ارشيف من :أخبار لبنانية

طبخة بحص الحكومة لم تنته.. والشعب اليمني أذلّ الغُزاة في الحُديدة

طبخة بحص الحكومة لم تنته.. والشعب اليمني أذلّ الغُزاة في الحُديدة

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها مراوحة تأليف الحكومة في السلبية. والمساعٍي الأممية التي يبذلها المبعوث مارتن غريفيت الى اليمن لاستنقاذ التفاوض السياسي كبديل عن مخرج لحرب الحُدَيْدة كي يحقق للسعودية والإمارات سياسياً ما عجزوا عنه عسكرياً، وهذا ما رفضته حركة "أنصار الله" بصورة قاطعة التي تمسك بعنق مصير مئات الجنود المحاصَرين من الذين شاركوا في الهجوم الفاشل على مطار الحُدَيْدة.

 بداية مع صحيفة "النهار" التي رأت أنه "يفترض ان تبدأ من اليوم دورة اتصالات ومشاورات معاكسة لمختلف الاجواء والمناخات السلبية والمتفجرة التي طبعت الفترة الاخيرة التي واكبت عطلة الفطر وجمدت خلالها الجهود الجارية لتأليف الحكومة. وبينما تتحرك وتيرة المشاورات السياسية مجدداً مع عودة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من المملكة العربية السعودية حيث امضى ايام العيد، بدا واضحاً ان الحريري كثف اتصالاته ببيروت من المملكة سعياً الى تهدئة المناخات العاصفة التي أثارتها الحرب الكلامية بين "التيار الوطني الحر" والحزب التقدمي الاشتراكي قبل انحسارها نسبياً في اليومين الاخيرين. وقد اتسعت مروحة اتصالات رئيس الوزراء المكلف لتشمل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وشخصيات أخرى. وترصد الاوساط السياسية الاتجاهات التي ستسلكها اتصالات الحريري من اليوم للحكم واقعياً على مسار عملية تأليف الحكومة، علماً ان المخاوف من تأخير تأليفها تفاقمت بعد التطورات الاخيرة، في حين ان الساعات الاخيرة شهدت ملامح تبريد ومرونة يؤمل ان تشكل مؤشرا لتبدل الرياح".

وأضافت الصحيفة أن "الرئيس بري بدا أمس غير راض عن طريقة مقاربة تأليف الحكومة، اذ قال أمام زواره رداً على سؤال: "بدل ان نتقدم الى الامام، فإن الامور تسير الى الوراء ولا اعرف السبب. وكنا قد طالبنا بالتعجيل وأكدنا استعدادنا للتسهيل الى أبعد الحدود لكن لم يتم التجاوب مع مطلب تأليف حكومة سريعة تتصدى للمشكلات الاقتصادية التي يعانيها البلد ويا للأسف والوضع مهترئ".

وأشار بري الى أن "ثمة اسباب داخلية وخارجية تؤخر التأليف. ولا مؤشرات ايجابية تشيرالى الجدية المطلوبة. واذا تأخرت في الايام العشرة المقبلة نصبح في وضع أصعب. قلنا لهم يا جماعة الخير عجلوا لكن لا يبدو انهم مستعجلون. وأنا موجود في البلد لأيام قليلة اذا ارادوا التشكيل أهلاً وسهلاً وإلّا فلن يجدوني بعدها".

ولاحظ بري أنه "بالاضافة الى ذلك، لا يكفينا الوضع الاقتصادي حتى نصطدم بوضع أمني خطير جداً وهو ما يحدث في البقاع. وما يجري يؤكد ان هناك قراراً بإشاعة الفوضى في هذه المنطقة التي تشكل أكثر من ثلث مساحة لبنان. وأكاد أقول إن ما يتم هو بقرار من الدولة ويعكس التقاعس الحاصل. ولا تؤذي هذه الازمة لبنان فحسب بل ثمة اساءة كبيرة للعهد ونحن من الحرصاء عليه أكثر من الاخرين. لا يجوز التأخير في التصدي المطلوب لهذه التحديات في البقاع. وحصلت سلسلة من الاحداث قبل العيد وكثرت في الايام الاخيرة ولم يحرك أحد ساكناً في الدولة بل يجري الحديث فقط عن خطة أمنية، خصوصاً اننا في حركة "أمل" و"حزب الله" قدمنا كل التسهيلات المطلوبة وما زلنا على استعداد لتقديم كل ما يطلب منا في هذا الشأن لانقاذ هذه المنطقة.المطلوب اتخاذ قرار جدي يجب ان يقرن بالافعال لانقاذ هذه المنطقة حيث تبدو الأن وكأنها مساحة منسية خارج سلطة الدولة"، حسب الصحيفة.

أما صحيفة "الأخبار"، فقد رأت أنه لم تعُد عملية تشكيل الحكومة تسير وفق إيقاع بطيء. بل باتت تتراجع إلى الوراء، بحسب رئيس مجلس النواب نبيه برّي. يبدو أن هناك فريقاً في البلاد ليس مستعجلاً التأليف، على عكس ما يُصرّح به، والمقصود هنا رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي ينتظر أمراً ما، يُرجح أن يكون متصلاً بتوازنات المنطقة واحتمالات انعكاسها على لبنان.

لم تُكتب للبلاد استراحة سّياسية حقيقية في إجازة عيد الفطر. باغتها انشطار داخلي في التعامل مع ملف النازحين السوريين. عادَ الانقسام إلى المشهد، بأبعاد مذهبية وطائفية هذه المرة. واقع يُنبئ باحتقانات مؤجلّة قابلة للانفجار. الحكومة التي تنتظِر من يحرّك عجَلة تشكيلها «لم تعُد تسير وفق إيقاع بطيء. بل باتت تتراجع إلى الوراء» بحسب رئيس مجلس النواب نبيه برّي، حسب "الأخبار".

وأضافت الصحيفة أن كل المناخات الإيجابية التي أعقبت الانتخابات النيابية وتكليف الرئيس سعد الحريري، تبخّرت فجأة. برزت فجأة معطيات تشي بعناصر خارجية تجعل التأليف مؤجلاً حتى إشعار آخر. ولعل هناك من يراهن محلياً على متغيرات إقليمية أو أنه ينتظر ما سترسو عليه توازنات الإقليم ليرسم بعدها توازنات الداخل الجديدة، بمعزل عن نتائج الانتخابات النيابية التي كانت مخيبة للبعض محلياً وخارجياً. قبلَ سفر الحريري إلى روسيا ولقائه هناك بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قيل أنه وقبل أن يقدم على أية خطوة حكومية يريد أن يستشف حقيقة ما يريده السعوديون من لبنان في المرحلة المقبلة؟
في الجواب السعودي ما قد يُشفي غليل الحريري التواق للعودة إلى السراي الكبير أو رُبما يؤدي إلى البقاء في حالة المراوحة وتصريف الأعمال لوقت أطول. لكن السعوديين، بحسب مصادر مستقبلية، لم يقدموا أية إشارة لأحد في موضوع الحكومة «إما لأنهم ينتظرون من الحريري مبادرة ما وإما بسبب انشغالهم بملفات المنطقة، وتحديداً بما يجري في الميدان اليمني». وتتابع المصادر القول أن «هذا الأمر انسحب أيضاً على زيارة الحريري الرياض». الأسوأ ليس الارتداد على الحكومة، بل تعمد السعوديين التعاطي مع الحريري «وكأنهم غير مهتمّين لأمره أبداً». وهذا يعني أن المشكلة «هي مع الحريري نفسه قبل أي طرف آخر»، ذلك أن ثمة من يردد أن المملكة لا تزال ترى في الرئيس ميشال عون «حليفاً قوياً لحزب الله»، في مقابل دفاع الحريري عن رئيس الجمهورية وعن التسوية التي أبرمها معه قبل أقل من سنتين.

بدورها صحيفة "البناء" رأت أن الوضع الإقليمي يبدو من جهة نحو احتباس عنوانه المصير المجهول الذي ينتظر التفاهم النووي الإيراني، مع غياب الضمانات الأوروبية الواضحة لحقوق إيران التجارية والمصرفية التي كفلها التفاهم، والتي تبقي إيران تحت سقفه، وتحول بينها وبين الذهاب لتخصيب مرتفع لليورانيوم، يُشعل المنطقة بتصعيد وتصعيد مضاد. ومن جهة مقابلة يسلك الوضع في سورية مساراً مزدوجاً، بين رسائل أميركية حملتها الغارات في البوكمال التي استهدفت الحشد الشعبي، حاولت الضغط لحوار تفاوضي حول مستقبل التمركز الأميركي في العراق مع دور الحشد في تشكيل الحكومة الجديدة، كما تحاول حجز بديل مفترض للإمساك بطريق بغداد دمشق، إذا اضطرت لمغادرة التنف في تسوية الجنوب السوري. وبالتوازي تقدّم في مسار تركيب معادلات جنيف الجديدة للحوار السوري السوري انطلاقاً من صيغة مؤتمر سوتشي للجنة الدستورية، برعاية روسية إيرانية تركية، حققت تقدّماً في اجتماعاتها التمهيدية لجولة محادثات ستحضرها واشنطن وباريس والسعودية والأردن، فيما تشتعل حرب معلنة بين جماعات المعارضة التي صار التشقق أقلّ السمات التي يمكن أن تصف أحوالها. أما في اليمن فمكابرة سعودية إماراتية لإنكار الهزيمة في معارك الحُدَيْدة، وإصرار على نصر مستحيل، مقابل مساعٍ أممية يبذلها المبعوث مارتن غريفيت لاستنقاذ التفاوض السياسي كبديل عن مخرج لحرب الحُدَيْدة يحقق للسعودية والإمارات سياسياً ما عجزوا عنه عسكرياً، رفضه أنصار الله بصورة قاطعة، وهم يمسكون بعنق مصير مئات الجنود المحاصَرين من الذين شاركوا في الهجوم الفاشل على مطار الحُدَيْدة.

تأشيرات الإيرانيين بين الداخلية والأمن العام

في سياق آخر، برزت قضية إعطاء تأشيرات الدخول والخروج للرعايا الإيرانيين على أوراق خارج جواز السفر، وسط تباين بين الداخلية والأمن العام. ففي حين أشاعت أوساط وزارة الداخلية أجواءً عن اتجاه الوزير نهاد المشنوق لوقف قرار إلغاء أختام دخول وخروج الإيرانيين في مطار بيروت لكونه متخذاً منذُ أسبوع من دون العودة إلى الوزير، لكن مصادر الأمن العام أشارت إلى أنّها لم تتبلّغ أي شيء بهذا الخصوص، بينما استغربت مصادر «البناء» «إثارة هذه القضية من قبل المشنوق لأسباب سياسية، علماً أن هذا الإجراء لا يخالف القانون اللبناني ومتبع في كثير من دول العالم»، حسب "البناء".

إبراهيم: بعد إنجاز الترتيبات تنطلق قافلة عودة النازحين

على صعيد أزمة النازحين السوريين، أوضح مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم أن «كل المعلومات عن حركة المسافرين في المطار تحفظ على الكومبيوتر»، مشيراً الى أن «الاستعدادات شارفت على نهايتها لانطلاق قافلة النازحين السوريين التي يتم العمل عليها».

وفي حديث تلفزيوني له، أوضح اللواء إبراهيم بقوله «ما أن تنجز الترتيبات كافة ستنطلق القافلة وبعده تبدأ المراحل التالية تباعاً»، لافتاً الى أنه «لا حل آخر في الوقت الراهن». وأشار الى أن «المنظمات الدولية تقوم بعملها و الأمن العام يقوم بعمله ويعود الخيار للنازح السوري. ونحن لا نجبر أحداً على العودة"، ختمت الصحيفة.

2018-06-19