ارشيف من :مقابلات

العشائر السورية تقول كلمتها: لا مكان للمحتلين في سوريا

العشائر السورية تقول كلمتها: لا مكان للمحتلين في سوريا

مؤتمر عشائري ضخم عقد في منطقة دير حافر بريف حلب الشرقي ضم أكثر من سبعين عشيرة من مختلف ألوان الطيف السوري تعاهدت جميعها على تشكيل قوات شعبية عشائرية تتولى طرد القوات الأمريكية والتركية والفرنسية من سوريا والتمسك بوحدة التراب السوري وبالرئيس بشار الأسد كرئيس شرعي منتخب من قبل الشعب.

مقاومة المحتل هي فصل الخطاب

كان مشهد الحضور الكثيف للعشائر والقبائل السورية مؤثراً للغاية في نفوس المجتمعين الذين لم يعجزهم صياغة بيان نهائي لمؤتمر العشائر هذا. تمثلت قرارات المؤتمر بتشكيل قوات عشائرية شعبية تنهض لقتال المحتلين الأمريكيين والأتراك والفرنسيين والمحافظة على وحدة تراب الجمهورية العربية السورية والتمسك بالرئيس الأسد كرئيس شرعي قاد البلاد في أصعب المراحل وخرج بها من عنق الزجاجة إلى الفضاء السياسي الذي يمكن من خلاله إعادة ترتيب أوراق البيت الداخلي السوري لتفعيل ورقة العشائر كرقم صعب بإمكانه تغيير المعادلات على الأرض واجتراح الحلول المناسبة إذا ما فكر المحتلون الجدد في الاستعصاء الميداني داخل الأراضي السورية.

توقيت المؤتمر جاء مدروساً في وقت شهدت فيه البلاد مرحلة استعادة وعي واستقرار، وفي وقت يحاول فيه المحتلون الأمريكيون والأتراك والفرنسيون فرض كيانات الأمر الواقع داخل الأراضي السورية تحول دون إعادة توحيد البلاد كما كانت في السابق الأمر الذي جعل التلويح بالخيار العسكري من قبل العشائر السورية "فصل الخطاب" في مقررات المؤتمر.

لا لبس في الرؤى الوطنية

الشيخ قصي الويس ممثل عشيرة الويسات ومنظم المؤتمر أكد لموقع "العهد" الإخباري أن النخوة والشهامة والمروءة والعروبة النقية هي الصفات التي اجتمعت لدى أبناء العشائر السورية "الذين كانوا وما زالوا يمثلون الرديف الحقيقي والشجاع لجيشنا الباسل في مواجهة المكائد والمؤامرات التي حيكت للنيل من هذا الوطن العزيز"، موضحاً أن المشاركين في هذا المؤتمر والممثلين لكل العشائر السورية بمختلف تنوعاتها يرفعون الصوت عاليا معلنين "الرفض القاطع لأي تواجد عسكري على الأراضي السورية دون موافقة الدولة السورية".

العشائر السورية تقول كلمتها: لا مكان للمحتلين في سوريا

عمر الحسن عضو مجلس الشعب السوري وأحد مشايخ عشيرة البقارة أكد لموقع "العهد" الإخباري أن وجهاء وأبناء العشائر السورية يجتمعون في بقعة من تراب الوطن المطهرة من رجس الإرهاب "ويعملون لتشكيل قوات عشائرية تناهض المحتلين الأمريكيين والأتراك والفرنسيين بالقوة والمساهمة في تحرير بقية أجزاء سوريا وجميعنا نعلن الرفض والتصدي لكل أجنبي جاثم على أراضينا".

الشيخ ناصر العميري شيخ قبيلة المعامرة أكد لموقع "العهد" الإخباري أن "العشائر العربية المجتمعة في دير حافر تصرفت بما يليق بمنبتها الوطني المترفع عن الولاء لغير الوطن، وعليه فقد كان موقفنا حاسما لجهة التمسك بوحدة ترابنا وبرئيسنا الذي هو خيار الشعب وبحقنا المشروع في مواجهة المحتل بكل الوسائل والكفاح المسلح واحد من هذه الوسائل وقد يتصدر الأولوية في يوم قد لا يكون بعيداً".

العشائر السورية تقول كلمتها: لا مكان للمحتلين في سوريا
 
الشيخ فيصل عازل أحد وجهاء قبائل القامشلي تحدث لموقع "العهد" الإخباري عن أهمية اللحظة الراهنة لبلورة موقف عشائري موحد يدفع البلاد نحو المزيد من التماسك، مضيفاً "نحن مسؤولون أمام هذا الجيل وبقية الأجيال عن وطننا وشعبنا ووحدتنا، نريد أن تنظر إلينا الأجيال القادمة بتقدير واحترام والواجب الوطني ليس ملتبساً على أحد فسوريا أمانة في أعناقنا وعلينا صون الأمانة".

منع وفد عشائر الحسكة من الحضور خطوة خاطئة جديدة

وجهاء العشائر المجتمعون في دير حافر أدانوا وبأشد العبارات ما قامت به الميليشيات الكردية في الحسكة من منع وفد المحافظة من القدوم والمشاركة في أعمال هذا المؤتمر واصفين هذا السلوك بأنه لا أخلاقي وإهانة كبيرة للقبائل والعشائر السورية وللشعب السوري كافة، وتوجه المجتمعون نحو القادة الأكراد المسؤولين عن عملية المنع هذه بالقول "إنكم مواطنون سوريون وأخوة لنا فكونوا رحيمين بأخوتنا الأكراد ولا يستخدمكم المعتدون كوقود لتنفيذ أطماعهم ومشاريعهم الإستعمارية في المنطقة ..ولا تزرعوا بذور الشر بل ازرعوا بذور الخير فليس لكم إلا سوريا الوطن الموحد الذي عشنا في ظله جميعا قرونا عديدة آمنين مطمئنين ...فمن راهنتم وما زلتم تراهنون عليه فقد باعكم بالأمس القريب في مدينة عفرين وليس لديه مانع أخلاقي في أن يبيعكم مجددا لأنه معروف عنه عبر التاريخ بأنه ليس لديه أي التزام أخلاقي مع أي طرف سوى مصلحته الشخصية".

2018-06-04