ارشيف من :أخبار لبنانية
الحكومة: فيتوات على الثلث الضامن .. وواشنطن: تسويات مع روسيا للتفرغ لمواجهة إيران
ركّزت الصحف الصادرة صباح اليوم من بيروت على معطيات تأليف الحكومة الكثيرة التي ما زالت تتبدل يومياً، وتتبدل معها التفاهمات. لكن الإيجابية التي يريد رئيس الجمهورية والرئيس المكلَّف إعطاءها للمشاورات الحكومية لن تترجم قريباً، وسط بروز الخلافات السياسية مع الرئاسة الأولى إلى العلن، وعودة الاصطفافات الى ما قبل إنتخاب ميشال عون رئيسًا، هذا في وقت حذّر الحريري من احتمال أزمة اقتصادية.
دوليًا، يتزامن السعي الأميركي لاستكشاف فرص تسويات جزئية مع روسيا في ملفي سورية وكوريا، للتفرّغ للمواجهة مع إيران من بوابة إعلان التحالف «الإسرائيلي» السعودي تحت عنوان صفقة القرن، مع انتظار الجميع قمة ترامب بوتين منتصف تموز/يوليو المقبل.
"النهار": بداية تبريد للعقدة المسيحية... وموانع للتصعيد؟
بداية مع صحيفة "النهار"، التي رأت أن"اشاعة بعض الأجواء المرنة التي من شأنها ان تخفف حدة المناخات الناشئة عن المواجهة التي برزت بين رئاسة الجمهورية وأفرقاء سياسيين أساسيين في شأن عملية تأليف الحكومة، لم تكن كافية لتبديد الحذر الشديد الذي بات يطبع مسار هذه العملية ويلقي بظلال الشكوك حول المدى الزمني المحتمل لولادة الحكومة وما يعترضها من فخاخ اضافية. واذا كانت الدوائر القريبة من كل من رئاسة الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري لا تزال تتحفظ او تتجنب الاعتراف بان جانباً أساسياً من هذا المناخ يتصل بمواجهة ولو ناعمة وضمنية بين الرئاستين، فان ذلك لم يخف ما ساد المشهد الداخلي في الساعات الاخيرة من تحركات واتصالات ومواقف علنية وضمنية كان محورها السعي بسرعة الى منع تفاقم أي مناخ سلبي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري على خلفية نشوء تضارب وتناقض وتباين في الاجتهادات الخاصة بمسألة الصلاحيات الرئاسية المتصلة بتشكيل الحكومة والتي أثارها البيان الذي صدر عن رئاسة الجمهورية أول من أمس".
وأضافت الصحيفة أنه "وبينما نظرت الاوساط المعنية بمتابعة الاتصالات السياسية الجارية لتجاوز المأزق الناشئ بعد ارتفاع الخلافات على تأليف الحكومة الى مستوى ينذر بأزمة تأليف مفتوحة لن يفيد منها أي فريق بل تهدد بتداعيات وخيمة على مجمل الاوضاع الداخلية، الى البيان الذي صدر عن بعبدا من منطلق انه وجه رسائل في اتجاهات عدة اتسمت بالتشدد، قالت انه لم يعد ممكناً تجاهل الاثر الذي تركه بروز تحفظات واضحة لدى العديد من الجهات السياسية عن التفسير الذي تضمنه البيان الرئاسي لصلاحيات رئيس الجمهورية تحديداً في تعيين نائب لرئيس مجلس الوزراء ووزراء ضمن حصته، أقله من ناحية النص الدستوري وليس من باب السوابق".
وتابعت "ومع ذلك لوحظ ان أي جهة أو فريق تجنب خوض أي مواجهة مع رئاسة الجمهورية في هذا الشأن، الامر الذي عكس تهيب الجميع زيادة التوتر السياسي في لحظة اختناق يراهنون على مرورها بسرعة لاعادة احياء اتصالات التأليف والمشاورات المتصلة بالعقد التي اعترضت انجاز التشكيلة الحكومية. وتترقب الاوساط المعنية الكلمة التي سيلقيها غداً الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اذ يتوقع ان يحدد عبرها الموقف الواضح للحزب من ازمة تأليف الحكومة والرؤية الاقليمية والداخلية التي تحكم نظرة الحزب ومواقفه من الوضع الداخلي".
ولفتت "النهار" الى أن "الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي لقصر بعبدا بعد ظهر أمس موفداً من رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع بدت بمثابة بداية لانقلاب الاجواء السلبية وعودة الى الطبيعي، الوضع وهو أمر ينتظر ان يستكمله لقاء مقرر اليوم بين الرئيس عون والرئيس الحريري في قصر بعبدا، اذ تحدثت معلومات عن بداية لحل العقدة المسيحية بعدما وضعت موانع للتصعيد بما يفتح مبدئياً مسار الحلحلة مع لقاء بعبدا اليوم. ذلك ان الرياشي وصف لقاءه والرئيس عون بانه كان "ايجابياً جداً بل ممتازاً"".
"الأخبار":الحكومة والخيارات الجديدة ـــ القديمة: الحريري يتغير وعون كذلك
بدورها صحيفة "الأخبار"، أشارت الى أن "في جعبة الرئيس المكلف سعد الحريري اقتراحات عدة يطرحها اليوم أمام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لا تهدف فحسب إلى الدفع بمسار تأليف الحكومة، بل أيضاً إلى الخروج من مأزق سياسي دخلته كل القوى السياسية في المرحلة الأخيرة، بعدما ظهر أن خريطة التحالفات والتفاهمات السياسية تتغير".
وأضافت الصحيفة أنه "ليس سهلاً أن تتبدل المعطيات بعد الانتخابات النيابية، فتبدو القوى السياسية قد عادت إلى تموضعها القديم، مع بعض التغييرات الطفيفة. رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، يتحدث عن انتهاء التفاهم مع معراب، ويكاد ينعى اتفاقاً مسيحياً مشتركاً، ويصرّ على دوره شريكاً أساسياً في التأليف من الند للند مع الرئيس المكلف سعد الحريري. القوات اللبنانية تتمسك بالتفاهم، وتتبلغ من رئيس الجمهورية متابعته الخاصة لملف العلاقة معها، والحريري يعود إلى إحياء تفاهماته القديمة مع القوات ومع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري. تغير جوهري يضع رئيس الجمهورية أمام معطىً من نوع جديد، الأمر الذي جعله يعبّر عن استيائه من هذا التبدل في أداء الحريري، وملمّحاً إلى قدرته أيضاً على التغيير. فالحريري يتحدث بثقة عن صلاحياته في تشكيل الحكومة ويرفض المساس بها، ويطرح شروطاً لا يسهل تأليف الحكومة من دونها. وهذا أمر ليس بسيطاً في حسابات رئيس الجمهورية أو في معادلة «الماروني القوي»".
وتابعت أن "عون لا يتغاضى عن مسار الحريري، يدرك تماماً أن الرئيس المكلَّف تغيّر في الأشهر الأخيرة، لكنه لا يريد قطع شعرة معاوية معه، لأنه يريد تسهيل الحكومة، ساعياً إلى تدوير الزوايا وتسهيل العراقيل. فعلاقة الحريري مع القوات ليست وحدها التي تبدلت، بل علاقته بجنبلاط، وحرصه على علاقة ودية وتنسيق تام مع الرئيس بري الذي لا يكنّ عون له الود نفسه".
ولفتت "الأخبار" الى أن "تبدل أداء الحريري السياسي بعدما تبدل معظم فريقه المحيط به، وفي مقدمهم نادر الحريري المنسق الدائم مع باسيل. ولعلها النقطة الأساس التي أعادت وصل ما انقطع مع القوات، بعدما بقي الوزير غطاس خوري على خط الاتصالات معها، والوحيد من الفريق القديم. إضافة إلى معطيين مهمين، أولهما الانتخابات النيابية التي لم يحقق فيها المستقبل نتائج إيجابية في دوائر الكورة وبيروت الثانية وجزين، وحيث فاز مرشحو التيار الوطني، وثانيهما، الدور السعودي الذي يدفع في اتجاه تنسيق تام بين حلفائها و«اللحمة بين أصدقائها».ومن يلتقِ سعد الحريري يدرك أن أداءه وأسلوبه تغيرا، بعدما عاد إلى لهجته القديمة حيال القوات، فلا تشبه تلك التي اعتمدها حيالها بعد عودته من السعودية، فيتعامل معها كحليف استراتيجي، خصوصاً في ضوء معلومات تحدثت عن أنه اطلع على رسائل وجهها رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع إلى ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد، طالباً التدخل لحلّ أزمة الحريري واستقالته من الحكومة من السعودية (أزمة تشرين الثاني 2017). وإذا كانت العلاقة بين القوات وجنبلاط قد بقيت على طبيعتها في ظل خطوط اتصال وتنسيق مستمرين، فإن الحريري بدوره أحيا العلاقة معه، ويصرّ على إعطاء جنبلاط ما يريده، في ظل محاولة لكسر الجمود، بإحياء اقتراح بإعطائه ثلاثة وزراء، وان ليس بالضرورة أن يكونوا جميعهم من الطائفة الدرزية".
"الجمهورية": التناقضات تزيد المطبّات وتضرب العلاقــات... والحريري يحمل مسوّدة الى بعبدا
أما صحيفة "الجمهورية"، فقد أشارت الى أن "نافذة الأمل في تشكيل الحكومة المستعصية، وحدها مقفلة بحواجز ومطبّات تَحول دون العثور على الشيفرة السرّية لفتحِ قفلِ مغارة التأليف. وأمّا سائر النوافذ الداخلية فمفتوحة على الاشتباك السياسي، انطلاقاً من اهتزاز العلاقات السياسية بين معظم الجبهات السياسية، لعلّ أبرزها بين التيار الوطني الحر و»القوات اللبنانية» جرّاء التصدّع الذي شاب «تفاهم معراب»، وبات أشبَه بـ»تفاهم من طرف واحد»، بعدما بدا أنّ «التيار» نأى بنفسه عنه. وكذلك بين بعبدا وبيت الوسط ومِن خلالهما بين تيار المستقبل والتيار الوطني، بعدما برزَت عثرات واضحة في العلاقة بينهما، وتباينات ورؤى مختلفة على خط تأليف الحكومة، كان أبرزها البيان الرئاسي الأخير حول صلاحيات رئيس الجمهورية في ما خصَّ تأليف الحكومة. والذي أحيطَ بتساؤلات حول موجباته والغاية منه وكذلك حول هوية من دفعَ إليه في هذا التوقيت بالذات".
"البناء": إيران تذكّر أوروبا بأنّ المهلة تشارف على النهاية... والحوثيون يقدّمون مبادرة لميناء الحُدَيْدة
من جانبها صحيفة "البناء"، سلطت الضوء على "تزامن السعي الأميركي لاستكشاف فرص تسويات جزئية مع روسيا في ملفي سورية وكوريا، للتفرّغ للمواجهة مع إيران من بوابة إعلان التحالف «الإسرائيلي» السعودي تحت عنوان صفقة القرن. ومتفرّعات هذا التحالف ظاهرة في العقوبات الأميركية على إيران بعد الانسحاب من التفاهم حول ملفها النووي من جهة، وفي حرب اليمن والسعي المحموم للتصعيد السعودي الإماراتي طلباً لنصر بأيّ ثمن، من جهة أخرى. هكذا توزّع المشهد الدولي والإقليمي على عناوين لا تبدو منتمية لزمن سياسي واحد. ففيما شهدت موسكو محادثات مكثفة لمستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون مع الرئيس الروسي سيعقبها اليوم الإعلان عن موعد عقد القمّة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، والتي بات مؤكداً انعقادها في هلسنكي منتصف الشهر المقبل، وفقاً لتغريدة للرئيس ترامب عن احتمال عقد القمة بعد قمة الناتو في هلنسكي والمقرّرة في الثالث عشر والرابع عشر من الشهر المقبل، رأت مصادر متابعة أنّ البحث في فرص التسوية في سورية ولو بالتدريج بدءاً من الجنوب نالَ النصيب الأوفر من محادثات بولتون في موسكو ويتوقّع أن يتصدّر محادثات القمة بين ترامب وبوتين. في المقابل تواصل التصعيد الأميركي على جبهة العقوبات على إيران، التي أعلن رئيسُها الشيخ حسن روحاني أنّ حكومته ستواجه العقوبات بالمزيد من التقشف في النفقات والعودة إلى خطط البناء والتنمية بالاعتماد على القدرات الذاتية، إذا لم تنجح أوروبا بتقديم الضمانات المصرفية التي تطلبها إيران لمعاملاتها المالية، مذكّراً أوروبا بأنّ المهلة تشارف على النهاية، وبالتوازي رفضت حكومة منصور هادي في اليمن عرضاً قدّمه أنصار الله لوضع مرفأ الحُدَيْدة تحت الإشراف الأممي كمقدّمة لتسوية تفتح طريق التفاوض على الحلّ السياسي، بعدما حمل المبعوث الأممي مارتن غريفيت هذا العرض إلى عدن، بينما كان الجيش السوري يتقدّم في محاور المواجهة في محافظتي درعا والسويداء محققاً المزيد من الإنجازات، عشية بدء الهجوم الكبير المتوقع على محاور المدينة، كما قالت مصادر الجماعات المسلحة على مواقعها، ونقلت عنها القنوات المموّلة خليجياً".