لا شيء يُضاهي "فعل الخير"، فكيف إن كان مقروناً بشهر الرحمة. وهو الشهر الذي دعانا فيه الله الى ضيافته لننهل من عطاءاته اللامتناهية. تماماً كما دعانا فيه الى النظر بعين الرحمة والرأفة لمن يعيشون بيننا. إنه فرصة يلتمس فيها المرء حاجات أخيه، فيبادر اليه، علّه يقضيها. وانطلاقاً من هنا، جاءت فكرة مائدة الإمام زين العابدين (ع) التي ما لبثت تطرق منازل الفقراء والمساكين والأيتام، لتطعمهم على حبه. مئات المتطوعين والمتطوعات، يعملون بشغف لا متناه، والهدف، يكمن في الوصول الى طاعة الله في شهر فُتحت فيه أبواب الرحمة الإلهية. 

"خلية نحل" تشهدها خيم موائد الإمام زين العابدين (ع)، الجميع منهمك بمسوؤلياته التي اختارها تقرباً الى الله تعالى. مسؤوليات تهدف الى إطعام الفقراء والمساكين الذين لا يملكون قوت يومهم، أو لا يستطيعون احضار الإفطار، وفق ما يؤكّد مسؤول قسم العمل الاجتماعي في منطقة بيروت الحاج علي شري لموقع "العهد" الإخباري. فالمشروع الذي بدأ العمل عليه عام 1998 بناء على مبادرات فردية، ليتطوّر بشكل موسّع عام 2001، يستمد اسمه من الإمام زين العابدين (ع)، تأسياً به وهو الذي كان يوزّع الطعام على الفقراء والمساكين. يشدد شري على أن المائدة لا توفر جهداً في البحث عن العائلات الفقيرة والمحتاجة، لافتاً الى أنّ منطقة بيروت التي تضم الضاحية الجنوبية، بيروت العاصمة، وجبل لبنان الجنوبي، تُعنى بتقديم المساعدات لنحو 6000 عائلة طيلة الشهر الفضيل. 

تتنوّع مهام المتطوعين والمتطوعات بين جمع التبرعات المادية، الأمور العينية، الطبخ، التوزيع، والتوضيب وفق ما يشير شري، الذي يؤكّد أنّ خطّة المائدة تستهدف حصراً المنازل احتراماً للمساكين وأسوة بأئمتنا الذين كانوا يوصلون الطعام والمساعدات الى بيوت الفقراء، منعاً للاحراج، وبذلك تتجلى الأبعاد الشرعية والمعنوية والاخلاقية. يلفت المتحدّث الى أنّ التحضير للمائدة لجهة دراسة ملفات الاسر المحتاجة لا يتوقّف طوال العام، موضحاً أن أقسام المائدة خمسة تتوزع ما بين حصة تموينية، حصة غذائية، المطبخ الرمضاني، كفالة الجار، وكسوة العيد، علّها تقضي بعضاً من حاجات المستضعفين في هذا الزمن" يختم شري.   

للتبرع أو المساهمة في تحضير مائدة "زين العابدين (ع)":
01-277519
03-745241