ارشيف من :أخبار لبنانية
الاسبوع الخامس من للتكليف ينقضي ولا انفراج على مستوى التأليف
لا جديد في مسألة تأليف الحكومة بعد دخول الاسبوع السادس من تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيلها، مع استمرار العقد دون حلحلة رغم المحاولات الجارية على أكثر من صعيد والتي كان آخرها زيارة رئيس التيار الوطني الحر مساء أمس للرئيس المكلف.
ويبدو ان الدخان الابيض لن يظهر قريبا لا سيما وأن الحريري سيبدأ اجازة عائلية خارج البلاد، اضافة لغياب رئيس مجلس النواب نبيه بري أيضا.
وفي شأن آخر، حصل حراك في ملف النازحين السوريين، بعد عودة دفعة جديدة منهم عبر معبر المصنع الحدودي باشراف الأمن العام اللبناني.
"الأخبار": التيار يهاجم القوات: تتآمر على الجيش والمقاومة
بحسب صحيفة "الأخبار"، فقد تفاعل حديث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يوم الجمعة الماضي، عن اعتماد معيار محدد وواضح يجري الالتزام به، في توزيع الحصص الحكومية، استناداً إلى نتائج الانتخابات النيابية والحجم الشعبي الحقيقي للمكوّنات الحزبية، في أكثر من اتجاه سياسي، وكان لافتاً للانتباه عدم توقف المشاورات على أكثر من خط، فيما عقد لقاء لرؤساء الحكومات السابقين من خارج جدول الأعمال السياسي
مرّ الأسبوع الخامس على تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة كما مرّت كل الأسابيع التي قبله. مراوحة على إيقاع لقاءات سياسية عاجزة عن فكّ أيّ عقدة من العقد التي تواجه التأليف الحكومي منذ التكليف حتى الآن.
على الطريق نفسه، ينتظر أن يسير الأسبوع السادس، بفارق أن الرئيس سعد الحريري سيغادر بيروت، في زيارة خاصة إلى فرنسا للاحتفال مع زوجته لارا العظم بذكرى زواجهما الذي يصادف في الخامس من تموز. إجازة حريرية تتقاطع مع إجازة بدأها الرئيس نبيه بري قبل أقل من أسبوع، وينتظر أن تستمر حتى نهاية الأسبوع الحالي.
ولم يعرف ما إذا كان الحريري سيلتقي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، قبيل بدء رحلته الخاصة أو بعدها، علماً بأن ممثل «اللقاء الديموقراطي» في المفاوضات الحكومية النائب وائل أبو فاعور التقى أمس وزير الثقافة غطاس خوري، وأبلغه القرار «الاشتراكي» الحاسم بتسمية الوزراء الدروز الثلاثة في الحكومة الثلاثينية.
وعُلمَ أن تيار المستقبل يسعى إلى تسويق فكرة تقضي بأن يعمد وليد جنبلاط إلى تسمية وزيرين درزيين، إضافة إلى اقتراحه ثلاثة أو أربعة أسماء درزية يسمي منها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الوزير الدرزي الثالث، بحيث يكون مشتركاً بين المختارة وبعبدا، لكن موقف «الاشتراكي»، حتى مساء أمس، لم يتزحزح: لنا حق اختيار الوزراء الدروز الثلاثة.
وكما العقدة الدرزية، تشهد محاولات لإيجاد مخارج من دون التوصل إلى نتيجة حاسمة، فإن العقدة القواتية كذلك تشهد مساعي لحلها من دون نتيجة ملموسة، مع رهان على زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لقصر بعبدا، في غضون ثمان وأربعين ساعة، لإمكان أن تنتج وصفة أو مخرجاً يرضي القوات والتيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية. ونقل زوار بعبدا عن رئيس الجمهورية أن الاتصالات لن تتوقف، وأن المخارج للعقد القائمة غير مستحيلة.
وإلى ذلك الحين، فإن كل المؤشرات تؤكد أن العقدة القواتية ما زالت مستعصية، بالرغم ممّا تردد عن استعداد قواتي للإعلان رسمياً أن تسمية نائب رئيس الحكومة هي حق لرئيس الجمهورية، مقابل أن يسمّي الأخير لهذا المنصب شخصاً مقرّباً من القوات. هذا الاقتراح ولد ميتاً لاستحالة أن يسمّي الرئيس ميشال عون نائباً لرئيس الحكومة لا يكون محسوباً عليه مئة في المئة.
"البناء": الحريري مقتنع بمطالب القوات
وبينما استقبل الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري قبيل سفره الى باريس وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، وعرض معه آخر المستجدات السياسية، لا سيما ما يتعلق بموضوع تأليف الحكومة الجديدة. أشارت مصادر تيار المستقبل لـ البناء ، إلى أن الحريري يميل باقتناع إلى إعطاء حزب القوات ما تطالب به من حصة وزارية، مشيرة إلى أن عقدة تمثيل القوات استحوذت على مجمل لقاء بيت الوسط مساء أمس.
في حين كان لافتاً ما أكده النائب جورج عدوان أمس لقناة الجديد أن بند المناصفة الوزارية بين العهد و القوات متفق عليه طوال ولاية الرئيس، وليس لمرة واحدة أو اثنتين، معلناً أن هذا البند مكتوب ضمن الاتفاق الذي ساهم في انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، لافتاً الى أن الاتفاق قائم مع الرئيس عون وهو مَن سيحمي هذا الاتفاق لأنه الجزء الأساسي منه، والأسبوع المقبل سيشهد توطيدًا للاتفاق وليس تراجعاً عنه ، في اشارة الى زيارة الحكيم الى بعبدا.
جنبلاط لن يتراجع
وليس بعيداً عن مسار العقبات المحلية، فإن العقدة الجنبلاطية لا تزال على حالها، مع تمسك النائب السابق وليد جنبلاط بثلاثة وزراء، وتشدّد مصادر لـ البناء على أن الاتصالات متواصلة مع الرئيس الحريري في هذا الشأن عبر الوزير غطاس خوري الذي يلتقي النائب وائل أبو فاعور باستمرار. فنحن لن نتراجع عن مطلبنا المحقّ ولن نقبل بفكر إسناد المقعد الدرزي الثالث لشخصية مستقلة، لافتاً إلى أننا نطالب بحقيبتين أساسيتين من بينهما وزارة الصحة وحقيبة دولة.
لا مهلة دستورية للتأليف
في غضون ذلك، وفي ضوء التباين حيال المدة الدستورية للتأليف تلقى الرئيس الحريري دعماً من رؤساء الحكومات السابقين، حيث التقى الحريري السبت كلاً من الرؤساء فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي وتمام سلام، حيث أكد الجميع أهمية التعاون مع الرئيس المكلّف سعد الحريري، والتضامن على دعمه في مهمته لتأليف الحكومة العتيدة وما يلي التأليف من مسؤوليات. وتشدّد مصادر قيادية في المستقبل على أن الدستور لم يحدّد أي مهلة دستورية للرئيس المكلف لتأليف الحكومة، ولم يعطِ رئيس الجمهورية تحت أي ظرف كان قرار الفصل في مسار تأخير التشكيل وتأليف الحكومة.
"الجمهورية": لا خرق جدّياً في المسار الحكومي و«القوات» تعوّل على لقاء عون
يومٌ جديد، يُضاف إلى عمر حكومة تصريف الأعمال، مع استمرار غياب أيّ خرق جدّي في المسار الحكومي، رغم فتحِ الرئيس المكلّف سعد الحريري «توربو» التأليف، وتكثيفِ مشاوراته قُبيل سفره إلى الخارج ، في إجازة خاصة، شأنه شأن رئيس مجلس النواب نبيه بري. أمّا قصر بعبدا فيترقّب وصول رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في زيارة لافتة بعد تشظّي تفاهم معراب وخلافات مع «التيار الوطني الحر» حول نِسب الأحجام والتمثيل الوزاري.
بدا أنّ حراك الرئيس المكلّف لم يتخطَّ تهدئة الأجواء وتأمين مناخات هادئة تساعده على الانطلاق في جولة جديدة من المفاوضات، بعد أن يعود من إجازته.
في غضون ذلك، قالت مصادر مطّلعة لـ«الجمهورية»: «إنّ ما يجب التوقّف عنده هو ما طرَحه الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله من معايير واضحة ومحدّدة ينبغي اتباعها لتأليف الحكومة، ما يعني أنّ المعايير القائمة راهناً هي موضع رفضٍ لدى الحزب».
وكشفَت «أنّ الحديث الجدّي بدأ عن تغيير حصص وزارية حسب الأحجام، وأنّ حركة «أمل» و«حزب الله» سيطالبان بحقائب بين 8 و10 حسب حجمهم النيابي، إذا أعطيَت كتلة نيابية من 15 نائباً، 4 أو 5 وزراء، ما يعني أيضاً أنّ النواب السُنّة العشرة خارج «المستقبل» يستحقّون حقيبتين على الأقلّ».
هذا الموقف يعكس ضغط فريق الثامن من آذار على جميع المعنيين بعملية التأليف بهدف دفعِهم للعودة إلى الواقعية السياسية والميدانية وتخفيفِ مطالبهم وشروطهم، وإلّا سيكون هناك خلطٌ للأوراق ومطالب وشروط مقابلة لن تؤدّي حتماً إلى تسهيل ولادة الحكومة العتيدة.
الحريري ـ باسيل
وكان الحريري قد عرَض أمس مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل لآخر المستجدّات السياسية، لا سيّما ما يتعلق بموضوع تأليف الحكومة. واستكمِل البحث إلى مأدبة عشاء بينهما.
جعجع في بعبدا
وتُعوّل «القوات اللبنانية» على لقاء رئيسِها الدكتور سمير جعجع مع الرئيس عون، وأكّدت لـ«الجمهورية» حرصَها على إنجاح اللقاء، «إذ يُفترض أن يطويَ صفحة العقَد الحكومية من جهة، ويُحيي العلاقة بين «القوات» و«التيار»، ويفتح صفحةً جديدة مع انطلاقة الحكومة العتيدة في الأيام والاسابيع المقبلة، خصوصاً بعدما اعترت العلاقة شوائبُ كثيرة أخيراً».
أضافت مصادر «القوات»: «ننتظر الترتيبات التي يُعدّها الرئيس ريثما يكون درَس تصوّرَه الذي سيطرحه علينا لكي تكون الجلسةُ جلسة حلول ونخرج بنتائج مرجوّة. ويبدو أنّ الرئيس يأخذ وقته لدرس الخيارات والاحتمالات التي سيطرحها علينا للخروج بالتصوّر المطلوب. من جهتِنا نحتفظ لنفسنا بحجم التمثيل الوزاري الذي يتناسب مع حجمنا النيابي في ضوء الوكالة الشعبية التي أُعطيَت لنا وفي ضوء تفاهمِ معراب الذي أعيدَ العمل به، لكن بالنسبة إلينا لم نوقِف العمل به لحظة.
وما أشيعَ عن أنّنا خرَقنا التفاهم السياسي في مواجهة العهد هو كلام تضليلي، فـ«القوات» شكّلت المرتكز الأساس للتسوية الرئاسية والسياسية ورشّحت العماد عون وساهمت بفاعلية في فتحِ طريق قصر بعبدا أمامه، وكانت ولا تزال تدعم العهد بقوّة وتدعم صلاحيات رئيس الجمهورية ومهامَّه ودوره والسياسات الوطنية الكبرى، بدءاً من قانون الانتخاب وصولاً إلى ملف النازحين.
أمّا مرسوم التجنيس ويأخذ البعض عليها أنّ القوات طعنت به، فإنّ أوّل مَن طعَن به هو فخامة الرئيس من خلال تكليف الأمن العام إعادة التدقيق به. لذلك نعتبر أنّ طعننا مسألة طبيعية، خصوصاً أنّ الثغرات التي ظهرت في تقرير الأمن العام أكبر دليل على صحة توجّهِنا، فالمرسوم مليء بالثغرات ويجب وضعُ حدّ لها من خلال إبطاله برُمّته.
أضافت المصادر: «القوات» تدعم العهد وكلّ سياساته، لكن يجب التمييز بين السياسات الوطنية الكبرى وبين اليوميات السياسية من كهرباء ونفط وغيره، فـ«حزب الله «عارَض كما عارَضنا، لذا، لا تُحاسَب «القوات» على موقف «بالطالع وموقف بالنازل» في تأييدها للعهد، هي تدعمه في سياساته الكبرى، لكن في التفاصيل والملفات الأخرى فلكلّ طرفٍ موقفه».