ارشيف من :آراء وتحليلات

المجموعات المقاتلة مع ’داعش’ في البادية السورية

المجموعات المقاتلة مع ’داعش’ في البادية السورية

يعمل "داعش" الإرهابي على العودة والتثبيت على جانبي الحدود السورية العراقية مستفيداً من حالة الفوضى الميدانية والإشتباك الدولي الموجود هناك بفعل بقاء القاعدة الأمريكية ـ البريطانية في معبر التنف على المثلث الحدودي بين سوريا العراق والأردن. ويعتبر التنظيم أن وجوده على جانبي الحدود مسألة حيوية بالنسبة له تجعله قادراً على التحرك بحرية في ظل الإشتباك الدولي هناك. ويرى قادة "داعش" أن  أساس قيام سلطتهم منذ العام 2013 الى بداية عام 2018 في سوريا والعراق يعود إلى حالة الفوضى السياسية والأمنية التي عاشتها البلدان خصوصا بعد المظاهرات التي اندلعت في الانبار عام 2013 وبعد بدء الحرب في سوريا وتمددها الى كافة أنحاء القطر السوري في نفس العام ما سهل للتنظيم الدخول إلى سوريا عبر عملية كسر الحدود  في نيسان عام 2013 ومن ثم السيطرة على الموصل يوم 9 حزيران عام  2014 ومن ثم السيطرة على مدينة الرقة في آب من نفس العام.

تنظيم "داعش" يعمل داخل البادية السورية في مثلث تدمر – دير الزور –  البوكمال وينتشر على مساحة تقارب السبعة آلاف كلم داخل البادية معتمداً على الهجمات السريعة والمفاجئة، وغالبية هجماته تتم على طريقة الغزو البدوي للحصول على الغذاء والوقود حالياً مع محاولة التثبيت في منطقة حضرية تؤمن له مكان تمركز وانطلاق لاستعادة السيطرة على جانبي الحدود، وبالتالي الإستفادة من التنقل والتخفي في تلك المناطق، من خلال اللعب على مسألة الحدود القطرية والتناقضات الدولية.

ويمكن تقسيم مجاميع المسلحين الإرهابيين الذين يعملون تحت راية "داعش" الى ثلاثة أقسام:

1: بقايا التنظيم من الأجانب والعراقيين والسوريين وهؤلاء في حالة انقطاع تام عن قياداتهم السابقة، التي قتل غالبيتها واختفى من بقي منها على قيد الحياة، لا يستطيعون التواصل حتى لا ينكشف مكان وجودهم، وهؤلاء يقاربون الـ 1500 مسلح.

2: بقايا المسلحين من التنظيمات الأخرى خصوصا "النصرة" وجماعات محلية وهؤلاء يعتمدون على معرفتهم بالصحراء وامكان وجود الماء فيها فضلاً عن علاقاتهم بشبكات تهريب البضائع والسلع عبر الحدود ولديهم علاقات قربى وتواصل مع الرعاة وتجار الغنم الناشطين بالتهريب من سوريا الى العراق.

3: مسلحون مرتزقة يأتي بهم الأمريكي والسعودي من الحسكة والرقة والقرى الصغيرة داخل البادية وهؤلاء يعملون على "القطعة" ويدفع لهم على المهمة.

وتتمركز القوة الأساس في التنظيم بمنطقة غباجب على بعد 25 كلم من دير الزور حيث حفر التنظيم أنفاقا في الصحراء. يأتي تركيزه على الحضور في هذه المنطقة بسبب وجود عشرات آبار المياه هناك فضلاً عن قربها من الحدود العراقية ووقوعها على طريق دمشق دير الزور السريع، وبالتالي ارتباطها بمثلث التنف الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.

في شهر نيسان الماضي شن الجيش السوري وحلفاؤه هجوماً في ريف حمص الشرقي لحصار "داعش" وتأمين المحطتين الثانية والثالثة ومثلث بلدة حميمة ومنطقة سد الوعر وصولا الى الحدود مع العراق، وقد أعلن الإعلام الحربي ان الجيش السوري وحلفاءه استعادوا السيطرة على منطقة بئر عطشان وآبار الورط وادي اللويزة وتل شديد.

وتكمن أهمية النقاط المذكورة في كونها متقاربة من بعضها البعض جغرافيًا، وهو ما يساعد قوات الجيش السوري وحلفاءه على جعلها نقطة دفاع متقدمة في البادية السورية، فضلًا عن وجودها ما بين منطقة حميمة وسد الوعر، وقد توغل الجيش وحلفاؤه حوالي 60 كلم في عمق البادية الى الجنوب الغربي لمدينة دير الزور ووصلوا الى الطماح وفيضة بني موينع.

2018-06-20