ارشيف من :آراء وتحليلات
هل يدخل ’داعش’ الدرون في عملياته ضد الغرب؟
يسعى تنظيم "داعش" للحصول على طائرات من دوت طيار، أو ما يطلق عليه اسم "الزنانة" في اطار استراتيجيته لمهاجمة بعض الدول الغربية.
ففي أكثر من قناة على تطبيق "تليغرام"، دعا التنظيم عناصره والمؤيدين له للاستثمار في العملات الالكترونية المشفرة وإرسالها للتنظيم كي يتمكن من شراء هذه الطائرات. وقد حدد التنظيم طريقة الاستثمار، مشدداً على أن تكون إلكترونية بحتة، عن طريق العملات الافتراضية لا سيما "البيتكوين"، و"الليتكوين"، وذلك باستخدام منصات محددة للإرسال والاستثمار كـ"منصة إيثريوم".
هذه المساعي الجديدة لتنظيم "داعش" في الحصول على تمويل عن طريق العملات الالكترونية ليست بالجديدة، فقد سبقتها محاولات ايضا لجمع التبرعات من نفس الطريقة لتمويل عمليات أمنية ضمن استراتيجية "الذئاب المنفردة". وكذلك سبق له أن دعا عناصره لتقديم دعم بتلك العملات، كالدعوة التي وجهها في شهر أيار/ مايو الماضي لإرسال عيدية بــ"البيتكوين". وهي العملة الرقمية الأشهر التي عرفت طريقها إلى الواقع الافتراضي منذ 2009، محدثة طفرة نوعية في السوق المالية، بعد إدخالها لنظام جديد عليه يتيح لمستخدميه الاستثمار وتبادل الأموال عن طريق الشبكة العنكبوتية من دون وجود مادي للعملة، وبعيدًا عن مراقبة الأجهزة الحكومية أو المصرفية.
ويعتبر البعض أن الانعدام الرقابي على العملات الافتراضية يمثل عنصر جذب للجماعات الإرهابية، ما يجعلها تهتم بها كمصدر بديل للتمويل.
وعلى أي حال، فانه يمكن ملاحظة اعتماد التنظيم منذ فترة على عملة "البيتكوين" تحديداً، ما يشير الى مساعي التنظيم لمتابعة التطورات التكنولوجية الحاصلة، لا سيما تلك المتعلقة بالتبادل المالي. ومن هذه المساعي ما استحدثه التنظيم في رسالته الأخيرة من وسائل رقمية جديدة، مثل "الليتكوين" والتي انتهجت نفس طريق البيتكوين، كعملة مشفرة تتيح الاستثمار المفتوح، دون أي قيود أو سلطة مركزية، وتم تدشينها في 2011 على يد "تشارلي لي" الموظف السابق في موقع "غوغل".
أما إيثريوم "Ethereum" التي دعا "داعش" أعضاءه للاعتماد عليها، فتعتبر منصة هامة تعمل بشكل أساسي على إدارة العقود الذكية، التي يتم إبرامها على الشبكة العنكبوتية بلا مركزية شديدة، فهي بنية عالمية قوية لتحريك قيمة العملات وتمثيل ملكية العقارات.
كما أن "إيثريوم" تُمكن عملاءها من تخزين سجلات الديون والعقود ونقل الأموال وسط سياج من التشفير والرقابة الذاتية وبدون وسيط، ما يمنح التطبيق ميزة هامة جدا لـ"داعش".
ومهما يكن من أمر، فان دعوة "داعش" لاستخدام تقنية الطائرات بدون طيار والمعروفة إنجليزيًا بـ" drone" في الهجمات المحتملة على الدول الغربية، تتزامن مع تحذيرات أطلقت خشية أن يكون هذا هو سلاح "داعش" المقبل ضد الغرب.
وبغض النظر عن ما تقدم، فانه يصعب تصور غياب الاستخبارات الغربية عن مراقبة تجارة العملات الرقمية. واذا ما عرفنا أن الكثير من المواقع الالكترونية، وقنوات التواصل الاجتماعي، لا سيما "تليغرام"، هي في الواقع قنوات تدار من قبل جهات استخبارية، لا سيما الاميركية منها، فان لنا أن نتصور أن هذه الدعوات قد يكون لها أكثر من هدف: منها ما يتعلق بكشف الجهات الداعمة، ومنها ما يتعلق بتجنيد مباشر أو غير مباشر باسم التنظيم نفسه، فضلاً عن عدم استبعاد وقوف جهات "مافيوية" خلفها.
وفي جميع الأحوال، فاذا ما استطاع "داعش" فعلاً ادخال طائرات "الدرون" الى منظومة عملياته في الغرب، فان الامور سوف تتجه الى تطورات خطيرة وذلك تبعا لأساليب وطرق استعمالها.