ارشيف من :خاص

مطبخ مركزي ومتطوعون كخلية نحل.. مائدة الإمام زين العابدين(ع)

مطبخ مركزي ومتطوعون كخلية نحل.. مائدة الإمام زين العابدين(ع)

تصوير: موسى الحسيني

لا تفلح الكلمات في وصف حال أب بالكاد يستطيع تحصيل طعام صغاره في أيام عمل شاقة. يبدأ يومه قبل أن تنسج الشمس خيوطها على منزلهم الذي كسته رائحة الفقر، وينتهي بعد أن يغطي الليل أجساد أطفاله النحيلة. تمنعه عفة نفسه من اطلاق صرخة استغاثة. لأجله ولأجل كثر من أمثاله، تطرق مائدة الإمام زين العابدين (ع) أبواب الفقراء والمحتاجين مع إطلالة شهر رمضان المبارك، حاملة معها كل ما تحتاجه العائلة لتحضير افطارها اليومي.

أبواب الخير والعطاء في شهر رمضان المبارك كثيرة، وأحد أبوابها مشروع "المطبخ المركزي"، الذي ينظمه خلال شهر رمضان من كل عام العمل الاجتماعي في "حزب الله"، ضمن تقديمات مائدة الامام زين العابدين (ع).

نسوة يقطعن الخضار، وأخريات يصنعن المشروبات، ورجل يطهو وآخر يوضب. الجميع يعمل بحب مطهو بالسخاء والعطاء. أجواء مجمع سيد الأوصياء "ع" تضفي إحساس القرب من أهل البيت (ع). الكل مشغول بإعداد وطبخ وجبات الطعام وتوضيبها.

المطبخ المركزي  

"يقدم المطبخ المركزي آلاف الوجبات أسبوعياً لإطعام الفقراء والمساكين طيلة شهر رمضان المبارك هذا عدا عن الحصص الغذائية التي يتم تجهيزها أيضا في هذا المجال، يقول مسؤول حزب الله في "برج البراجنة" الشيخ عباس الحركة والمشرف على مائدة زين العابدين في المنطقة لموقع "العهد" الإخباري.

ويوضح الشيخ عباس أن "مائدة الإمام زين العابدين" بالإضافة الى مشروع المطبخ المركزي تُوزع الحصص الغذائية مع بداية الشهر الفضيل للأسر الفقيرة، كما تقدم "بونات" ليشتروا حاجياتهم من "التعاونيات" من خضار ولحوم وغيرها، بالإضافة الى أن بعض الأسر الأكثر فقرا يقدم لها مساعدات نقدية.

ويشير الحركة الى أن مشروع مائدة الامام زين العابدين (ع) يفوق عمره الـ 25 عاماً، إذ بدأ بمبادرة تحمل رمزية الامام زين العابدين (ع) الذي كان يحمل الطعام للفقراء سراً، مؤكداً أن المائدة ترعى آلاف الأسر في لبنان على مدار العام وتصل المساعدات لذورتها في شهر رمضان المبارك.

ويلفت إلى أن المطبخ المركزي الذي ينتج الوجبة الغذائية ويستهدف الأسر الأكثر فقرا، يصدر 600 وجبة في اليوم والواحدة تطعم من 3 الى 5 أشخاص، موضحاً أن المطبخ يصل الى نحو 1300 عائلة في منطقة برج البراجنة.

ويقول الشيخ عباس إن "التحضير لمائدة الامام زين العابدين (ع) يبدأ قبل أشهر من حلول الشهر المبارك، اذ يتم احصاء العوائل من فقراء ومساكين وتقديم جداول بها لاجراء دراسة دقيقة والتحضير للحصص التمونية اللازمة لهم" .

من جهتها مسؤولة شعبة مجمع "سيد الأوصياء" زينب ترمس تؤكد أن حصص الافطار تشمل صحن "الفتوش"، والوجبة الأساسية التي تتنوع في كل مرة بين "اللحوم، والدجاج والأسماك"، بالإضافة الى المعجنات والحلويات، لافتةً الى أن المطبخ المركزي يقدم 3 وجبات في الأسبوع.

وتؤكد ترمس أن النسوة يُقبِلن على العمل التطوعي أكثر كل عام، تأسيا بالسيدة الزهراء (ع) التي كانت تعد الطعام بنفسها وتطعم الفقراء.

المتطوعون كخلية نحل

ابتسامة العاملين ضمن المشروع لا تفارقهم. قلبهم ينبض بالعطاء. وأعينهم تفيض حباً. رجال ونساء من كل الأعمار شاركوا في العمل التطوعي.

الحاجة أم حسن تؤكد لـ "العهد" أهمية العطاء عموماً وفي الشهر المبارك خصوصاً، وتضيف "علينا أن نشحذ الهمم للمساعدة وكسب الاجر والثواب في هذا الشهر الفضيل، وأجمل شيء في الحياة هو ابتسامة ترسم على شفاه الناس"، مشيرةً الى أن لا شيء يعادل إسعاد الناس وقضاء حوائجهم.

"إن فعل الخيرات ما هو إلا قرض يقدمه المؤمن لآخرته فيظفر به بجزيل الثواب والفوز العظيم"، تشير الشابة نور حمدان لـ "العهد"، وتتابع" مائدة زين العابدين فرصة لمساعدة الأسر الفقيرة خصوصا عفيفة النفس التي لا تطلب المساعدة، فكيف لنا أن نشبع وهناك فقراء لا يجدون كسرة خبز، أهكذا وصانا دين الاسلام".

وتشدد على أن شهر رمضان ليس فقط للصوم عن الطعام والشراب إنما للشعور مع المحتاجين والفقراء وتحسين الخلق.

2018-05-30