ارشيف من :آراء وتحليلات

متى يُسمح للجيش اللبناني بالحصول على أسلحة نوعية؟

 متى يُسمح للجيش اللبناني بالحصول على أسلحة نوعية؟

في 12 حزيران الجاري، تسلم الجيش اللبناني أربع طائرات سوبر توكانو، وهي عبارة عن الدفعة الثانية من "الهبة" الأميركية بمجموع 6 طائرات، كان قد تسلم الدفعة الأولى (طائرتين) العام الماضي، مهماتها المراقبة والدعم القريب للقوات البرية. تُعتبر سوبر توكانو طائرة هجومية حيث يمكن تجهيزها بصواريخ جو - جو وجو - ارض، بالاضافة لرشاشات مضادة من أعيرة مختلفة، كما لها القدرة على حمل ونقل ورمي قنابل موجّهة تزن 250 كلغ و500 كلغ.

لا شكّ بان ما حصل عليه الجيش اللبناني مؤخراً من أسلحة وتجهيزات، كان مناسبًا وفعالا في محاربته للارهاب، خاصة اذا تكلمنا عن "السيسنا"  كطائرة مراقبة وكقاذفة نموذجية، أثبتت فعاليتها في معركة فجر الجرود ضد "داعش"، إضافة الى مدفعية الميدان عيار 155 ملم، والتي استطاعت وحدات الجيش تطوير منظومة توجيه قذائفها عبر الليزر، بطريقة مركبة مع منظومة التوجيه المماثلة والموجودة لدى طائرة "السيسنا".

بالمبدأ، تفاجأ الأميركيون بقدرة الجيش اللبناني - بمساندة من المقاومة - في معركة فجر الجرود الأخيرة، والتي أنهى فيها تواجد الارهابيين بالكامل على أراضيه، خلال معركة سريعة وحاسمة، مقارنة مع معارك بعض الجيوش في المنطقة، ومنها وحدات التحالف الاميركي نفسه، وعلى هذا الأساس كما يبدو، فعّلوا مساعداتهم وتقديماتهم العسكرية لهذا الجيش مؤخراً، لكن بقيت هذه التقديمات بعيدة عن أن تكون نوعية أو قادرة على تحقيق معادلة ردع وتوازن وحماية، يحتاجها لبنان بامتياز في صراعه ضد العدو الاسرائيلي.

طبعا هذا موضوع رئيس بالنسبة للاميركيين، وهو عدم حصول الجيش اللبناني على تلك الاسلحة النوعية التي تحقق معادلة الردع  والتوازن بمواجهة العدو الاسرائيلي، وحيث تنقسم تلك الاسلحة النوعية الى الهجومية منها او الدفاعية، يمكن شرح الابعاد الخاصة بكل نوع منها كالتالي:

* الأسلحة الهجومية

تدخل في أساسها القاذفات الاستراتيجية، وهي طبعا بعيدة عن متناول الجيش اللبناني، لأسباب خاصة بالمعركة ضد العدو، وطبعا تدخل الاسباب والمعوقات المالية بشكل أساس في ذلك.

الصواريخ الباليستية الاستراتيجية، وتعتبر من أكثر تلك الأسلحة النوعية فعاليةً في المعركة ضد العدو، وهي مناسبة لطبيعة الجغرافيا والميدان المشترك المتقارب مع أراضي فلسطين المحتلة، ومناسبة ايضا لاستهداف جبهة العدو الداخلية الضعيفة، وهي ايضا ممنوعة ومتعذرة بالكامل، ايضا لخصوصية الصراع مع العدو بالاضافة للنواحي المالية، وحيث استطاعت المقاومة بما امتلكته من بعضها، من فرض معادلة ردع وتوازن مقبولة بمواجهة العدو، يحاول الأخير جاهداً انتزاع تلك القدرات من المقاومة، وعلى الأقل تحييدها عن الصراع معه.

* الأسلحة الدفاعية

تتوزع هذه الأسلحة النوعية الدفاعية بين أسلحة الدفاع الجوي وأسلحة الدفاع ضد المدرعات، وحيث يملك الجيش اللبناني بعضا من الصورايخ المضادة للمدرعات، ولو بقدرات غير متكافئة بالكامل، برهنت المقاومة بما تملكه من صورايخ مماثلة كالكورنيت الروسي مثلا، والمعدل المتطور، بان تجهيز وحدات مشاة الجيش بهذه الصورايخ او بما يماثلها، يؤمن مستوى مقبول من الحماية لخط الدفاع الاول عن الحدود وعلى بعض المحاور، بمواجهة مدرعات العدو التي يمكن ان تتقدم في اية محاولة هجومية.

لناحية اسلحة الدفاع الجوي، يبقى حصول الجيش اللبناني على هذه الأسلحة النوعية أمراً اساسياً وضرورياً، ويجب العمل عليه من قبل المعنيين كافضلية اولى، والسبب انه سلاح دفاعي بامتياز، لا يحمل اية امكانية لاستهداف أراضي العدو كما يخشى الاخير ويتلافى دائما، وهذا السلاح هو مخصص فقط للحماية ضد الاعتداءآت الجوية والصاروخية، وللحماية من الاختراقات التي تستهدف وتهدد السيادة اللبنانية ومواقع الدولة الاستراتييجة.

من هنا، ولتحقيق بعض التوازن بمواجهة ما يملكه العدو من تفوق جوي واضح، ولمواجهة مناورة العدوان التي يمارسها بشكل متواصل، عبر قاذفاته الاستراتيجية التي تستبيح دائما الاجواء، وايضا عبر طائراته بدون طيار، الهجومية او الخاصة بالمراقبة، والتي لا تغادر هذه الاجواء، يجب تزويد الجيش اللبناني بمنظومة دفاع جوي متطورة وفعالة، وحيث يبدو انه يتعذر ذلك من مصادر اميركية، فمن الضروري البحث عن مصادر أخرى، تتجاوز القيود الاميركية والاسرائيلية، وتحقق معادلة ردع وتوازن استراتيجي، هي أساس حماية لبنان .

2018-06-14