ارشيف من :مقالات
الأسباب الخفية لموجة الاستقالات لدى ’أحرار الشام’
تعتبر حركة "أحرار الشام" الإرهابية القوة البشرية والعسكرية الثانية بعد تنظيم هيئة "تحرير الشام - النصرة" الإرهابية في الشمال السوري. ويتميز تنظيم "أحرار الشام" عن غيره بأنه قوة مناطقية وغالبية قياداته من السوريين وليس له بعد عالمي رغم الطابع "السلفي" الذي يصبغه. ويمكن اعتباره تنظيماً حموياً بامتياز، من القيادات المؤسسة حتى اليوم، رغم أنه أول من قبل انضمام الإرهابيين الأجانب إلى صفوفه قبل أن يعلن عن توقفه عن قبول "المهاجرين". وهو في تركيبته المناطقية يشبه تنظيم "جيش الإسلام" الذي يتكون من عناصر من الغوطة الشرقية لدمشق وغالبيتهم من مدينة دوما.
ويشهد تنظيم حركة "أحرار الشام" استقالات عديدة منذ دخوله في صراع مع "هيئة تحرير الشام - النصرة" في الشمال السوري قبل ثلاث سنوات. وآخر الاستقالات التي شهدها التنظيم السلفي كان إعلان أحد كبار قادته "الشرعيين" استقالته يوم الأحد 17 حزيران الحالي. "الشرعي" أبو إبراهيم موفق العمر - وهو يشغل منصب رئيس ما يسمى "هيئة الدعوة والإرشاد" - كتب على صفحته على "تويتر" ما يلي "شرفت بصحبة إخواني في حركة "أحرار الشام" لمدة تزيد عن ستة وعشرين شهرًا، محضت لهم فيها نصحي فيما أراه طاعة لله وخيرًا لساحة الجهاد ومصلحة الثورة.. لم يعد لي أية علاقة تنظيمية مع إخواني في حركة "أحرار الشام" أو "جبهة تحرير سوريا""، دون أن يوضح أسباب استقالته. وتأتي استقالة أبو إبراهيم موفق العمر هذه بعد أيام من إعلان المدعو "الفاروق أبو بكر" أحد أبرز قادة التنظيم الإرهابي استقالته من منصبه وانضمامه إلى فصيل "لواء المعتصم" العامل في ريف حلب الشمالي.
مصادر موقع "العهد" الإخباري أكدت أن تركيا تعمل على إعادة صياغة تنظيم حركة "أحرار الشام" بما يتناسب مع المرحلة القادمة في الشمال السوري وهي تعتمد عليها عند حلول مرحلة انتهاء تواجد تنظيم "هيئة تحرير الشام - النصرة" في مدينة إدلب. وأكدت المصادر أن المرحلة المقبلة في إدلب سوف تشهد تصعيداً عسكرياً بين "جبهة تحرير سوريا" التي تضم تنظيم "حركة أحرار الشام" وتنظيم "حركة نور الدين زنكي" وبين "هيئة تحرير الشام - النصرة"، وتعمل تركيا على إعادة هيكيلة "حركة أحرار الشام" عبر إبعاد القيادات التي قد تشكل أصواتاً معارضة للحرب ضد "النصرة" في صفوف التنظيم، وقد تؤثر على المقاتلين وتجعل بعضهم يرفض قتال "النصرة" في إدلب تحت قيادة تركية. وهذه الاستقالات المتتالية ليست سوى مسعى تركي لتجنب حصول انشقاقات جديدة داخل صفوف الكتائب والألوية المندمجة ضمن حركة "أحرار الشام" بعد الانشقاقات الكبيرة التي شهدتها عامي 2016 و2017 على خلفية صراعها العسكري مع تنظيم "هيئة تحرير الشام - النصرة".
مصادر "العهد" شددت على أن هذه التغييرات داخل قيادة تنظيم "حركة أحرار الشام" سوف تساعد تركيا على إعادة بناء الهيكلية التنظيمية لها بما يتناسب والتطورات الجديدة في الشمال السوري، بعد التوافقات التركية الروسية في تل رفعت وفي مناطق شرق سكة حديد الحجاز في محافظتي إدلب وحماه. وتشير المصادر إلى عملية إعادة تقييم تقوم بها المخابرات التركية لتنظيم "حركة احرار الشام" الذي قررت تركيا الاعتماد عليه في إدارة مدينة إدلب في حال الاتفاق مع الجانب الروسي حولها، وهي تعمل منذ الآن على إعادة ترتيب الأولويات وتنظيم الأوراق الداخلية للحركة للانتقال لمرحلة جديدة من العمل التنظيمي تكون مختلفة عن دور وعمل حركة "أحرار الشام" طوال السنوات الماضية. فالدور الذي تطلبه تركيا من التنظيم في أدلب سيكون أشبه بالشرطة المحلية لإدارة شؤون المدينة بعد إنهاء تواجد جبهة "النصرة" فيها.
وشهد تنظيم "حركة احرار الشام" سلسلة استقالات في السنوات السابقة كانت على مستوى قادة الصف الأول، وأبرزهم كان أبو صالح الطحان، وأبو محمد الصادق، ومنير السيال ورئيس "المكتب السياسي" لبيب النحاس.