ارشيف من :نقاط على الحروف

المغرب ومونديال 2026: الطعنة السعودية

المغرب ومونديال 2026: الطعنة السعودية

أصيب المغاربة بحالة من الصدمة والذهول بعد تصويت عدد من الدول العربية لمنافسي الرباط لاحتضان كأس العالم لكرة القدم، وعبروا في المقابل عن ارتياحهم لتصويت كل من الجزائر وتونس لصالحهم. ولعل المفاجأة الكبرى كانت الصوت السعودي الذي ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحرض دولا عربية وغير عربية على عدم التصويت للمغرب سواء بالضغط أو بالإغراء.
ولعل المتأمل في قلق السعوديين من احتضان قطر لمونديال 2022 لا يستغرب هذا السلوك الذي يبدو وكأن الرغبة في الإستئثار بكل شيء عربي هي التي تقف وراءه وتحركه. فلا يوجد مبرر يجعل بلدا يدعي الدفاع على مصالح العرب، ليس بوجه الكيان الغاصب لفلسطين بل بوجه "العدو الوهمي" إيران، يصوت ضد مصالح بلد عربي آخر، وبالتالي فإن جميع الشعارات التي يرفعها السعوديون وادعاءهم أنهم حصن العروبة، تبدو بلا قيمة بعد أن سقطت عنهم ورقة التوت وهم الذين فتحوا باب التطبيع مع الصهاينة على مصراعيه في وقت يتم فيه الإستحواذ على القدس تمهيدا لاستهداف مسجدها الأقصى.

استغراب و دهشة

وفي هذا الإطار ترى آمنة الشابي الباحثة والناشطة الحقوقية التونسية في حديثها لموقع "العهد" الإخباري أنه لو صوتت السعودية ضد الجزائر أو حتى تونس كان سيبدو الأمر مقبولا باعتبار مرور العلاقات مع هذين البلدين بحالات من المد والجزر وخصوصا مع الجزائر، أما أن تستهدف الطعنة السعودية المغرب فإن الأمر يبدو مثيرا للدهشة. فسياسات المغرب تتماهى إلى حد التطابق مع السياسات السعودية في المنطقة والرباط هي حليف للسعوديين في السراء و الضراء، وما قطعها مؤخرا للعلاقات مع إيران وتهجمها على حزب الله اللبناني إلا إرضاء للسعوديين الذين يساندهم المغرب مساندة مطلقة في عدوانهم على اليمن.

وتضيف محدثتنا قائلة:" لقد أثبت السعوديون أنه لا صديق لهم و لا حليف وأن شرهم يمكن أن يطال القريب قبل العدو وهو درس لكل الأنظمة العربية وغير العربية. من كان يتصور أن المغرب الذي يوصف بأنه سعودية المغرب العربي بالنظر إلى سياساته المتطابقة مع السياسات السعودية يكون يوما عرضة لغدر الرياض التي طالما اعتمد عليها في أهم قضاياه المصيرية ومنها قضية الصحراء الغربية".

ضرورة القيام بمراجعات

أما الناشط الحقوقي و السياسي الجزائري سفيان مناد فقد اعتبر في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن السعودية ترغب في الريادة عربيا بصورة منفردة ويحز في سلوك البداوة الذي يهيمن على ذهنية الفاعلين فيها ويسيطر على شخصيتهم القاعدية بمنظور علم الإجتماع أن يصعد نجم غيرهم في المنطقة. فتراهم بحسب محدثنا عدوانيين تجاه إيران حين تمتلك القدرة النووية وتجاه قطر حين تنجح في الفوز باحتضان كأس العالم وتجاه المغرب مؤخرا الذي دار في الكواليس أن الرياض لم تكتف فقط بالتصويت لمنافسي المغرب بل حرضت دولا أخرى على ضرب الرباط بمقتل في هذا الملف.

ويضيف محدثنا قائلا: "أرجو من أشقائي وجيراني وإخوتي المغاربة ان يأخذوا العبرة مما حصل لهم حين ارتموا في الحضن السعودي وساروا في ركابه. فمستقبل المغرب هو في محيطه المغاربي وفي علاقاته الجيدة مع الجزائر وفي الإسراع بحل قضية الصحراء ولينضموا إلى هذا المحور التونسي الجزائري الرائع الذي ينسق في كل شيء تقريبا وخصوصا في السياسات الخارجية وليتوسع هذا المحور ليضم ليبيا و موريتانيا بالتوازي مع حل القضية الصحراوية وليكن نواة لوحدة أشمل عربية وإفريقية وإسلامية".

2018-06-16