ارشيف من :مقالات
بالمصالحات والعمل العسكري.. مناطق درعا إلى حضن الدولة السورية
يتوازى العمل العسكري الذي يشنه الجيش السوري على مختلف محاور أرياف مدينة درعا مع العمل التصالحي، المسلحون في عدد كبير من قرى أرياف المدينة يلقون أسلحتهم أمام العجلة العسكرية التي تتجه من منطقة إلى أخرى بسرعة كبيرة، ويتجهون لتوقيع تسويات مع الدولة السورية، تُجنّب سكانها تبعات العمل العسكري، الأمر الذي سيؤدي إلى عودة جزء كبير من مناطق درعا إلى حضن الدولة السورية دون أي عمل قتالي.
قبل بدء الجيش السوري للعمليات العسكرية في أرياف درعا كان الخيار التصالحي مفتوحاً أمام الجماعات المسلحة التي رفضت هذا الأمر حينها وقامت باغتيال عدد كبير من أعضاء لجان المصالحات النشطين، لكن رفضهم هذا لم يكن كافياً لإلغاء هذا الخيار الذي تُفضّله الدولة السورية عن العمل العسكري بكل تأكيد لأنه يُجنّب المناطق ويلات المعارك ويحافظ على بنيتها التحتية، وبعد إطلاق الجيش لعمله العسكري وسيطرة قواته على مناطق الريف الشرقي لدرعا بدأ المسلحون المتواجدون هناك بإلقاء سلاحهم وتسليم أنفسهم للجيش السوري طلباً لتسوية أوضاعهم، مصدرٌ سوري مطلع على مجريات الوضع في الجنوب قال لموقع "العهد" الإخباري أنّ " الشرطة العسكرية الروسية دخلت بلدات ابطع وطفس وداعل وتمت عملية التسوية في هذه البلدات في حين يتواصل فيه تنفيذ اتفاق بلدات بصرى الشام وصماد أم ولد و المسيفرة والجيزة والغارية الشرقية والكرك إلى جانب صيادا وطيبة وأم المياذن".
وأضاف المصدر قائلاً أنّ " منذ بدء الحشد العسكري للجيش السوري في الجنوب وأهالي بلدات درعا يحتشدون خلف خيار المصالحة مع الدولة السورية وإعادة السلطة الشرعية إليها، ويفضلون ذلك عن الحل العسكري لأن ذلك سيُجنّبُ مناطقهم ويلات المعارك، لكن المسلحين تعنّتوا و رفضوا هذا الأمر وأهالي تلك البلدات مسلوبو الإرادة ولكنهم يمارسون الضغط على المسلحين بعد انطلاق العمل العسكري واقتراب قوات الجيش من بلداتهم وهذا الأمر يُثبت فعاليته الكبيرة و يساعد على كسر معنويات المسلحين، الأمر الذي يتجلى في سرعة استسلامهم".
مؤكداً أنّ "إتمام التسويات في بلدات داعل و طفس في الريف الشمالي الشرقي لدرعا و دخول الجيش السوري إليها سيساعد على قطع خطوط التواصل بين مسلحي الريف الغربي وأقرانهم المتواجدين في الريف الشمالي الممتد نحو ريف القنيطرة ما يعني قطع خطوط إمداد الجماعات المسلحة المتواجدة هناك أيضاً".
وفي موازاة العمل التصالحي، يواصل الجيش السوري هجماته على مواقع المسلحين، وخصوصاً على محاور الريف الغربي حيثُ أكد المصدر السوري المطلع ذاته لـ"العهد" الإخباري أنّ "قوات الجيش بدأت هجمات عنيفة على مواقع المسلحين في محاور الريف الغربي لمدينة درعا بعد عدة أيام من التمهيد الناري المكثف، وسيطر على عدة مواقع غرب المدينة تطل على المساحات الممتدة نحو الحدود الأردنية وتضم الطريق الأساسي الذي يربط الريفين الشرقي والغربي لدرعا ببعضهما"، مؤكداً أنّ "سيطرة القوات على هذا الطريق ستتيح للجيش قطع خطوط إمداد المسلحين بين هذين الريفين ومنعهم من القيام بأية هجمة مضادة تكون ذات تأثير ميداني كبير في مختلف الجبهات".