يجمع العديد من المتابعين لعملية تشكيل الحكومة على أن العقدة المستحكمة التي تعيق حصول تقدم في عملية التأليف، تتمثل في تمسك  "القوات اللبنانية" بحصة "منفوخة" جداً من حيث عدد الحقائب أو طبيعتها - من نائب رئيس الحكومة، الى الحقيبة السيادية، الى حقيبة خدماتية وأساسية - وذلك لا يتناسب بأي شكل من الاشكال مع ما تمثله "القوات" في مجلس النواب الجديد ونتائج الانتخابات الاخيرة.

مصدر وزاري يؤكد في حديثه لموقع العهد أن لا أحد ينفي وجود تعقيدات داخلية، لكن جميعها قابل للحل عبر تدوير الزوايا بما يفضي الى ارضاء الجميع على قاعدة تشكيل حكومة وحدة وطنية تراعي تمثيل معظم الكتل وفق أحجامها النيابية ولو بحدود معقولة ومقبولة، وهو ما يعني أن المدخل لحلحلة عملية التأليف منطلقه الأول اقتناع جعجع بأن يتمثل في الحكومة بما يتناسب مع حجم كتلته النيابية بعيداً عن الشروط التي تتجاوز الأعراف.

ولهذا، يقول المصدر ان هذه العرقلة لتأليف الحكومة من جانب "القوات" تخفي في خلفياتها وأبعادها نوايا تعطيلية ذات أبعاد خارجية، وتحديداً سعودية، يريد من ورائها نظام ال سعود محاولة اصابة أكثر من "عصفور بحجر واحد" أهمها التالي:

1 - من الواضح أن ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان ضغط ويضغط باتجاه تعطيل تشكيل الحكومة بانتظار ما ستؤول اليه تطورات المنطقة.

2 - محاولة محمد بن سلمان فرض معادلات جديدة في لبنان تتناقض مع طبيعة الانتخابات النيابية وتتناسب مع مصلحة حلفائها بدءا من سمير جعجع، وهو ما بدا من خلال ممارسة الضغوط على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لتبني ما يطرحه رئيس "القوات" من شروط في عدد الحقائب وطبيعتها.

لذلك، يقول المصدر إن نظام ال سعود يسعى من وراء عرقلة التأليف، الى الدفع باتجاه معادلة تتناسب مع محاولات اعادة تعويم وضعه في الساحة اللبنانية للتعويض عن بعض خسائره في المنطقة، وهذه المحاولات السعودية بدت ملامحها مؤخراً من خلال أمرين:

الأول، توجيه رسائل الى الداخل اللبناني، بأنه قادر على تعطيل تأليف الحكومة خدمة لأجنداته التآمرية في المنطقة.

الثاني، ليس فقط تعويم حلفاء السعودية، بل أيضا محاولة تعطيل نتائج الانتخابات النيابية، وما انتهت اليه من معادلات جديدة لغير مصلحة "القوات" والحلفاء الآخرين.

يؤكد المصدر الوزاري ان ما يحكى عن تعقيدات داخلية، هي تعقيدات بسيطة أمام العرقلة والتعطيل من جانب النظام السعودي، حتى ولو حاول بعض حلفاء هذا النظام تصوير الأمور على غير حقيقتها .