ودعت ألمانيا حاملة اللقب كأس العالم لكرة القدم في روسيا من الدور الأول للمرة الأولى خلال 80 عامًا بعد هزيمة مفاجئة 2-صفر أمام كوريا الجنوبية في الوقت المحتسب بدل الضائع يوم الأربعاء.
ورغم احتياج ألمانيا للفوز بدا الفريق عاجزًا عن التسجيل في استاد كازان ليفقد اللقب الذي حققه قبل أربع سنوات في البرازيل بل وأنهى المجموعة في المركز الأخير.
وفي الدقائق الأخيرة المتوترة أمام نحو 42 ألف متفرج أحرز كيم يونج جون والقائد سون هيونج-مين هدفين لينهيا مسيرة فريق المدرب يواخيم لوف بالبطولة في الوقت المحتسب بدل الضائع.
وأنهى حامل اللقب الدور الأول في المركز الأخير بالمجموعة السادسة بثلاث نقاط متأخرًا بفارق الأهداف عن كوريا.
ودخلت ألمانيا، التي فازت باللقب أربع مرات وحلت في المركز الثاني مثلها، النسخة الحالية بترشيحات كبيرة للاحتفاظ بلقبها.
وبدلاً من ذلك ودعت البطولة عقب اخفاق نادر حيث فشلت في اختراق الدفاع الكوري وخسرت بشكل مفاجيء 1- صفر أمام المكسيك في الجولة الأولى.
وعانى لوف لشرح ما حدث قائلاً للصحفيين :"لا يمكني تفسير ما حدث لنا. كان هناك بعض الثقة الزائدة بالنفس قبل مواجهة المكسيك. تصور البعض أنه يمكننا أن نضغط على زر لنفوز. تحول الأمر إلى مأساة. يجب أن أتحمل مسؤولية ما حدث. كرة القدم الألمانية بأكملها خسرت. الفريق خسر. حققنا الكثير من الأشياء منذ 2006. دائمًا نتأهل إلى قبل النهائي على الأقل. يجب الاعتذار على ذلك".
واحتفل لاعبو كوريا الجنوبية، الذين لا يدرون شيئًا عن نتيجة المباراة الاخرى، بالانتصار كما لو كانوا فازوا باللقب بينما تمنى 11 لاعبًا ألمانيا أن تنشق الأرض وتبتلعهم.
وتصدرت السويد المجموعة عقب فوز ساحق على المكسيك 3-صفر لتحرم كوريا من بلوغ دور الستة عشر.
وبمجرد تقدم السويد على حساب المكسيك بدأت فرص ألمانيا في التقلص.
وأجرى لوف بعض التغييرات في الشوط الثاني بالدفع بماريو جوميز وتوماس مولر الذي غاب عن التشكيلة الأساسية لكن الأداء الجماعي الفاتر قد ترسخ لدى الألمان.
وسنحت لماتس هوملز ضربة رأس سهلة قبل دقيقتين من النهاية وعلى مقربة من مرمى كوريا لكنه أطاح بها بعيدا ليستمر غياب الفعالية الهجومية.
وقال هوملز بعدما أصبحت ألمانيا ثالث بطل يودع البطولة من الدور الأول على التوالي :"كنا على ثقة حتى أثناء الخسارة 1-صفر في قدرتنا على تحويل النتيجة لكننا لم نتمكن من هز الشباك. سنحت لنا العديد من الفرص حتى أنا كان يمكنني التسجيل في الدقيقة 88. اليوم لم يكن سهلاً لكن نعم لا يمكن لأي فريق أن يتأهل للدور التالي في كأس العالم بسهولة".
وحاول توني كروس، الذي كان بطلاً بتسجيل هدف الفوز المتأخر 2-1 أمام السويد في المباراة الماضية، أن يلهم فريقه في الشوط الثاني لكن الحارس المتألق تشو هيون-وو حرمه من التسجيل في الدقيقة 88 في واحدة من أفضل محاولاته للحفاظ على نظافة شباكه.
وقال تشو :"كنا نلعب من أجل الشعب الكوري. كانت المواجهة بعد الجولة الثانية التي نجحنا في التسجيل خلالها. بالطبع كنا نشعر بخيبة أمل لذلك بكى بعض اللاعبين عقب المباراة".
وفرض كيم يونج-جون نفسه بطلاً للفريق الآسيوي بعدما وجد نفسه بمفرده أمام المرمى بعد ركلة ركنية ليهز شباك الحارس مانويل نوير من مسافة قريبة في الوقت المحتسب بدل الضائع.
وأثبتت تقنية حكم الفيديو المساعد صحة الهدف رغم أن الحكم أشار إلى تسلل كيم في البداية.
وبلغت احتفالات كوريا ذروتها بعد وقت قصير عندما انطلق سون بمفرده، مستغلا خروج نوير من مرماه لمساعدة فريقه في الهجوم، ليسدد مهاجم توتنهام في المرمى الخالي مضاعفا النتيجة.
وقال لوف :"يجب أن نهنئ المنافس. لا نستحق الفوز باللقب مرة اخرى. لا نستحق بلوغ دور الستة عشر. كنا نريد الفوز لكننا لم نملك ما يؤهلنا لذلك".
وظهر بطل العالم أربع مرات، والذي خرج لآخر مرة من الدور الأول في كأس العالم 1938، ظلا باهتا للفريق الفائز بالبطولة قبل أربع سنوات وسجل هدفين فقط في ثلاث مباريات.
ولاحت لكوريا الجنوبية، التي ودعت المنافسات أيضا، أفضل فرصة في بداية المباراة عندما أخفق مانويل نوير حارس ألمانيا في التعامل مع ركلة حرة في الدقيقة 19 قبل أن يصحح خطأه.