ارشيف من :تحقيقات

جمعيات ومبادرات شبابية تنشط في شهر الخير

جمعيات ومبادرات شبابية تنشط في شهر الخير

هبة خنافر

مع حلول شهر رمضان المبارك تنطلق التبرعات والدعوات وموائد الإفطار لتتوزع على المحتاجين

ففي وقت تزدحم فيه بيوت الناس بما لذّ وطاب من المأكولات، تقبع عشرات العائلات في منازلها الخاوية مما يعينها على صيام نهار شهر رمضان، ومن هنا يأتي دور  الكثير من الجمعيات الخيرية لتقديم مساعداتها لتلك الأسر المحتاجة، كما برزت في السنوات الأخيرة مبادرات يقوم بها شباب متطوعون من كل المناطق.

جمعية الإمداد

وعلى امتداد لبنان، تتألق جمعية إمداد الامام الخميني(قدس) بعطاءاتها. الجمعية التي ما انفكت يوماً عن تقديم المساعدات المادية والصحية والتربوية، تخص الشهر الفضيل بعناية مختلفة في وقت تزداد فيه أيادي الخير، لتقدم حصصاً تموينية للعائلات المحدودة الدخل، بالإضافة إلى تأمين كسوة العيد للأيتام.

كما وتنظم جمعية "الإمداد" إفطارات يومية للأيتام في المناطق كافة؛ في هذا الإطار، يؤكد مدير الجمعية في منطقة جبل لبنان والشمال السيد جواد حيدر أحمد في حديثه لموقع "العهد" الاخباري "أننا نحرص على أن تكون الإفطارات في المطاعم، حتى يخرج الطفل من أجواء المنزل ويشعر بالاهتمام والسعادة". ويضيف "الجمعية تقوم بدور الوسيط لإيصال المساعدات للفقراء وهي توزعهم بالتساوي، فهذا الشهر الفضيل هو شهرهم ونحن في خدمتهم".

"ويطعمون"
 
وانطلقت على خط مواز حملة "و يطعمون" التي تنظمها جمعية "منتدى البصائر". وحتى اليوم الثاني عشر من شهر رمضان، قام الناشطون في هذه الحملة بتوزيع ١٥٥٣ حصة غذائية للمحتاجين بمشاركة متطوعين من جامعات مختلفة.

وفي حديث لموقع "العهد" يلفت مسؤول الجمعية - التي تعمل ضمن نطاق الضاحية الجنوبية لبيروت- الشيخ رضا شحرور الى أن "شهر رمضان هو شهر الرحمة، ونحن قادرون على أن نقدم للناس ما يزرع البسمة على ثغورهم وهدفنا مساعدتهم، فإننا نرى في مجتمعاتنا ما يحزن القلب، فهناك معدومون بيننا"، مؤكداً الاستمرار في هذه الحملة حتى بعد انتهاء شهر رمضان على أن توزع الحصص بشكل دوري. الجدير ذكره أن هذه الحملة لاقت رواجاً كبيراً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خاصة أن القائمين عليها استعانوا بممثلين لحث الناس على المشاركة.

جمعية "بنين"

وعلى نطاق أوسع، في بيروت وطرابلس صور والنبطية، تنشط جمعية "بنين" الخيرية الاجتماعية، والتي ناهيك عن المساعدات المالية وتوزيع الأدوية التي تقوم بها خلال العام، فإنها تخص هذا الشهر باهتمام شديد، إذ توزع الجمعية أكثر من 1500 حصة غذائية لـ 1400 عائلة من أكثر العائلات فقرا في لبنان. وهذه الحصص إما تكون في صناديق معلبة ترسل إلى المناطق الحدودية البعيدة أو عبارة عن قسائم شرائية من التعاونيات توزع للأسر.

وتفتح الجمعية باب التطوع خلال هذا الشهر، فبالإضافة لطاقمها الأساس يشارك في توزيع الحصص متطوعون من المدارس.
ويشير مدير الجمعية جاد بيضون لموقع "العهد" الى أن "الحصص توزع للعائلات الأكثر فقرا في لبنان، فمن يحتاج إلى المساعدة يقوم بتقديم طلب لدى الجمعية على أن تقوم الجمعية بالتأكد من أحقية حصوله على المساعدة، عبر تحقيق اجتماعي ميداني".

يضيف بيضون "هناك مقامات روحية لا تستطيع الوصول إليها إلا من خلال مساعدة الناس والفرحة التي تعتريك لا توصف وحين تعلم بأن هذه العوائل ستذكرك بالدعاء فإن هذا يكفيك".

حركة how is Hussein

وفي عمل يدعم دور الجمعيات، تبرز الحركات الشبابية هذا الشهر ومنها حركة how is Hussein فمنذ انطلاقتهم في العام ٢٠١٣ يحرص شبابها على تأمين حصص غذائية للعائلات المحتاجة في شهر الصيام بالإضافة إلى شراء الملابس والألعاب للأطفال قبيل عيد الفطر.

وفي حديث لموقع "العهد" تشير رهام حجازي مسؤولة how is Hussein الى أنه "في هذا الوقت هناك عائلات لا تملك ثمن افطارها، لقد أصبح لدينا "داتا" معلومات عن الأسر المحتاجة وعدد أفرادها حيث تُقدم لهم الحصص حتى في غير هذا الشهر"، لافتة الى أن "ما نطمح إليه في المستقبل هو بتبني العائلات المحتاجة بحيث يقوم كل شخص منا بتبني عائلة ومتابعة احتياجاتها على مدار العام".

مبادرات فردية

الى ذلك، تضج صفحات التواصل الاجتماعي بالحملات الفردية والجماعية من هنا وهناك المنظمة وغير المنظمة والمتنقلة بين القرى والمدن والتي تسعى إلى تأمين حصص الإفطار أو إلى تأمين كسوة العيد للأطفال من المحتاجين.

و في هذا الإطار وتأسيا بالمبادرة التي بدأها الشهيد القائد فوزي ايوب بتأمين كسوة العيد، يقوم مجموعة من الشباب بحركة فردية لجمع ثياب العيد للفقراء للسنة الثالثة على التوالي. في هذا السياق، تقول إحدى الناشطات إن "الناس تتعاون في هذا الشهر أكثر من باقي الشهور، وبسمة الأطفال تبعث شعوراً أكبر من أن يوصف".

هذه عينة من الجمعيات والمبادرات الكثيرة المنتشرة في لبنان والتي تقدم كل ما بوسعها لتسد عوز المحتاجين. الا أن الدور الأكبر يقع على عاتق الدولة اللبنانية.

2018-06-01