ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
الصفحة الأجنبية: الكونغرس ينسف خطط ترامب الحربية
نشر موقع "ديفنس وان" مقالة لـ "جمال عبدي" - وهو المدير التنفيذي لما يسمى "المجلس الوطني الايراني الأميركي"- حملت عنوان "هل قام الكونغرس بنسف خطط ترامب الحربية لإيران؟"، قال فيها إن الكونغرس وجه قبل أيام رسالة واضحة الى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مفادها أن الاخير لا يملك تفويضا قانونيا لإشعال حرب مع إيران.
وأوضح الكاتب أن عددا من المشرعين الأميركيين في مجلس النواب الأميركي أدخلوا بندا على "مشروع القانون الدفاعي السنوي"، والذي يعطي التفويض القانوني لعمليات "البنتاغون"، اذ جاء بهذا البند الجملة التالية: "إن هذا القانون وجميع القوانين الاخرى لا تعطي تفويضا باستخدام القوات المسلحة ضد إيران".
وتابع عبدي أن نواب الحزب الديمقراطي "كيث إليسون"، "باربرا لي"، و"رو خانا"، و"جان ششاكوسكي"، و"جيم مسغوفرن"، والنائب عن الحزب الجمهوري "والتر جونز" هم الذين قاموا بصياغة نص البند المذكور.
ولفت الكاتب الى أن هذا البند لم يلقَ أيّة مقاومة حتى من قبل كبار "الصقور" في مجلس النواب الأميركي، مضيفا إنه وفي حال وافق مجلس الشيوخ على هذا النص الصادر في مجلس النواب، فمن المرجح أن يضطر ترامب حينها الى التوقيع على قانون ينص بأنه لا يملك تفويضاً لشن حرب على إيران.
وشدد الكاتب على أهمية هذا الموضوع، معتبرا أنه وفي حال تبنى مجلس الشيوخ الأميركي بالفعل النهج الذي تبناه مجلس النواب، فإن ذلك سيسدّ الطريق أمام أيّ خطط ربما كانت تتخذها ادارة ترامب "لجهة العمل العسكري ضد إيران"، لافتًا الى أن ادارة ترامب ربما كانت تخطط لاستخدام قانون "AUMF" من أجل تبرير العمل العسكري ضد ايران "وهو قانون صدر عن الكونغرس عقب هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001 أعطى الرئيس تفويضاً لاستخدام القوة العسكرية ضد "القاعدة" و"طالبان" ".
وأشار الكاتب الى أن هذا القانون استخدم كغطاء قانوني لكل العمليات العسكرية الأميركية تقريبا التي حصلت في الشرق الاوسط منذ هجمات الحادي عشر من أيلول، مشدداً على ضرورة أن يعمل المشرعون الأميركيون على كبح ما وصفها بحكومة ترامب "الحربية".
خطة بومبيو تجاه إيران ستفشل
من جهته، انتقد المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "الـ -CIA" بول بيلر في مقالة نشرت على موقع "ناشيونال إنترست" الخطاب الأخير لوزير الخارجية الأميركي "مايك بومبيو" حول إيران.
وقال إن هذا الخطاب لم يحمل أي جديد وتضمن "المغالطات نفسها"، وفق تعبير الكاتب، مضيفاً إن ما عرضه "بومبيو" كان عبارة عن عدد من المطاب "غير المرنة"، مؤكداً أن ايران لن تستجيب لهذه المطالب.
وتابع الكاتب أن الولايات المتحدة وبعد انسحاب ادارة ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، أصبحت معزولة وليس إيران، لافتا الى أن حكومات الأطراف الاخرى الموقعة على الاتفاق النووي أعلنت عن عزمها الحفاظ على الاتفاق رغم تهديد إدارة ترامب بفرض عقوبات على الشركات الاوروبية التي تقوم بالعمل التجاري مع ايران.
وأردف إن بعض هذه الأطراف "وخاصة الصين" قادرة على اتخاذ إجراءات لما وصفه "التحايل" على العقوبات.
وأكد الكاتب أن نتيجة هذه الاستراتيجية الجديدة ستكون المزيد من التوتر، والقضاء على أيّة فرص للتوصل الى اتفاقيات أخرى حول مسائل أخرى "ذات الاهتمام المشترك بين الولايات المتحدة وإيران".
كما تحدث عن تدهور العلاقات بين أميركا والاوروبيين، معتبرا أن الولايات المتحدة لن تشن حربا اقتصاديةً فقط على إيران بل أيضا على حلفائها.
وتساءل عن أسباب رغبة أي سياسي أميركي بوصول الامور الى هذه المرحلة، معتبرا أن أحد التفسيرات والذي ينطبق على ترامب على وجه الخصوص، هو أن هذه السياسة هي وليدة اللحظة ولم يؤخذ بالحسبان التداعيات الطويلة الأمد.
وأضاف الكاتب إنه وبالنسبة الى ترامب فإن إلغاء كل ما حققه سلفه باراك اوباما يبقى يشكل العامل "الأكثر ثباتا" في سياسته.
وقال إن استعراض القوة والمزاعم حول القدرة على إبرام صفقات كبرى تحتل أولوية على أي نتائج أو صفقات حقيقية "في مقاربة ترامب".
أما تفسير آخر بحسب الكاتب "وراء الرغبة بوصول الامور الى هذه المرحلة الصعبة مع ايران" هو أن صناع السياسة الاميركيين بالفعل يعتقدون أن إيران سترضخ بالاخير تحت الضغوط، لافتا الى أن هناك عدم قدرة على فهم وجهات النظر لدى دول اخرى وهذه الحسابات لا تنطبق في الوضع الراهن مع ايران.
كما اعتبر الكاتب أن هناك احتمالا ثالثا وهو الاعتقاد بأن الضغوط والعدائية ستؤدي الى انهيار النظام في إيران، غير أنه أشار الى أن الوضع اليوم لا ينذر بأن النظام في الجمهورية الاسلامية هو في خطر من الداخل.
وأشار الكاتب الى تفسير رابع وهو أن صناع السياسة الأميركيين يريدون توترا مستمرا مع إيران، مضيفا إن البعض مثل مستشار الأمن القومي "جون بولتون" يذهب أبعد من ذلك حتى ويريد الحرب مع الجمهورية الاسلامية.
الكاتب تابع بأن إبقاء إيران "بعبع" للولايات المتحدة مسألة مهمة جدا لمن أسماهم "خصوم ايران الاقليميين"، على حد تعبير الكاتب، وسمى تحديدا بهذا الاطار السعودية والامارات والبحرين والكيان الصهيوني.
وقال إن هذه الاطراف تريد أن ترى سياسة أميركية تجاه ايران لا تعطي أية فرصة لأي تحسن في العلاقات بين واشنطن وطهران.
بناء على كل ما ورد، قال الكاتب إن "سياسة الطريق المسدود تجاه ايران التي تجسدت في خطاب "مايك بومبيو" "، وفق تعبير الكاتب نفسه، لديها "عدة جذور"، لكنه اعتبر أن الاهم هو تسليم السياسة الاميركية تجاه ايران الى "خصوم ايران الاقليميين".