ارشيف من :نقاط على الحروف
بداية معركة الحديدة.. صفعة قوية لتحالف العدوان
تلقت السعودية والامارات ومن خلفهما امريكا وتحالف العدوان على اليمن ضربة موجعة وصفعة قاسية سددتها القوة البحرية والدفاع الساحلي باستهداف بارجة للعدوان قبالة الساحل الغربي للحديدة وهي الضربة التي تجعل قوى العدوان تعيد حساباتها وتقلب مخططاتها اخماسا في اسداس وتنظر فيها من جديد، وحسب مصدر عسكري في القوة البحرية فقد تلقت البارجة صاروخين بحريين بضربة مباشرة ادت الى اشتعال النيران فيها واجبرت بقية البوراج على التراجع، وسجل تحليق مكثف للحوامات فوق البارجة المستهدفة وجُلبت الزوارق لمحاولة انقاذ من يمكن انقاذه.
بهذه العملية فان المعركة التي تحضرت لها قوى العدوان تدخل منعطفا جديدا ترسم خطوطه قيادة الجيش واللجان الشعبية، وعلى رأسها القوة البحرية والدفاع الساحلي، وهنا نستحضر الشهيد الرئيس صالح الصماد عندما حذر قوى العدوان من قدرات بحرية لم تستخدم من قبل، الى جانب معادلة الصواريخ البالستية اليومية التي توعد بها الرئيس الشهيد، ونستحضر ايضا بيانات عدة عن القوة البحرية اكدت فيها بأنها ستكون بالمرصاد لأي عمليات تنفذها بوارج العدوان في السواحل الغربية اليمنية، وهي التحذيرات التي تحاول قوى الغزو والاحتلال القفز عليها تحت الضغوط الامريكية والتخويف من أي تراجع في هذه المعركة.
التكتم..سببه الخسارة الفادحة
الملاحظ انه الى لحظة كتابة هذه السطور لم يصدر اي تعليق من قبل تحالف العدوان على هذه العملية على خلاف ما دأبت عليه مؤخرا من محاولة استخدام اي عملية في البحر للتصويب على ضرورة الهجوم على الحديدة ومحاولة جلب الدعم الغربي لهذا الغرض، والتفسير المنطقي لهذا التكتم هو ان المعركة الان في كثير من جوانبها هي معركة اعلامية نفسية اكثر منها عسكرية، والحديث عن عملية بهذا الحجم والاعتراف بهذه الصفعة يمكن ان يصيب هذه الوسيلة من الحرب بمقتل، ولهذا فمن الراجح ان يستمر التكتم على العملية الى ان تظهر مشاهد من الاعلام الحربي للحظة استهداف البارجة.
عندما نتحدث عن هذه العملية فنحن لا نتحدث عن العملية الاولى من نوعها وانما نستذكر ضربات سابقة وصلت الى اثنتي عشرة سفينة حربية ابرزها السفينة "سويفت" قبالة سواحل المخا وهي السفينة التي كانت تتجهز لنقل جنود ومرتزقة لعملية انزال في سواحل المخا وادت الضربة حينها الى احباط ذلك المخطط وانتهت بتلك السفنية الى سوق الخردة ، والى جانبها ايضا الفرقاطة الحربية السعودية المدينة التي قصفت بعملية نوعية قبالة سواحل الحديدة. وكما العمليات السابقة فان قيمة هذه العملية واهميتها لا تقتصر على نتائجها فقط بل انها ايضا تكمن في طبيعة وحدات الاستطلاع التابع للجيش واللجان الشعبية والعمليات الاستخباراتية في تعقب ورصد خطوات العدو وتحضيراته والقيام بعمليات استباقية لاحباط هذه المخططات، هذا علاوة على عملية التحضير واعداد الصواريخ للاطلاق في بحر تمخره بوراج العدوان وداعميه الغربيين من الامريكان والانجليز والفرنسيين، وفي اجواء تغطيها الطائرات الحربية وطائرات الرصد والاقمار الصناعية بمختلف انواعها، وفشلها جميعا في ايقاف استهداف العدو بالصواريخ اليمنية وهذه المرة في البحر بعد ان عجزت ايضا في ايقاف الصواريخ البالستية، لتبقى عملية التصويب الدقيق من اهم ما في هذه العملية المسددة.
أهمية العملية
أهمية هذا العملية وقيمتها ايضا في كونها واحدة من سلسلة عمليات تتوعد بها القوة البحرية والدفاع الساحلي في اطار معركة الردع ومواجهة محاولات الغزو والاحتلال والدفاع عن اليمن وسيادتها واستقلالها بعيدا عن المشروع الامريكي الصهيوني. ولمعرفة هذه الاهمية يكفي نظرة الى سلسلة مقالات نشرها معهد الواشنطن لدراسات الشرق الشهر الماضي وهي من ثلاثة اجزاء خصصها لمعركة الساحل الغربي ومحاولة السيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي، وكتبها مجموعة من الكتاب المتخصصين في الشؤون العسكرية والامنية للمنطقة والاقليم في معهد واشنطن، كان المعهد قد بعثهم في مهمة خاصة لاستطلاع الوضع في اليمن والخليج وبالتحديد في الجبهات المشتعلة وعلى رأسها جبهة الساحل الغربي، وخصلت هذه المقالات الى وضع خطط وتوصيات كلها تشجع وتشدد على ضرورة تقديم الدعم العسكري الامريكي لدول الغزو والعدوان.
اهتمام معهد واشنطن التابع لجماعات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة ومنظمة "ايباك" والتي تساهم بشكل او باخر في تقديم المشورات وبالتالي صناعة القرار في واشنطن، وبما كشفه المعهد من توصيات خطيرة ومحاولة الدفع بالامارات في هذه المعركة كلها تقول ان معركة الحديدة هي معركة اسرائيلية امريكية بامتياز. وليس بالجديد هنا الاشارة الى وعي الشعب اليمني بطبيعة المشاركة الامريكية الصهيونية في محاولات الهيمنة على البلد شعبا ومقدرات وقرارا وسيادة، لهذا نرى هذا الشعب حاضرا في كل المراحل وكل الساحات في مواجهة هذه الغطرسة والفرعنة المتلبسة بلباس العروبة، والعارية عن كل القيم والاخلاق الاسلامية والانسانية، كما يدرك ان مصير هذا العدوان هو الهزيمة والخسران، ليكون النصر الموعود حليف شعب الايمان والحكمة.