ارشيف من :آراء وتحليلات
توقعات بفشل مؤتمر باريس حول ليبيا
يأتي اجتماع باريس بشأن ليبيا بحسب جل الخبراء والمحللين في إطار التنافس بين المستعمرين السابقين لليبيا أي فرنسا وإيطاليا، حيث يسعى كل طرف منهما إلى لعب أهم الأدوار في عملية المصالحة وذلك لنيل أكبر نصيب ممكن من كعكة البترول الليبي. وتمثل فرنسا نفسها ومصالحها في هذا الملف فيما يخدم الإيطاليون مصالح الولايات المتحدة الأمريكية التي تفوضهم لضمان ما يهم الدولتين.
وقد جعلت أهمية الأسماء الحاضرة في هذا الإجتماع والدول المشاركة، البعض يؤكدون على أن باريس نجحت في سحب البساط من تحت أرجل الإيطاليين الذين باتت ليبيا تمثل بالنسبة لهم مسألة حيوية وهو الأمر الذي برز في تصريحات مسؤوليهم. فالأسماء من الوزن الثقيل وكذا الدول المشاركة بما فيها جوار ليبيا الرئيسية أي تونس ومصر والجزائر.
أهم الفرقاء
يرى المحلل السياسي والكاتب التونسي المتخصص في الشؤون الليبية مصطفى الجريء في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن باريس نجحت في جمع الأضداد على الساحة الليبية على غرار رئيس مجلس النواب عقيلة صالح و رئيس مجلس الدولة خالد المشري و اغلب رؤساء الاحزاب السياسية في ليبيا. والجدير بالتنويه، بحسب الجري ان مجلس الدولة في ليبيا اصدر بيانا بشان اجتماع الاليزي حول ليبيا اشترط فيه انجاز الاستفتاء على الدستور قبل اجراء الانتخابات الرئاسية و البرلمانية و رفض مجلس الدولة في ذات البيان دخول مرحلة انتقالية جديدة.
ويضيف محدثنا قائلا: "معلوم بان مؤتمر او اجتماع باريس يجري بمشاركة الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الامن الدولي ودول الجوار ودول اقليمية لها تاثير في الملف الليبي على غرار دولة الامارات ـ تركيا ـ قطر و المغرب. ويرى متابعون لجهود الدول الغربية لحل ازمة ليبيا بان فرنسا تميزت بعديد الخطوات والمحاولات لتجاوز اخفاقات الامم المتحدة في تنفيذ الاتفاق السياسي و نذكر هنا باحتضان باريس لاجتماع السراج ـ حفتر منذ قرابة السنة واخيرا هذا الإجتماع".
إيطاليا الحاضر الغائب
ويضيف الكاتب والمحلل السياسي التونسي قائلا: "بمجرد الاعلان الرسمي عن احتضان الاليزي لمؤتمر اليوم الثلاثاء حول ليبيا طفت على السطح استفهامات واسئلة تتعلق أساسا بالاطراف الدولية التي نسقت معها فرنسا، وهل شملت تلك الاتصالات ايطاليا ذات الدور المحوري في ليبيا؟ ثم ما الذي يجعل فرنسا لا تدعو إيطاليا لاجتماع باريس؟ تجدر الإشارة إلى أن مضمون القمة والمؤتمر سبق ان ناقشه المبعوث الاممي غسان سلامة مع الايطاليين وايضا كان موضوع الانتخابات وتوحيد المؤسسات محور مناقشات سفير ايطاليا لدى طرابلس مع رئيس المجلس الرئاسي فائز سراج ومع رئيس مجلس النواب ومجلس الدولة وكذلك القائد العام للجيش حفتر".
ويرى مصطفى الجريء أن امكانية تواصل فرنسا مع ايطاليا للتشاور او التعاون في عقد هكذا مؤتمر دولي حول ليبيا غير واردة بل مستبعدة حيث فهناك تنافس وصراع بين البلدين حول أحقية كل منهما بالامساك بخيوط الازمة الليبية الشائكة في بلد بات مصيره يحدد في عواصم حلف شمال الأطلسي. ويرى محدثنا أيضا أن إمكانية إفشال هذا المؤتمر من قبل الأمريكان و الإيطاليين واردة فلكل منهما أوراقه على الساحة الليبية والقادر على استعمالها في الوقت المناسب.