ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
هل سيدخل حلفاء أميركا بمواجهة معها؟
وجّه عدد من السفراء الاوروبيين رسالة مفتوحة الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب انتقدوا فيها سياسات الاخير التجارية، بينما اشار باحثون ان واشنطن قد تدخل بمواجهة حقيقية مع حلفائها التقليديين بسبب سياسات ترامب.
العلاقات الاميركية الاوروبية
وجّه تسعة وعشرون سفيراً من دول الاتحاد الاوروبي رسالة مفتوحة الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب نشرتها صحيفة واشنطن بوست، انتقدوا فيها سياساته في مجال التجارة.
وقد ركزت الرسالة -التي تأتي بعد أن فرض ترامب رسومًا جمركية عالية على صادرات الالومينيوم والصلب الآتية من اوروبا ودول اخرى- على العلاقات التجارية والاستثمار بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.
وحذّر السفراء برسالتهم من ان العمل "الاحادي الجانب" من قبل احد الاطراف على حساب الطرف الآخر يضع علاقة المصلحة المتبادلة بين الطرفين "في خطر". كذلك وصفوا الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب بأنها خطوة باتجاه "الحمائية"، ودعوا الى التركيز على تعزيز المصالح المشتركة.
ودعا السفراء ايضاً الى تقليص الرسوم الجمركية بين اوروبا واميركا وتسهيل الاستثمار من اجل مصلحة ضفتي الاطلسي، وقالوا ان هذا هو الطريق نحو الامام وليس فرض الرسوم الجمركية.
هل سيدخل حلفاء أميركا بمواجهة معها؟
كتب الباحث بمعهد "كايتو"، دوغ باندو، مقالة نشرت على موقع "ناشونال انتيرست" تطرق فيها إلى قمة الدول السبع الكبرى التي بدأت يوم أمس الجمعة في كندا.
واعتبر الكاتب ان القضية الأهم هي ما اذا كان نظراء الرئيس الاميركي دونالد ترامب قد اصبحوا مستعدين لمواجهة الولايات المتحدة في قضايا الأمن والاقتصاد، كما نبّه الى ان العلاقات بين اميركا وحلفائها لم يسبق لها أن كانت بهذا المستوى من التوتر.
الكاتب تحدث عن هجوم "ثنائي" يشنه ترامب على حلفاء اميركا، واوضح بان الهجوم الاول يتمثل بحرب تجارية، مضيفًا أن اطرافًا مثل كندا واوروبا تنوي الرد على "الحرب التجارية" والرسوم الجمركية التي فرضتها ادارة ترامب.
اما بالنسبة الى المعركة الثانية فأشار الكاتب إلى أنها حول إيران، وذلك بعد إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي.لافتًا إلى أن الأوروبيين طلبوا من واشنطن عدم فرض عقوبات على الشركات الأوروبية التي تمارس العمل التجاري مع إيران، ومن ثم حذر من أن الادارة الأميركية واذا ما تعاملت مع الحلفاء و"كأنهم أعداء"، فإن "الغضب" الأوروبي سيزداد بشكل كبير.
الا ان الكاتب رجّح بأن ترامب لن يبالي لذلك، وقال انه دائماً ما يستخف بنظرائه، بالتالي شدد على أن ترامب لن يأخذ مصالح حلفائه بالحسبان إلا في حال قرر الحلفاء الإقدام على خطوات تتسبب بألم اقتصادي لأميركا.
الكاتب أضاف بأن من ضمن الخطوات التي بإمكان نظراء ترامب الإقدام عليها ربما هي دعوة الرئيس الروسي فلادمير بوتين للمشاركة بقمة الدول السبع وإشراكه بأي بيان ينتقد الولايات المتحدة على خلفية ملفي التجارة وايران.
غير أنه تابع بأن السؤال الكبير هو ما إذا كان الحلفاء مستعدين لأكثر من مجرد الكلام، مشيراً الى ان المستشارة الالمانية انجيلا مركيل دعت الأوروبيين إلى لعب الدور القيادي، لكن حكومتها ترفض تمويل ونشر جيش "قدير".
كذلك قال أن لا مؤشرات جادة تفيد بأن الدول الأخرى المشاركة بقمة الدول السبع (غير الولايات المتحدة)، وأضاف بأن واشنطن ستستمر بالبلطجة مع حلفائها "طالما تستطيع ذلك".
الكاتب قال بأن الاوروبيين حتى الآن لم يظهروا اي استعداد للقيام بالتضحيات المطلوبة من اجل "تحدي الولايات المتحدة بشكل حقيقي". الا انه اضاف في المقابل بان ترامب قد يدفع حلفاء اميركا نحو "مستقبل جديد" يجبر الولايات المتحدة على الاستجابة "للضغط الجماعي"، مضيفًا بأنه وفي حال حصل ذلك بالفعل، فان قمة الدول السبع قد تكون بداية لتحدٍّ حقيقي لقيادة واشنطن.