ارشيف من :نقاط على الحروف
الطائرات الورقية.. وابتكارات لا يعدمها المقاومون
فكرة إطلاق البالونات والطائرات الورقية في فلسطين ليست حديثة العهد. فقد استخدمها الفلسطينيون في العام 2001 ثم في العام الماضي. وكانت عبارة عن بالونات يطلقها الفلسطينيون بألوان العلم الفلسطيني من أجل دعم الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. كما كانت تطيّر الطائرات الورقية، التي تحمل صور الأسرى في رسالة مفادها: أن الفلسطينيين في كل فلسطين معهم وأنهم لن ينسوهم. ومع مسيرات العودة استخدم الفلسطينيون الطائرات الورقية محملة بالنار إلى المستوطنات الصهيونية وخلقت معادلة من الرعب الجديد وبتقنيات ذكية وبسيطة.
خلال الانتفاضة الثانية والتي سميت بـ"انتفاضة الأقصى" في أيلول في العام 2000، قام الفلسطينيون بإبداع تقنيات جديدة في محاربة الإسرائيلي، حيث لجأ الفلسطينيون إلى العمليات الاستشهادية لمواجهة المحتلين. وأظهر جرأة يشهد لها في المواجهة، التي تعتمد على تقنية الرجل مقابل رجل أو أكثر، وتنفيذ عمليات الطعن والتي ابتدأت مع الشهيد مهند الحلبي في العام 2015. أو من خلال اصطياد سيارات المستوطنين في الضفة الغربية أو غزة أو القدس، عمليات لا يملك الإسرائيلي الوسائط لإيقافها أو السيطرة عليها، إنها مواجهة ما بين مستوطن مسلح بأسلحة فردية حربية متطورة وما بين شاب يحمل سكيناً في يده ويقول للعالم هذه أرضي.
خلال الاجتياحات الإسرائيلية المتتالية لغزة في الأعوام 2006، 2008، 2012 وآخرها في العام 2017، لم تستطع هذه الاجتياحات كسر عزيمة المقاومة التي بقيت على أهبة الإستعداد. وبالرغم من العزلة والحصار التي عاشتها غزة فقد تمكنت المقاومة فيها من تصنيع سلسلة من الصوراريخ البسيطة القريبة المدى مثل القسام 1 والقسام 2 والقسام 3 وقدس وناصر والأقصى، واليوم تملك المقاومة الفلسطينية صواريخ ذات مدى متوسط وبعيد.
ثانياً: باشرت المقاومة بصناعة الطائرات الصغيرة الموجهة عن بعد واستخدمت هذه الطائرات لمهمات عدة منها الاستطلاع وتصوير مواقع العدو، ومنها ما هو هجومي تلقى القنابل بواسطتها ومنها ما استخدم لعمليات مباشرة.
قطعت المقاومة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني من المقاومة بالحجر والمقلاع حتى اليوم شوطاً كبيراً في ابتكار سبل المواجهة مع العدو الصهيوني، وأصبح الاعتماد على وسائل المقاومة في الداخل هو الأساس.
وبالرجوع إلى مسيرة العودة التي ما يزال الفلسطينيون يقدمون في سبيلها الشهداء، ابتكر الفلسطينيون نوعًا آخر من الطائرات الورقية، سميت بالطائرات الورقية الحارقة، والتي تسببت بحرائق كبيرة في المستوطنات المحتلة. ليس هناك حتى اليوم دراسة يمكنها أن تقرأ حجم وأهمية هذه التقنية الجديدة، التي لا يستطيع الإسرائيلي حيالها سوى انتظار لحظة وقوع هذه الطائرات على الأرض لتندلع نيرانها. اذ أنه لا يمكن اسقاطها حتى بصواريخ الباتريوت ولا يمكن للقبة الحديدية أن تقف في وجهها وتصدها. وفي حين تثير القلق عند الإسرائيلي، فهي تزيد من إعجاب العالم بقدرة الفلسطيني على الابتكار في مسيرة نضاله والأكثر من ذلك فإن المنحى الذي اتخذته مسيرة العودة من تظاهر سلمي أثار الغضب ما بين أحرار العالم ضد قتل الإسرائيليين للفلسطيني الأعزل الذي يدافع عن حقه، وهذا ما عزز الدعم الشعبي في دول عديدة من أوروبا.