ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
الكونغرس يضغط على إدارة ترامب على خلفية الملف السوري
طرح مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قرار يقضي بتجميد مبالغ مالية ضخمة من أجل دعم المجموعات المسلحة في سوريا، وذلك بعد صدور تقرير عن مجلس الشيوخ انتقد بشكل حاد الاستراتيجية الاميركية في سوريا ووصفها بأنها متناقضة. هذا فيما تساءلت مجموعات غربية بارزة تعمل في مجال الامن والاستخبارات عن امكانية بقاء القوات الاميركية في سوريا بعد تصريحات الرئيس بشار الاسد مؤخراً عن اجبار هذه القوات على الانسحاب، وشددت على ان النظام السوري اصبح في موقع يسمح له بتركيز جهوده على المناطق السورية التي تتواجد فيها قوات اميركية.
الكونغرس يضغط على الادارة الاميركية على خلفية الملف السوري
نشر موقع "المونيتور" تقريراً أشار الى تقرير صدر عن مجلس الشيوخ الاميركي اتهم وزارة الحرب الاميركية "البنتاغون" باتباع نهج "متناقض" في خطتها لسوريا.
وأوضح التقرير بأن مجلس الشيوخ الأميركي طرح مشروع قانون بتجميد مبلغ 300 مليون دولار لمقاتلي ما يسمى "المعارضة السورية"، وذلك حتى تقدم الادارة الاميركية شرحًا مفصلاً حول خطتها من اجل "القضاء على بقايا داعش واستقرار الوضع في سوريا"، وفق تعبير التقرير. كما اضاف بأن مشروع القانون هذا يرفق مبلغ 400 مليون دولار من أجل "محاربة داعش في العراق" باصدار تقرير عن "ادوار ومهمات ومسؤوليات اي وجود عسكري اميركي مستقبلي" (في العراق).
وتابع بأن التقرير الصادر عن مجلس الشيوخ وتحديداً عن لجنة القوات المسلحة بهذا المجلس انما يعبر عن القلق العميق حيال عدم الوضوح والرسائل المتناقضة من المسؤولين في الادارة الاميركية بما يخص الشرق الاوسط وخاصة سوريا.. وأردف بان تقرير مجلس الشيوخ جاء فيه ايضاً أن نشاطات الجيش الاميركي في سوريا ليست موضوعة بالشكل المطلوب ضمن استراتيجية اوسع تهدف الى استقرار الوضع في سوريا و"معالجة العوامل التي ادت الى صعود داعش".
وقال موقع "المونيتور" ان مشروع القانون المذكور سيطرح من اجل التصويت في مجلس الشيوخ الاسبوع المقبل ويطلب من البنتاغون انتاج تقارير مكثفة حول برنامج تدريب وتسليح "قوات سوريا الديمقراطية"، وتقديم تفاصيل حول مقاتلي هذه القوات.
كما لفت الموقع الى أن مساعي الكونغرس هذه تتزامن مع توصل وزارة الخارجية الاميركية الى اتفاق مع تركيا قبل ايام يقضي بسحب العناصر الكردية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية من مدينة منبج. الا ان الموقع نقل عن خبراء بأن الخطة المذكورة لمدينة منبج والتي تتضمن دوريات عسكرية مشتركة مع الجانب التركي قد لا تكون مؤشرًا على وجود استراتيجية اوسع للبيت الابيض من اجل ابرام تسوية في سوريا، بل قد تكون اشبه بمساعٍ هادفة الى تخفيف الضغوط في الحملة ضد "داعش" واعادة الشراكة مع الحليف الاطلسي التركي.
الحكومة السورية اصبحت قادرة على الضغط في مناطق تواجد القوات الاميركية
مجموعة "صوفان" للاستشارات الامنية والاستخباراتية من جهتها نشرت تقريرها اليومي الذي حمل عنوان "الى متى تستطيع الولايات المتحدة البقاء في سوريا"، والذي اشار الى تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد الاخيرة للتلفزيون الروسي عن طرد القوات الاميركية من سوريا وتحرير الجيش السوري لكافة المناطق في الاراضي السورية.
المجموعة وصفت سياسات واشنطن "المعلنة" في سوريا بانها متناقضة، وأشارت بالوقت نفسه الى أن الرئيس الاسد وبينما ادلى بمثل هذه التصريحات سابقاً، الا انها المرة الاولى التي يكون فيها بالفعل في موقع يسمح له بالتركيز على المناطق التي تتواجد فيها قوات اميركية. كما قال ان الحرب في سوريا اصبحت تصب بشكل كبير لصالح الرئيس الاسد، وانه اصبح حتمياً بان الولايات المتحدة ووكلاءها من جهة وقوات النظام السوري "ووكلائه" من جهة اخرى (وفق تعبير التقرير)، سيدخلان اما بتسوية او بمواجهة.
كذلك تابعت المجموعة بان الوضع في سوريا يختلف كثيراً اليوم عما كان عليه الوضع في العراق عام 2010، اذ انه ليس للولايات المتحدة شراكة مع الحكومة السورية، فضلا عن ان النظام السوري يرفض وجود القوات الاميركية، ونبهت ايضاً من ان عديد القوات الاميركية في سوريا اليوم اقل بكثير من عديد القوات الاميركية في العراق.