ارشيف من :مقالات
استفزازٌ أمريكي جديد لسوريا: اشتباكٌ محدود بين الجيش السوري والتحالف أقصى شرق البادية
بعد عدة أيام من ضربة جوية شنّها التحالف الدولي على موقع للجيش السوري في بلدة الهرّي قرب مدينة البو كمال المحاذية للحدود العراقية، قام طيران التحالف بغارة مماثلة على موقع آخر للجيش السوري في منطقة الهلبة شرقي العليانية بريف مدينة تدمر الجنوبي الغربي، بعد اشتباكٍ محدود بين القوات الأمريكية ومسلحين تابعين لهم من عناصر ما يسمى بـ"مغاوير الثورة" من جهة و قوات الجيش السوري من جهة أخرى خارج منطقة خفض التصعيد في محيط قاعدة "التنف"، في عمل استفزازي من قبل المسلحين المدعومين من الأمريكيين ضمن منطقة تقع خارج اتفاق خفض التصعيد المتفق عليه هناك.
يخيّم الهدوء على منطقة الهلبة بالريف الجنوبي الغربي لمدينة تدمر بعد اشتباك محدود بين الجيش السوري و مجموعة إرهابية مسلحة مدعومة بعناصر من القوات الأمريكية بحسب ما أكدته مصادر سورية مطلعة على الوضع الميداني هناك لموقع "العهد" الإخباري، و قالت أنّ " المسلحين المدعومين بالجنود الأمريكيين اقتربوا من نقاط الجيش السوري الواقعة في منطقة الهلبة ذات الموقع الجغرافي الهام جداً بالنسبة لمدينة تدمر و التي تعتبر خاصرة رخوة لها فلطالما تمكن إرهابيو تنظيم داعش من الهجوم على تدمر والمناطق المحيطة بها من خلالها"، مضيفاً أنّ " المسلحين المهاجمين برفقة الجنود الأمريكيون اشتبكوا مع قوات الجيش التي تمكنت من صد الهجوم، ليقوم طيران التحالف الأمريكي بغارة جوية على النقطة العسكرية التابعة للجيش السوري التي قامت بالتصدي لهذا الهجوم، ما أسفر عن استشهاد جندي و جرح آخر، في عمل استفزازي للجيش السوري فالنقطة التي تمت مهاجمتها براً وجواً تبعد عن حدود منطقة خفض التصعيد كيلو مترات قليلة وهي المنطقة التي يطلق عليها اسم منطقة الـ55 كيلو متراً، بمعنى أنّ الجيش السوري اقترب من حدود منطقة خفض التصعيد و لكنه لم يتقدم ضمنها ولذلك هو اعتداءٌ استفزازي من قبل القوات الأمريكية يحق للجيش السوري الرد عليها".
التقدم الذي حققه الجيش السوري نحو حدود منطقة خفض التصعيد بمحيط قاعدة التنف الأمريكية لا تهدف بكل تأكيد للتقدم مباشرة نحوها فالجيش السوري ملتزم باتفاق خفض التصعيد المبرم فيها وهذا الموضوع متروك للمباحثات السياسية في الوقت الحالي ولكن له أهداف عسكرية يضع تقدمه هذا في سياقها، فالمعارك التي أطلقها سابقاً لقطع الطريق بين القلمون الشرقي والتنف قد استكملت واستعاد الجيب الذي كان الإرهابيون يسيطرون عليه في أقصى ريف حمص الشرقي، وبالتالي شكّل نوعاً من القوس حول قاعدة "التنف"، وذلك حسب حديث المصدر السوري المطلع ذاته الذي أكد خلال حديثه لـ"العهد" الإخباري أنّ "هذا القوس الذي يريد الجيش السوري تشكيله سيحصر وجود القوات الأمريكية في سوريا من خلاله وسيكون لحدود منطقة خفض التصعيد في "التنف" ولكنه لا يزال غير مكتمل إذ إن العمليات العسكرية في المناطق الجنوبية من البادية السورية لا تزال جارية ولن يتم تحقيق هذا الهدف إلا حين اكتمال العمليات العسكرية هناك"، لافتاً إلى أنّه "سيكون من حق الجيش السوري الرد على أي نشاط أو اعتداء من قبل الجماعات المسلحة ضمن هذه المنطقة، بمعنى أنه حين اكتمال عمليات الجيش السوري سيكون القوس واضحاً لحدود مسافة منطقة خفض التصعيد الـ55 كيلو متراً وأي اعتداء من قبل الإرهابيين على مواقع الجيش المحيطة بها سيعتبر خرقاً لاتفاق خفض التصعيد، وأي عمل استفزازي من قبل المسلحين سيكون تحت مرمى نيران الجيش السوري".