ارشيف من :نقاط على الحروف
هزيمة الأميركي وثبات الدولة السورية
يؤكد زوار العاصمة السورية خلال الساعات الماضية أن دمشق بدعم من حلفائها ليست بوارد التخلي عن القرار المتخذ من جانب القيادة السورية تحت أي ظرف كان بتأجيل أو الرضوخ لكل الابتزازا ت من جانب الولايات المتحدة وحلفائها باستكمال تطهير ما تبقى من مناطق سورية تحتلها المجموعات الارهابية المسلحة او يحتلها الاميركي والتركي، بدءا من الجنوب السوري، وانتهاء بالمناطق الشمالية المحاذية للحدود التركية، بغض النظر عن طبيعة مواقف أطراف الحلف التأمري أو طبيعة الاحتلالات لهذه المناطق.
ويوضح الزوار أن دمشق وحلفائها يعطون الاولوية لتطهير مناطق الجنوب وصولا الى الحدود مع الاردن ومع الجولان المحتل، وهذه الاولوية تفرضها المعطيات التي يحددها الجيش السوري بالتنسيق والتشاور مع القوى الحليفة التي تشارك في الحرب ضد الارهاب، انطلاقا من مجموعة اعتبارات سياسية واستراتيجية عنوانها الاول توسيع دائرة الامان حول العاصمة السورية ومنع العدو الاسرائيلي من الاستمرار في دعم المجموعات الارهابية وصولا الى اعادة فتح الحدود مع الدول العربية المجاورة، بعد أن جرى في الشهرين الماضيين استعادة الغوطتين الشرقية والغربية ومخيم اليرموك وحيي القدم والحجر الاسود.
ولذلك، ما هي طبيعة الموقف السوري من قضية تحرير الجنوب السوري في ضوء ما جرى الحديث عنه مؤخرا من أرجحية عقد لقاء ثلاثي في العاصمة الاردنية خلال الايام المقبلة لاستكمال البحث من أجل الوصول الى تفاهم نهائي لقضية اخراج المسلحين من جنوب سوريا تمهيدا لاعادتها الى سيادة الدولة السورية؟
وفق معطيات الزوار فإن قرار استعادة هذه المنطقة الممتدة من درعا الى الحدود الاردنية وانتهاء بالحدود مع فلسطين المحتلة بات مسألة وقت.
ولذلك يؤكد الزوار ان موقف القيادة السورية مبني على الثوابت الاتية :
اولا - ان استعادة مناطق واسعة في الفترة الماضية من سيطرة الارهابيين، حصل على قاعدة تحرير كل المناطق التي كان يسيطر عليها المسلحون ومن يدعهم في الغرب والخليج، وبالتالي لم تتراجع سوريا وحلفائها عن كل ما تحقق من انجازات عسكرية رغم ما مارسته الولايات المتحدة وحلفائها بما في ذلك العدو الاسرائيلي من كل أشكال الابتزاز، من المشاركة العسكرية المباشرة لمنع هزيمة الارهاب، الى اختلاق ادعاءات حول استخدام سوريا لاسلحة كيمياوية.
ثانيا - ان دمشق وحلفائها لم يتركوا وسيلة ممكنة في الفترة السابقة لم يلجأوا اليها في سبيل استعادة المناطق التي يسيطر عليها الارهابيون بالمصالحات والتسويات للابتعاد قدر الممكن عن تعريض المناطق السكنية والمؤسسات العامة للتدمير وبما يؤدي الى التخفيف من معاناة الشعب السوري جراء الحرب الكونية على دولته ونظامه، ولهذا جرى تأجيل او الغاء الكثير من العمليات العسكرية حقنا لدماء السوريين وممتلكاتهم عندما تكون هناك مؤشرات لمصالحات وتسويات.
على هذا الاساس، يوضح الزوار أن دمشق تتعامل مع ما يجري الحديث عنه من احتمال الوصول الى تسويات لمناطق الجنوب السوري، بما يتوافق مع ثوابت الدولة السورية المنطلق أساساً من استعادة كل شبر من الاراضي السورية.
ثالثا - ان ما دفع الاميركي للذهاب الى المشاركة مع الجانين الروسي والاردني في اجتماعات عمان منذ فترة، هو ادراكه بمدى الهزيمة التي تعرض لها في حربه ضد سوريا.