ارشيف من :أخبار لبنانية
عودٌ على بدء: ’القوات’ تحرّض على الحريري وتستنجد بواشنطن
كشفت صحيفة "الأخبار" عن سعي القوات البنانية للاستقواء بالخارج بهدف ضمان مشاركة فاعلة في الحكومة، بموازاة تحريضها على رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة المكلف سعد الحريري والجيش اللبناني وحزب الله.
وبحسب "الأخبار"، وجّه رئيس مقاطعة أميركا الشمالية في القوات اللبنانية جوزف الجبيلي رسالة الى أعضاء في الكونغرس الأميركي في 25 أيار الماضي مفادها أن "على الإدارة الاميركية وحلفائها الضغط على الحريري للعودة الى الالتزام بسياسة لبنان أولًا والعمل مع رئيس القوات سمير جعجع على بناء لبنان أكثر أمنا وازدهارا".
الجبيلي الذي يرأس ما يسمّى "المركز اللبناني للمعلومات في واشنطن"، هو أحد أذرع الفريق الأمني القواتي الذي توزّع بين الولايات المتحدة واستراليا بعد حلّ حزب القوات عام 1994. وتربطه علاقات وثيقة بعتاة المحافظين الجدد، وأبرزهم جون بولتون "الشجاع في وجه قوى الشر بمن فيهم الارهابيون الايرانيون" على ما وصفه بيان للمركز، عقب تعيينه مستشارًا للأمن القومي الأميركي في نيسان الماضي.
الرسالة وصفت القوات اللبنانية بأنها "بين الرابحين الكبار في الانتخابات الأخيرة، بعدما تمكّنت من مضاعفة عدد نوابها من ثمانية الى 15 بعد حملة انتخابية ركّزت فيها على سيادة الدولة وسلطتها الحصرية باستخدام القوة على أراضيها وعلى اعتماد الشفافية ومكافحة الفساد"، لكنها رغم هذا الفوز، وربما بسببه، تواجه تحديات هائلة بعد تصويت كتلة الرئيس ميشال عون مع أنصار ايران ونظام الأسد على استبعاد نواب القوات اللبنانية من لعب أي دور قيادي في مجلس النواب لمنعهم من تنفيذ برنامجهم نحو استعادة سيادة الدولة"، حسب تعبيرها.
ونبّهت الرسالة من "عقبات مماثلة تعترض تشكيل الحكومة، إذ يبدو الحريري خاضعًا لضغوط التحالف الذي يقوده عون عبر صهره جبران باسيل، ولضغوط الجماعات التابعة لحزب الله من أجل استبعاد حزب القوات اللبنانية عن تسلّم أي حقيبة وزارية مهمة"، ولأن "لبنان مقبل على مرحلة جديدة يتوجّب فيها على الحكومة المقبلة استعادة سيادة الدولة ونزع سلاح الميليشيات ومحاربة الفساد وفرض تطبيق سلطة الدولة على كل مواطنيها بالتساوي، على المجتمع الدولي، وخصوصا الولايات المتحدة، لعب دور فاعل لضمان تحقيق الحكومة هذه الأهداف".
ويرتبط الجبيلي بعلاقات وثيقة بصقور الادارة الأميركية كوزير الخارجية الجديد مايك بومبيو منذ كان الأخير عضوا في الكونغرس عن ولاية كنساس.
وجاءت رسالته بعد يومين من مثول بومبيو أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس ودعوته الى إعادة النظر في المساعدات الأميركية للجيش اللبناني بعد فوز حزب الله في الانتخابات النيابية الشهر الماضي.
وقد أبلغ الجبيلي موقع "المونيتور" الأميركي، في 23 أيار الماضي، بأنه "في حين كان الجيش اللبناني فعالا في المحافظة على أمن لبنان، هناك حاجة الى هذه المراجعة بعد فشله في نزع سلاح حزب الله"، وأضاف: "دافع الضرائب الأميركي يسأل: هل مساعدتي للجيش اللبناني تساهم في نزع سلاح حزب الله؟ بالطبع لا. لذا علينا مراجعة أهداف هذه المساعدة لتتلاءم مع ما يتم تحقيقه. إذا كان الهدف نزع سلاح حزب الله، علينا أن نرى كيف يجري ذلك".
وأثنى المسؤول القواتي على مواقف بومبيو "الصارمة" من حزب الله وايران، مؤكدًا أن الأخير "مع دعم الجيش اللبناني وتقوية مؤسسات الدولة اللبنانية، ولكن بالطبع مع هدف أساسي هو إضعاف حزب الله".