ارشيف من :آراء وتحليلات
الإصرارُ السوري على استعادة درعا.. أهمية استراتيجية ورسائلٌ للمحور المعادي
تعود مناطق أرياف درعا تدريجياً وبشكل سريع لحضن الدولة السورية، الجيش السوري يتحرك بشكل مدروس وسريع من منطقة إلى أخرى، فالغزارة النارية والحشود الضخمة الموجودة تُسهّلُ من أمر استعادة المناطق عسكرياً، كما تُسهّل من رضوخ المسلحين المحليين لمسار المصالحة الوطنية. فللمنطقة الجنوبية عموماً ولدرعا خصوصاً أهمية استراتيجية كبيرة في الحرب السورية، وإصرارُ الجيش السوري الكبير هذا على إعادتها لحضن الدولة له رسائلٌ كبيرة للمحور الذ خطط ونفذ الحرب على سوريا.
الباحث في الشؤون السياسية والعسكرية محمد علي حسين قال لموقع "العهد" الإخباري أنّ " الجيش السوري استطاع خلال فترة قصيرة جداً من العمليات العسكرية تحرير مساحات واسعة من أرياف محافظة درعا من سيطرة المسلحين المدعومين من أمريكا و الكيان الصهيوني و غرفة عمليات الموك في الأردن، والمساحات الجغرافية في درعا مرتبطة بعدد من المناطق المحيطة كالسويداء من الشرق والجنوب والقنيطرة و الجولان المحتل من الغرب، إلا أنّ الجيش بدأ بالمنطقة الشرقية من درعا واستطاع استعادة مناطق كثيرة".
وأضاف قائلاً أنّ " ثلاث سيناريوهات موضوعة لاستعادة درعا، أولها العمل العسكري، وثانيها العمل التصالحي وتسوية أوضاع من يريد تسوية وضعه من أهالي درعا المسلحين، والسيناريو الثالث هو إخراج من يريد الخروج نحو الشمال السوري"، لافتاً إلى أنّ " أهالي درعا يفضلون المصالحات الوطنية وخروج المسلحين من مناطقهم وهذا الأمر يتجلى مع اقتراب الجيش إلى مناطقهم وقراهم إذ يُنتزع حاجز الخوف من قلوب أهالي مناطق درعا و نراهم يضغطون على المسلحين و يخرجون بمظاهرات حاشدة لاستقبال الجيش السوري كما حدث في قرية داعل اليوم الأحد".
درعا مرتبطة بجنوب دمشق جغرافياً وانتشار المسلحين فيها كان يشكل خط إمداد لمسلحي مناطق جنوب دمشق وغوطتها الغربية و باتت استعادة المنطقة الجنوبية عموماً ضرورة ميدانية كبيرة، الأمر الذي وضع الجنوب على رأس أولويات الجيش الميدانية بعد استعادته على الغوطة الشرقية و مناطق الجنوب الدمشقي وذلك حسب حديث حسين الذي أكد لـ"العهد" الإخباري أنّ "وحدات الجيش السوري استطاعت اليوم شق مدينة درعا إلى شقين، شقٌ غربي يضم مدينة نوى وجاسم وما حولهما، وآخرٌ شرقي تمت استعادة ثمانين بالمئة من مساحته الكاملة حتى اليوم الأحد بالعمل العسكري والمصالحات، وباتت قوات الجيش على طريق دمشق ـ درعا ـ نصيب ما يعني أن معبر نصيب الحدودي مع الأردن قد بات على مرمى حجر من الجيش إذ لم يتبقى على قواته سوى كيلو مترات قليلة للوصول إليه ورفع العلم السوري على مبناه".
المنطقة التي يتوجب تركيز العمليات العسكرية عليها حسب حديث حسين هي المنطقة الغربية المرتبطة بجغرافية محافظة القنيطرة حيث يتواجد مسلحو تنظيمي جبهة النصرة و داعش الإرهابيين و خصوصاً في منطقة حوض اليرموك حيث يدخل السلاح لهؤلاء الإرهابيين عن طريق كيان العدو الصهيوني الذي يدعمهم بالمال والسلاح وحتى أنّ مسلحي هذين التنظيمين الإرهابيين يذهبون للاستطباب في مستشفياته داخل الأراضي المحتلة، وختم علي حسين حديثه لـ"العهد" قائلاً أنّ "استعادة الجيش السوري لدرعا ستكون رسالة قوية لكيان العدو الصهيوني بحتمية سيادة الدولة السورية على أراضيها وهذا ما تجلى بأمر حشد أعداد كبيرة جداً من قوات الجيش السوري لعمليات الجنوب، كما هي رسالة أخرى لأمريكا التي أدركت مضمون رسالة الجيش لها وأبلغت الفصائل المسلحة بأنها غير قادرة على إيقاف عمليات الجيش على مواقعهم".