ارشيف من :ترجمات ودراسات

الصفحة الأجنبية: ترامب يشكل تهديدًا للديمقراطية في أميركا

الصفحة الأجنبية: ترامب يشكل تهديدًا للديمقراطية في أميركا

وصف الصحفي الأميركي توماس فريدمان انتخابات "الكونغرس" التي ستجري في شهر تشرين الثاني/نوفمبر القادم بـ"الفرصة الأولى منذ عام 2016 للتصويت ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب".

وفي مقالة له نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز"، شدد الكاتب على ضرورة "التصويت لصالح الحزب الديمقراطي في انتخابات الكونغرس"، وأضاف "إن أسوأ مرشح ديمقراطي لانتخابات مجلسي النواب والشيوخ في "الكونغرس" الاميركي هو افضل من أفضل مرشح جمهوري"، عازيًا ذلك إلى أن "أفضل الجمهوريين دائمًا ما رفضوا اتخاذ موقف أخلاقي ضد ما يقوم به ترامب من تقويض لأجهزة إنفاذ القانون والاجهزة الاستخباراتية ووزارة الخارجية"، وفق تعبير الكاتب.

وتابع الكاتب "هؤلاء الجمهوريون اتخذوا قرارًا جبانًا بالوقوف إلى جانب ترامب طالما بقي ملتزمًا بالسياسات التي يؤيدونها، كتلك المتعلقة بخفض الضرائب، وضبط السلاح، والوقود الحفري والإجهاض والهجرة"، وأضاف فريدمان أن "المسؤولية الآن تقع على عاتق الديمقراطيين كي يقولوا ويفعلوا العكس"، مشيرا إلى أن "وظيفتهم هي حماية اميركيا من أسوأ اندفاعات ترامب".

الكاتب أشار أيضًا إلى أن "وظيفة الديمقراطيين هي الإمساك إما بمجلس النواب أو الشيوخ من أجل التخلّص ممن أسماهم أكثر المشرعين الجمهوريين فسادًا من الذين يرأسون لجانًا أساسيَّة، ومن أجل الإشراف على الوزراء الاكثر تهورا وحماية مكتب التحقيقات الفدرالي "الـFBI" ووزارة العدل وحماية المحقق روبرت مولر من تهويل ترامب"، وفق قول الكاتب.

وحذّر الكاتب من تشويه المجتمع والحكومة في أميركا بسبب سياسات ترامب، متهمًا إياه بالكذب "كل يوم" وبالترويج لما أسماه "نظريات المؤامرة"، وأضاف فريدمان "نطق ترامب خلال الأيام الـ 466 الأولى من حكمه بـ 3000 وادعاء غير صحيح او تضليلي، وانسحب من الاتفاق النووي مع إيران، ومن اتفاقية باريس حول التغير المناخي، اضافة الى الحرب التجارية التي بدأها مع الصين".

وفي الختام أكد الكاتب خطورة الوضع وقال "تتعرض الديمقراطية الاميركية حقيقةً للتهديد اليوم من قبل الرجل الجالس بالمكتب البيضاوي"، مضيفًا أن "المشرعين الجمهوريين الذين يسمحون لترامب بالقيام بما يحلو له هم ايضا يشكلون تهديدا للديمقراطية الاميركية".

*الولايات المتحدة تفتقر إلى استراتيجية واضحة في المنطقة

نقل بيبي إسكوبار عن عميد معهد الدراسات الاستراتيجية سعدالله زراعي؛ وهو من أهم المحللين الاستراتيجيين الإيرانيين، قوله أنه "على الرغم من امتلاك واشنطن 37 قاعدة عسكرية ثابتة و70 قاعدة متنقلة في الشرق الاوسط، إلا أنها تفتقر إلى استراتيجيات محددة في هذه المنطقة".

وفي مقالة نشرت على موقع "إيجيا تايمز"، نقل إسكوبار أيضًا عن زراعي أن "واشنطن تفتقر لسياسة محددة حيال ديمقراطيات تركيا وإيران و العراق ولبنان"، موضحًا أن "أميركا التي دائما تتحدث عن الديمقراطية، تتخذ حلفاء لها من الدول التي لا تُجري انتخابات ديموقراطية".

وعزى المحلِّل الإيراني السبب في فشل السياسات الأميركية في المنطقة إلى عدم تماسك الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط.

*الصين وروسيا وإيران ستلعب دورا فعالا في إعادة إعمار سوريا على عكس الولايات المتحدة ودول الخليج

وتضمنت مقالة إسكوبار مقابلة مع أحد الشيعة الهزاريين الأفغان يدعى كميل، وهو أحد عناصر لواء "الفاطميون" الذين يشاركون في المعركة ضد التكفيريين في سوريا، ونقل الكاتب عن كميل قوله أنه شهد بأم عينيه ارتداء مقاتلي "داعش" للزي الأميركي وحملهم أسلحة أميركية، ونقل إسكوبار عن كميل أيضًا قوله أنه وجد بحوزة عناصر تكفيرية تم أسرهم طعامًا سعوديًا وقطريًّا، وأن أقل من عشرة بالمئة من مقاتلي "داعش" هم سوريون، فيما يوجد في صفوف التنظيم الإرهابي سعوديون وأوزباكيون وتاجيكيون وباكستانيون وفرنسيون وبريطانيون وألمان.

في المقابل، شدد إسكوبار على "إصرار القوى التي تقودها إيران على عدم مغادرة البلد"، معتبرا أن "دمشق لا تزال بحاجة الى هذه القوى من اجل التخلص من الجماعات التكفيرية بالكامل".

وفيما يتعلق بأفغانستان قال الكاتب "قامت واشنطن ببناء شبكة دائمة من القواعد العسكرية في افغانستان، الأمر الذي تعتبره طهران تهديدًا حقيقيًا، ويمكن ان يلعب دورا في دعم عمليات سرية داخل ايران".

وفي هذا الصدد، رأى الكاتب أن "استراتيجية ايران حيال افغانستان تأتي في سياق استراتيجية منظمة تعاون شنغهاي عموما"، موضحا ان "دول هذه المنظمة مثل روسيا والصين وباكستان، اضافة الى ايران وافغانستان نفسها، انما تريد حلا "آسيويا" نابعا من منظمة تعاون شنغهاي للمأساة في افغانستان".

وتابع إسكوبار "السعودية تقوم من جهتها بتمويل مدارس "معادية للشيعة" في منطقة بلوشستان في باكستان، الواقعة على الحدود مع محافظة سيستان بلوشستان في ايران"، لافتا الى ان "الرياض تحاول أقله تعطيل انشاء ميناء شاباهار، الذي يعد المدخل لطريق الحرير لدى الهند المؤدي الى افغانستان وآسيا الوسطى مرورا بباكستان".

وعليه، حذر الكاتب من أن العمل السعودي الرامي الى تعطيل المشروع لن يروق للهند وروسيا والصين، مشيرا الى ان "الهند هي الاخرى عضو جديد في منظمة تعاون شنغهاي، وتعادي كافة اشكال "السلفية الجهادية"، وفق توصيف الكاتب.

وأشار الكاتب الى تلقي مدعي عام باكستان أشتر يوسف علي خلال زيارة الى ايران تحذيرا من انه يتم نقل عناصر "داعش" الى الحدود الافغانية الباكستانية.

كما لفت الكاتب الى ان "الصين اعلنت انها سترسل قوات خاصة الى سوريا من أجل محاربة التكفيريين، وان هدف الصين هو تحييد 5000 مقاتل من الاويغوريين، خوفا من عودتهم اليها"، كما شدد على الدور الفعال للصين في إعادة إعمار سوريا، إلى جانب روسيا وإيران، فيما لن يكون للولايات المتحدة ودول الخليج أي دور في هذا السياق.

وفي الختام، أشار إسكوبار الى انعقاد القمة الثامنة عشرة لدول منظمة تعاون شنغهاي في الصين بتاريخ التاسع من حزيران/يونيو المقبل، لافتًا الى حضور الرئيس الروسي فلادمير بوتين ونظيره الايراني الشيخ حسن روحاني القمة، التي ستشارك فيها ايضاً الهند وباكستان.

2018-05-30