
ثانياً، إخافة الأصدقاء والحلفاء كي يبدأوا بالابتعاد.
ثالثاً، وهو الهدف الأصلي والأهم، هو قطع مصادر التمويل أو هم يسمونه تجفيف مصادر التمويل لحزب الله والمقاومة في لبنان ولحركات المقاومة في المنطقة. لكن هذا الموضوع ليس جديداً، بل يعملون عليه من التسعينات ونحن موضوعين على لوائح الإرهاب من التسعينات.
في هذا الإطار المتعلق بتجفيف مصادر التمويل يأتي الضغط المتواصل على الجمهورية الإسلامية في إيران كداعم أساسي, هذا شرف للجمهورية الإسلامية، ومكانة ومقام للجمهورية الإسلامية. اليوم، ما هي مشكلة الأمريكي معهم؟ شاهدتم 12 طلباً وضعها وزير الخارجية الأمريكي لإعادة النظر بالعلاقة مع إيران. ما الذي يريده من إيران؟ يريدها أن تصبح دولة ضعيفة، ليس لديها صواريخ ، ولا قدرة نووية سلمية، وخارج المنطقة، ليس لديها تحمل مسؤولية وتأثير على مستوى الإقليم وعلى مستوى المنطقة، وأيضاً يريدها دولة منهوبة، كما كثير من الدول، هاتوا مئة مليار يدفعوا مئة مليار. ينزع رئيس ويضع رئيس، ينزع ملك ويضع ملك، "بطلع أمير بنزل أمير"، هذا الذي يريده من إيران، هذا الذي كان يفعله بزمن الشاه في إيران.
على كلٍ، من جملة الطلبات، هو وقف دعم حركات المقاومة التي يصنفها إرهاب، وذكر حزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية. كذلك الضغط على أي متبرع أو مساهم يمكن أن يقدم مالاً أو مساهمة لهذه المقاومة، لمؤسساتها، لشهدائها، لجرحاها، لأيتامها، لمقاوميها، لبنيتها، لقدراتها، هذا الهدف فيها.
هذا الموضوع، هذا جزء من المعركة، يعني أنا لا أتكلم بهذا الموضوع لأوصف فقط، وإنما لنحدد نحن أيضاً مسؤوليتنا. هذا جزء من المواجهة، هذا جزء من المعركة القائمة، ونحن أقول على المستوى النفسي يجب أن نتفهم، نفتهم عدونا يعني، يجب أن نتفهم ويجب أن ندرك أن هذا جزء من الصراع القائم، بطبيعة الحال عندما تكون المقاومة في لبنان، عندما تقف مقاومة في لبنان، تقف، من 82 وتقول أنا أرفض بقاء الاحتلال الإسرائيلي الذي هو أيضاً احتلال أميركي للبنان، أنا أرفض المشروع الأميركي الصهيوني في لبنان، سواءً كان على شكل احتلال أو على شكل فرض وصاية سياسية أو فرض إدارة سياسية أو اتفاقية صلح مع العدو، هذا مرفوض ونواجه ونقاتل ونضحي ثم نلحق الهزيمة بهذا العدو.
عندما تكون إسرائيل هي المشروع الأول لأميركا والقاعدة العسكرية المتقدمة لأميركا في المنطقة وأن تقف بوجهها، تتحداها وتهزم الجيش الذي لا يقهر وتذله وتطرده من أرضك مذلولاً، مقهوراً ، هارباً، وتصنع تحولاً استراتيجياً بالصراع العربي الإسرائيلي نتيجة الذي حصل عام 2000 وانعكاساته إلى داخل فلسطين المحتلة وانطلاقة الانتفاضة داخل فلسطين المحتلة، تجري تغيير ثقافي هائل في المنطقة، عندما تقف أنت في وجه المشروع الأميركي، مثلاً كما حصل في 2006 أيضاً، مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي قالت كوندوليزا رايس أنه يتم ولادته الآن، عندما تقف في وجه المشاريع الأميركية الإسرائيلية وتساهم في إسقاطها، لا أقول نحن أسقطناها، نحن نساهم في إسقاطها بنسب متفاوتة حسب الساحات والميادين والبلدان، عندما تكون أنت قوة ترفض الهيمنة الأميركية والإسرائيلية على فلسطين وعلى لبنان وعلى دول المنطقة، عندما تكون قوة تطالب حقاً بالسيادة، السيادة، ليس السيادة الشعار فقط شعار، يعني كل يوم يأتي العدو الإسرائيلي يخترق أجواءنا، أمس من سماء لبنان يقصف في سوريا، أين السياديين؟ السيادة عندما تكون قوة تطالب وتسعى حقيقة من أجل السيادة، من أجل الحرية، من أجل التحرير، من أجل القرار المستقل، من أجل عدم التبعية للأميركي أو عدم التبعية لأحد في هذا العالم أن يكون أهل كل بلد أسياد بلدهم وأصحاب القرار في بلدهم، عندما لا تسمح لا للأمريكي ولا للإسرائيلي أن يمد يده على شبر من أرضك عند الحدود ولا على كوب من مائك ولا على قطرة من نفطك، من الطبيعي هذا العدو سيرى التهديد، تهديداً لمشاريعه، تهديداً لهيمنته، تهديداً لمصالحه، وقوة مدافعة عن شعبك وعن وطنك وعن أمتك، لن يقف ينظر إليك، سيغتالك ويقتلك ويشن عليك حروب ويتآمر عليك ووو.. ومنها الحصار الإقتصادي والحصار المالي ولوائح الإرهاب وتجفيف مصادر التمويل وما شاكل، إذاً هذا جزء من معركة، والذين يلحق بهم أي ضرر من الإخوة، من العائلات الكريمة، من التجار، من الشركات، من الجمعيات، من المؤسسات، يجب أن يحسبوا وأن يحتسبوا هذا الضرر وهذا الأذى كأنه جزء من المعركة، تماماً مثل العائلة التي تقدم شهيداً أو العائلة التي يُجرح ابنها ويصبح لديه شلل نصفي أو شلل عام، أو العائلة التي يُقصف في الحرب منزلها وتصبح تعيش في الخيمة، كيف هؤلاء، هذا حزء من التضحية بهذه المعركة، كذلك من يلحقهم تبعات وآثار وأذى هذه اللوائح يجب أن يحتسبوا ذلك أولاً على المستوى الشخصي والنفسي، هذا جزء من التضحيات، نحن كمسيرة يجب أن نعتبر هذا جزء من التضحيات ويجب أن نعتبر هذا جزء من المعركة ويجب أن نواجه.
في المواجهة، المسألة الأساسية كما كنا نتحدث في بعض المعارك، هو تعطيل هدف، نحن لن نستيطع أن نعمل في المقابل إذا قلنا والله قوائم إرهاب، ليس لدينا بنوك وليس لدينا وزارة خزانة أميركية ولا نحن نحول الدولار ولا اليورو ولا شيء، لكن نحن يجب أن نعطل الهدف، الهدف ما هو؟
الهدف هو المس بإرادتنا، بإرادة شعبنا، بإرادة ناسنا، المس بالإرادة، بإرادتنا، بعزمنا، بتصميمنا، بثباتنا، ببقائنا في هذا المسار، في هذا الطريق، في هذا الموقع، طالما أننا مصرون وعازمون وصامدون هذا ليس له قيمة، خير إن شاء الله، يلحق أضرار، يلحق خسائر، هذا جزء من التضحيات، مثل الشهداء، مثل الجرحى، مثل البيوت التي هُدّت، مثل المصانع التي دُمرت في الحرب، لاحقاً الله سبحانه وتعالى يعوّض، نشاهد العالم كيف تتعاون، الدولة كيف تتحمل المسؤولية، نحن نتحمل المسؤولية، لكن هذا جزء من المسار.
حتى الآن هم جرّبوا أن القتل والإغتيال والحروب والمجازر والتدمير والتهجير وكل ما جرى علينا وعلى شعبنا في لبنان لم تمس لا بالعزم ولا بالإرادة ولا بالتصميم، وبالتالي من الآن أنا أقول هذه الخطة لن تؤدي إلى نتيجة، لن تقدم ولن تؤخر شيئاً، هذا يُلحق أذى هذا طبيعي، هذا مثل ما قلت أذى التضحيات، بالنهاية لما نقدم شهيد، الأب، الأم، الزوجة، الزوجة تُرمل، الأم تصبح ثكلى، الأولاد يصبحون أيتام، نحن ناس، بشر، عندنا عواطف، لكن هذا جزء من المعركة، نتحمله ونبني عليه ونصنع فيه انتصارات، لا ننكفئ ولا نخاف ولا نتراجع.
هنا أريد أن أعيد وأشير للنقطة التي قلتها في البداية - قلت سأعود لها - أنه قبل 2000 كانت المقاومة إمكانياتها متواضعة جداً، والآن، صحيح إمكانات المقاومة كبيرة جداً وهي بحاجة إلى مال بلا شك، لكن في أسوأ الاحتمالات، أنه استطاعت هذه الخطوة ولوائح الإرهاب والحصار المالي والاقتصادي أن تقطع جزءاً كبيراً من هذا المال أو أن تقطع كل هذا المال، أنا أقول لأميركا ولأدواتها في المنطقة، الأدوات الإقليمية والعدو الإسرائيلي، أنتم مخطؤن بفهم هذه المقاومة وبفهم هؤلاء الناس، أين الخطأ؟ الخطأ هو بالحقيقة له علاقة بثقافتهم، هم لا يروا أصدقاؤهم ولا يروا الناس إلا مرتزقة، يعني الإنسان عند الأميركان وعند حلفائهم أو أدواتهم لا يروه إنسان، مثل ما مرة مزحنا وقلنا يروه S" عليها شحطين"، فلوس، إنت قيمتك كم تساوي فلوس، صوتك كم يساوي فلوس، مئة دولار، ألف دولار، ثلاثة ألاف دولار، أو صوتك لا يباع بفلوس، موقفك يُقلب بالفلوس، بالحقائب، إذا أقدم له حقيبة يقلب موقفه من مكان إلى مكان، أو لا موقفك لا يُباع ولا يُشرى، هم يرون العالم فلوس، شيء إسمه عقيدة هم لا يصدقون به، عندما نقول هؤلاء الناس عقائديين، هؤلاء الناس وطنيين، ماذا يعني عقائدي؟ ماذا يعني وطني؟ ماذا يعني إنساني؟ هذا ليس له مكان، الذي له مكان هو الأعمال والمال وتجارة السلاح وكم عندك فلوس وكم يخت وكم بنك وكم بئر نفط وكم رصيدك في البنوك، هذا قيمتك، ليس قيمتك ما تُحسن، مثل ما موجود عندنا في بعض الأحاديث الشريفة " قيمة المرء ما يُحسن او ما يُحسنه - المضمون -" قيمتك كم معك أموال في البنك، خطأهم أنهم ينظرون إلى هذه المقاومة كأنها مرتزقة لإيران، أن إيران تُعطي فلوس لهذه العالم أو سوريا قدمت مساعدات لهذه العالم فهؤلاء مرتزقة يقاتلون كمرتزقة، عندما نقطع عنهم المال يتوقف قتالهم ويختلف موقفهم، هنا الاشتباه الأساسي.
هذه المقاومة في لبنان، في فلسطين، في المنطقة، هؤلاء الناس الذين يتظاهرون كل يوم جمعة في قطاع غزة هؤلاء ليسوا مرتزقة عند أحد، هؤلاء أصحاب قضية، هؤلاء المقاومون هم وشعبهم وأناسهم وعائلاتهم وأهلهم وبيئتهم وكل من معهم يجب أن يعرفوا أن هؤلاء عقائديون، هؤلاء إنسانيون، هؤلاء وطنيون، هؤلاء أصحاب قضية، مؤمنون بقضية، يدافعون عن قضية، ومستعدون أن يضحوا من أجل هذه القضية بأرواحهم وأعزائهم وفلذات أكبادهم ومستعدون أن يعيشوا أصعب ظروف العيش والحياة من أجل أن تنتصر قضيتهم، من هم كذلك لا يمكن أن يغلبوا لا بلوائح إرهاب ولا بعقوبات ولا بحصار مالي ولا بتجفيف مصادر التمويل، عندما تواجهون في لبنان وفي فلسطين في مواجهة العدو الإسرائيلي، إرادة شعبية، ومقاومة شعبية، وثقافة شعبية، لا يمكن أن تلحقوا الهزيمة بهؤلاء مهما كانت الوسائل التي يمكن أن تلجأوا إليها، لذلك هذه المعركة خاسرة لكن شرطها كما في الحرب العسكرية، كما في كل المواجهات الماضية أن ندرك أبعاد هذه الحرب، أن نفهم الخلفيات والأهداف وأن نصمد فيها ونعطل أهدافها، وهذا سهل أن نعطل أهدافها، لأنه عندما نحفظ عزمنا وتصميمنا وإرادتنا هم لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً على الإطلاق، حتى العزل الإقليمي، أنه والله هذه الدول لا تعمل علاقة معنا وهذه تقطع العلاقة معنا وهذه تجد ألف حجة كاذبة مثل ما فعل المغرب منذ عدة أسابيع، ليس له أي أساس من الصحة على الإطلاق، وقالوا أنهم هم جاءوا على إيران، وزير الخارجة المغربي وقدم ملفاً لوزير الخارجية الإيراني حول تورط حزب الله مع جبهة البوليساريو.
أنا أرسل لي الأخ الملف، لا يوجد ملف، أقصوصة ورقة، هذا وزير الخارجية المغربي، قدمنا الادلة، والمستندات، لم يستطع ان يعطيه ورقة، حتى انه حمل الورقة وبدأ بسرد أسماء، فلان وفلان وفلان وفلان، طلب منه بان يعطيه الورقة، فقال له بأن ينقلهم، لم يعطيه حتى الورقة، حسنا أين الدليل؟ اين البرهان؟ هل لديك فيلم؟ هل لديك تنصت؟ او تسجيل او شهود؟ اين هم شهودك؟ لا يوجد شيء اصلا على الاطلاق، يوجد فلان وفلان وفلان وفلان من حزب الله، الذي بالمناسبة يوجد أناس لا علاقة لهم بالعمل الامني والعسكري، ويوجد إخوان كل واحد يعمل في مكان بعيد عن المكان الآخر، واضح ان المخابرات الاسرائيلية هي التي زودت المغاربة بهذه الاسماء، ولا يوجد اصلا اي رابط حتى بين هؤلاء الاخوان، فقط ان حزب الله يدعم بوليساريو، قطعنا العلاقة مع ايران، حسنا نحن قلنا اصلا لا يوجد علاقة مع البوليساريو، حتى علاقة سياسية، انا لا اخذ حتى موقف بهذا الموضوع، لم ندرس هذا الموضوع ولا يوجد موقف، لا سلبي ولا ايجابي، ولكن جديا لا يوجد علاقة معهم، حتى علاقة سياسية، اي تواصل لا يوجد، وترى بانهم يتهمونك بانك ذهبت، زرتهم في مدينتهم وهم زاروك في لبنان ، وانا حتى لا اعرف اسم مدينتهم واول مرة اسمع باسمها، واننا قدمنا الدعم والتدريب ومعسكرات التدريب والسلاح الخ.. على كل، هذا كله لم يجد نفعا، يعني لا يقدم ولا يأخر بعزم وتصميم المقاومة، قبل ال 2000 عندما انتصرت المقاومة وصنعت هذا الانجاز الذي نحتفل فيه اليوم في ذكراه ال 18 لم يكن لديها علاقات اعلامية، كانت ايران وسورية والسلام، احيانا كان يوجد صداقة مع السفارة الجزائرية مع السفارة السودانية مع دولة هنا ودولة هناك، لم يكن هناك علاقات اقليمية، بالعكس الكثير لم يجرؤوا ان يفتحوا علاقة معنا لانه من 1992 نحن موضوعين على لائحة الارهاب، اذا، هذا الاسلوب كله الذي اسمه الحصار السياسي، الدبلوماسي، المالي، الترهيب، انا اقول لم يقدم ولن يؤخر، المقاومة التي صنعت الانتصار عام 2000، النصر العزيز المؤزر فرضت على العدو ان يخرج مذلولا مدحورا بلا قيد وبلا شرط و بلا جوائز ولا مكافئات. هذه المقاومة هي اليوم اقوى واشد واصلب، حتى بالقناعة حتى بالايمان، حتى بالعقائدية، حتى بالروح، حتى في النفس، حتى باجيالها الجديدة، أنتم الجيل جديد، هذا الجيل الجديد هو الذي قاتل بال 2006، جزء كبير من شهدائنا من الجيل الذي ولد في التسعينات، واليوم المعركة الكبرى التي خيضت في المنطقة، عندما تقف انت وتكون مساهما في مواجهة المشروع الاميركي في المنطقة في سورية، المعركة على رأس السطح، في العلن نحن ذهبنا اليها، أعلنا قبل سنوات الدخول في هذه المعركة، وقلنا في ذلك الحين، أن اميركا وحلفائها جمع التكفيريين من كل انحاء العالم يعملون لتسقط دمشق، وتسقط الدولة في سورية، وقلت انا في خطاب كهذا، لم يكن في وقتها حتى اناس امامي وقلت ان القيادة السورية والشعب السوري والجيش السوري وان حلفاء سورية لن يسمحوا بسقوط دمشق، مهما كانت التضحيات، اليوم في عيد المقاومة والتحرير الذي نحتفل فيه بتحرير الجنوب، اليوم ايضا نتوجه الى سورية الى القيادة السورية والى الجيش العربي السوري الى الشعب السوري والى كل حلفائهم الاوفياء لنبارك لهم تحرير دمشق ومحيط دمشق وريف دمشق بالكامل، من اي خطر ومن اي جماعة وخصوصا المعركة الاخيرة مع داعش، والانتصار المؤزر الذي حصل هناك، وانتقال سورية بالكامل من نصر الى نصر الذي يؤسس الى المرحلة المقبلة، هذا الذي سيكون في هذا الموقع يجب ان يتحمل التبعات ونحن نفول اننا نحن أقوى ونحن اشد ونحن اكثر حضورا وان شاء الله هذا الامر لن يقدم ولن يؤخر شيئا على الاطلاق.
أدخل الى الجزء الاخير من كلمتي الذي له علاقة بالوضع الداخلي، لان الوضع الاقليمي الذي له علاقة بفلسطين وله علاقة بوضع المنطقة ان شاء الله نتكلم فيه بمناسبة يوم القدس اذا ابقانا الله سبحانه وتعالى على قيد الحياة، من هنا ايضا ادخل الى الوضع الداخلي اللبناني، ايضا على خلفية لوائح الارهاب، قيل ان هذا سيعطل تشكيل الحكومة، هذا غير صحيح، لا اعتقد ان هذه اللوائح ستقدم او تؤخر شيئا في تشكيل الحكومة المقبلة، ليس لها علاقة، واذا القصة ان حزب الله تم وضعه على لوائح الارهاب، فهو موضوع على لوائح الارهاب من 1992، واذا كانت الإضافة الخليجية، فمن سنتين وثلاثة مجلس التعاون الخليجي من غير شر نتيجة موقفنا في اليمن، اليمن المظلوم الذي لم تشفع له حتى حرمة شهر رمضان المبارك، وضعنا على لائحة الارهاب، ومع ذلك شكلت حكومات، ودخلنا في هذه الحكومات، اذا هذا الموضوع ليس له علاقة. البعض ايضا يقول ان حزب الله يستعجل تشكيل الحكومة خوفا مما هو ات، لا، نحن، نعم، نستعجل تشكيل الحكومة مثل بقية القوى السياسية من اجل مصلحة البلد، لاجل ان لا يضيع وقت على البلد، لان يوجد في البلد استحقاقات وملفات كبيرة، يحتاج الى حكومة لمعالجتها، اما اذا فكر احد ما بان يعجل بالحكومة لاجلنا نحن، نحن لا كونوا مرتاحين، لا يوجد مشكلة، نحن لسنا خائفين لا من اميركيين ولا من لوائح الارهاب، ولا من تطورات الوضع في المنطقة بل بالعكس، نحن نرى بأن تطورات الوضع في المنطقة كلها لمصلحتنا، وهذا عندما كنت اتكلم فيه من شهر وشهرين وستة اشهر وسنة وسنتين وثلاثة، كان يقولون لك بانك تتكلم احلام وتمنيات واماني، حسنا بال2017 اين كانت المنطقة؟ بال 2016 بال 2015 بال2014 وصولا الى ال2011، عندما بدأت الاحداث في كل المنطقة، لا نحن لسنا قلقين من شيء على الاطلاق، لاننا واثقون بالله، واثقون بشعبنا، واثقون بانفسنا، ونقرأ المنقطة بشكل جيد، لكن اذا كان المطلوب ان لا يحصل تأخير في تشكيل الحكومة فهو من اجل مصلحة الشعب اللبناني ومن اجل المصالح الوطنية.
الآن في هذا الموضوع أتكلم بكلمتين، الحمد لله تم انتخاب رئيس المجلس النيابي، ونائب رئيس المجلس، وهيئة مكتب المجلس، وتم تكليف رئيس لتشكيل الحكومة، هذه كلها خطوات طبعا حصلت بشكل متسارع وجيد ايجابي وسلس، الان الكل يتطلع الى تشكيل الحكومة، البعض يقول ايضا انه يوجد تعقيدات، الان طبيعي يوجد تعقيدات، كل الكتل تطالب بوزارات وباحجام وباعداد وكم ونوع، بالنهاية يوجد جهد في هذا الموضوع، لكن دأبت ايضا بعض وسائل الاعلام المحلية والخليجية والعربية ان تضيء على موضوع ان شروط حزب الله ستعطل تشكيل الحكومة، شروط حزب الله ستعيق الرئيس المكلف من تشكيل الحكومة، من اين هذا ؟ الى الان لم نتكلم نحن بشروط، ولم نعلن شروط، ومع الرئيس المكلف عندما يلتقي النواب، سيتكلمون معه، من اين يعني لدينا شروط اعاقة؟ وما هي شروطنا اصلا لتعيق؟ يعني مثلا الان لا يوجد مشكلة في البلد الا حزب الله، بمعزل هل لديه شروط او لا يوجد لديه شروط، الامر يحتاج من دون شك الى جهد والى تعاون بين كل القوى السياسية.
الان فيما يتعلق بنا في مسألة الحكومة سأتكلم كلمتين، نحن نتطلع الى حكومة قوية، والى حكومة فاعلة، الى حكومة جادة وجدية تبذل جهداً، وتتابع الملفات، والى أوسع تمثيل للقوى الساسية والكتل النيابية في الحكومة، نحن نؤيد ذلك وندعو الى ذلك، وايضا عندما تتمثل هذه القوى السياسية نحن نطالبها بان تأتي ببرامجها الانتخابية معها. انا في الماضي تكلمت بمناسبة الانتخابات واعيد واقول انا قرأت كل البرامج الانتخابية التي طرحت في لبنان، سواء كانت لاحزاب او لقوى او لمجتمع مدني او جماعات او ما شاكل، حسنا، في هذه البرامج الانتخابية يوجد مساحة كبيرة ومشتركة، القوى السياسية التي ستأتي الى الحكومة تتفضل فلتأتي ببرامجها الانتخابية حتى تصدق مع الناس وحتى تفي بوعودها للناس، هذا أهم شيء، الكل تكلم عن مكافحة الفساد ووقف الهدر، الكل تكلم عن الاصلاح الاداري، عن اللامركزية الادارية عن الملفات المعيشية، عن موضوع النفايات، عن موضوع الكهرباء، عن موضوع المناطق المحرومة. يوجد الكثير من المساحات المشتركة، ان تأتي القوى السياسية لتكون صادقة، المطلوب الى جانب الكم والنوع، المطلوب الصدق والجدية والوفاء، والمطلوب ان تطالب الناس وتواكب وتتابع وتلاحق، ليس صحيحا، يوجد نكتة في لبنان كانت تقول انه قبل الانتخابات النواب يتذكرونا وبعد الانتخابات ينسوننا،. الان اهم شيء يجب ان يأخذ بعين الاعتبار ان نذهب الى الحكومة، في الحكومة ايضا نحن سنؤكد على أهمية ايجاد وزارة تخطيط حتى يمشي البلد على هدى، على رؤية، على وضوح، ان لا نظل نتخبط خبط عشواء ونعمل بشكل يومي. نحن لم نطلب وزارة سيادية، يوجد الكثير من السفارات يسألون عن هذا الموضوع، يوجد صحف ومقالات تكتب عن هذا الموضوع، ان حزب الله سيطالب بوزارة سيادية، وهذا سيعطل تشكيل الحكومة، لم نطلب وزارة سيادية، وعندما نلتقي مع الرئيس الكلف لن نطلب منه وزارة سيادية، وضمن توزيع الحقائب على الطوائف، لان تركيبة لبنان هكذا، الوزارة السيادية التي ستعطى او يتفق عليها للطائفة الشيعية، محسوم ومتفقين نحن ودولة الرئيس نبيه بري انها من حصة حركة امل، اذا نحن لم نطلب وزارة سيادية، نحن نريد ان يكون لنا وجود فاعل في الحكومة، سيكون لنا ان شاء الله وجود فاعل في الحكومة، في موضوع الحقائب عندما تحسم الحقائب سنتفاهم حزب الله وحركة امل على توزيع هذه الحقائب فيما بننا ولن يكون هناك اي مشكلة على هذا الصعيد، هذا الثنائي الوطني، هو يقدم نموذج في كل شيء، وهذا من جملة الاشياء التي يقدم النموذج المطلوب فيها، وان شاء الله تسير الامور على خير ، ونأمل ان يتمكن الجميع من التعاون لتشكيل هذه الحكومة المرتقبة.
من جملة المسؤوليات وهذه النقطة الاخيرة في كلامي، من جملة المسؤوليات الكبيرة في الحقيقة، هذا ليس موضوع بسيط او جزئي، الذي وعدنا فيه بالانتخابات، نحن نريد ان نفي بالوعد، كان موضوع مكافحة الفساد ووقف الهدر المالي في خزينة الدولة، مكافحة الفساد في الادارات والوزارات ومؤسسات الدولة، ووقف الهدر، طبعا، هذا الموضوع انا لانني تكلمت فيه قبل الانتخابات، الان نريد ان نقول باننا ذاهبون فيه الى الاجراء، الى التنفيذ، اريد ان اؤكد ان حزب الله مصمم على تحمل هذه المسؤولية، هذه ستكون مسؤولية كل حزب الله، الشورى المركزية، الامين العام وكل اعضاء الشورى المركزية، الوزراء، النواب، مسؤولي حزب الله، الكل سيتحملون هذه المسؤولية وسيعملون، يعني هذه معركة وطنية كبرى ليست مسؤولية واحد او مجموعة معينة في حزب الله، هذه مسؤولية كل حزب الله، وكل حزب الله سيواكبها على مستوى الخطة والقرار والمتابعة والتنفيذ.
ثانيا، نحن ان شاء الله في الايام القليلة المقبلة سوف نبدأ مشاورات مع اصدقائنا وحلفائنا، لان الكل مجمع على مكافحة الفساد ووقف الهدر عظيم طالما الجميع مجمع فيجب ان نتعاون فلا يفترض أحد ان حزب الله سيقوم بفتح جبهة هنا أو جبهة هناك وطالما ان القوى السياسية والكتل النيابية المتنوعة كلها تقول نحن جادون نريد أن نواجه الفساد، عظيم يجب أن نجلس ونلتقي ونتشارك ويجب ان نبحث عن خطوات مشتركة ومواقف مشتركة آليات عمل مشتركة – ممتاز- نحن منفتحون وهذا هو المصلحة، اي يجب أن تُخاض معركة وطنية ضد الفساد والهدر ليس معركة حزبية ولا معركة تأخذ طابعاً طائفياً أو طابعاً مذهبياً لأنه في لبنان كل شيء يتم مذهبتة ويتم تطيفه ويتم تحزيبه. إذا استطعنا أن نذهب إلى معركة وطنية واسعة وشاملة في مواجهة الفساد سيكون هذا انجاز كبير وهذا من شروط النجاح ومن شروط التوفيق نحن نريد ان نأكل العنب ونحمي البلد ونحمي الدولة نريد أن نوقف الانهيار بتعاوننا جميعا، لكن بطبيعة الحال مثل اي حركة منظمة واي مؤسسة عندما يكون هناك هم من هذا النوع يجب ان يكون له ملف خاص ولذلك نحن وعدنا بتشكيل ملف، اليوم قيادة حزب الله قررت في الايام القليلة الماضية دراسة هذا الموضوع بشكل واسع شكلت ملف وعينت مسؤول لهذا الملف يعمل تحت نظر الأمين العام لحزب الله مباشرة لانني وعدت في الانتخابات أنني انا شخصيا سوف أباشر وأتابع هذه المسؤولية برغم من الاهتمامات الكثيرة والعبء الكبير الآخر عليّ لكن نتيجة اهمية الموضوع وقلنا ان هذا الملف سيكون له مسؤول ومجموعة من الاخوة الكوادر وسيكون هذا الملف هو المعني بتخضير الخطط والافكار والرؤى والتواصل مع الحلفاء والاصدقاء ايضا سيكون هو المسؤول عن تلقي المعلومات والمعطيات من داخل مؤسسات حزب الله أو من مؤسسات الدولة أو من كل من لديه معلومة أو معطى أو اقتراح أو فكرة وهو ايضا سيكون معني بمواكبة ومتابعة هذه المعركة لكن كجزء من العمل الجماعي الذي سنكون جميعا فيه قيادة حزب الله ووزراء حزب الله ونواب حزب الله ومسوؤلي حزب الله وبالتعاون مع بقية الحلفاء والأصدقاء وكل من نلتقي معهم، ممكن هذا لا يعني الحلفاء فقط والاصدقاء حتى أذا كان هناك اناس نختلف معهم استراتيجيا في قضايا معينة، أي نختلف معهم في الموضوع الاقليمي ولكن قد نتفق معهم في هذا الملف أو ذاك الملف الذي هو محاربة الفساد ليس هناك مانع على الاطلاق ان نتعاون هذا ما نقصده بعملية أو مواجهة وطنية واسعة شاملة لمكافحة الفساد ووقف الهدر المالي في الدولة اللبنانية ومنع الانهيار. ولمّا كنت قد وعدت أنه سوف نعين الاسم وسنعلنه من اجل التواصل معه لمن يريد أن يتواصل وأن يقدم المعطيات ومن يريد ان يقدم اي فكرة له ولاخوانه، نحن قمنا بدراسة جيدة فتبين لدينا أنه يجب أن نختار أحد الاخوة من جهة يكون في قلب العملية السياسية اي يكون احد النواب أفضل لان الوزير لديه الكثير من المشاغل لذلك نحن فصلنا ما بين الوزارة والنيابة هذا لا يلزم احدا نحن نقول التجربة لمدة اربعة سنوات لأن وزراءنا لديهم مسؤوليات كبيرة والنواب لديهم مسؤوليات كبيرة فلذلك قمنا بفصلهم ونحن سنفي ايضا بهذا الوعد، اي انه في الحكومة المقبلة وزراءنا لن يكونوا من الاخوة النواب، ففضلنا ان نختار نائباً لانه موجود في المجلس النيابي داخل اللجان النيابية داخل كتلة الوفاء للمقاومة وايضا الاخوان النواب لديهم تجربة بحركة الدولة وآليات العمل داخل الدولة، اضافة إلى مجموعة المواصفات التي يتحلى بها العديد من اخواننا النواب اخترنا من بينهم الاخ النائب السيد حسن فضل الله ليكون مسؤولا عن لهذا الملف الذي سيشكل مركز الاسناد والتخطيط وجمع المعطيات وتقديم الاقتراحات وايضا المتابعة ومواكبة المتابعة مع اخوانه ومع كل بُنية حزب الله في هذه المعركة إن شاء الله، ونأمل أن نحقق نتائج طيبة في هذه المعركة الوطنية الأساسية التي أصبح لا بدّ منها، لا أحد يتصور يا إخوان ويا ناس ويا أهلنا، إخواننا وأخواتنا وكل اللبنانيين، أنه أحد حشرنا، أنه الآن حزب الله محرج ومحشور مع قوى سياسية أو مع بعض وسائل الإعلام أو مع بعض الكتاب والمفكرين والناصحين ولذلك هو ذاهب لهذه المعركة لأنه محشور، لا، نحن ذاهبين لهذه المعركة - نحن دائماً كنا محشورين في هذا الموضوع إذا نريد أن نحكي سياسياً وإعلامياً وشعبياً - ولكن مثل ما قلت في موسم الإنتخابات، جدياً نحن من خلال الدراسة، من خلال المعطيات، من خلال الأرقام، وجدنا أنه لا، البلد يذهب، إذا أكمل هكذا، يذهب إلى إنهيار، ويذهب إلى إفلاس، وهذا ليس فيه مبالغة، طبعاً ليس صحيحاً أن يقول أحد الآن نحن بلد مفلس، لا، لكن إذا أكملنا هكذا بهذا الهدر وبهذا الفساد وبهذه المزاريب وبهذه الآليات وبهذه الطريقة بالإدارة طبعاً البلد سيذهب إلى الانهيار. نحن لم نقدم دم، الذين قدموا دم أيضاً، ولم نحرر أرض وقاتلنا وواجهنا وما زلنا نحمل البنادق إلى جانب الجيش اللبناني وإلى جانب الشعب الحاضر للدفاع عن بلدنا حتى بلدنا يفلس وينهار ويخرب وتعم فيه الفوضى والحرب الأهلية وتصير العالم تقتل بعضها على لقمة الخبز.
لذلك هذه مسؤولية عالية جداً وهذه معركة بالنسبة لحزب الله أتمنى على الكل أن يفهم أن هذه المعركة جدية استراتيجية كبرى وهو ذاهب إليها بكل عزم وتصميم لأنها تكمل بجد وفي الظروف القائمة معركة المقاومة التي انتصرت في 25 أيار 2000.
طبعاً يبقى الهم الإقليمي، سوريا ما بعد تحرير محيط دمشق وريف دمشق والتطورات العسكرية في سوريا، سوريا إلى أين؟ المعركة القائمة في اليمن، التطورات في البحرين، أحداث المنطقة والأهم فلسطين والقدس وجهاد وكفاح الشعب الفلسطيني، أترك هذه الملفات إن شاء الله لآتي الأيام.
كل عام وأنتم بخير، مباركون إن شاء الله، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذا العيد على بلدنا، على فخامة رئيس الجمهورية، على دولة رئيس مجلس النواب، دولة رئيس مجلس الوزراء، النواب، على كل القيادات السياسية والأحزاب والشخصيات والنخب والناس جميعاً في كل المناطق، على كل المكونات اللبنانية، الذي كان له علاقة بالمقاومة والذي لم يكن له علاقة بالمقاومة، والذي يؤيدها والذي لا يؤيدها، أسأل الله أن يعيد هذه الأيام مع مزيد من الانتصارات والعز والفخر والكرامة عليكم جميعاً.
كل عام وأنتم بخير، موفقون.