ارشيف من :آراء وتحليلات
ليبيا.. ماذا بعد تحرير درنة من التكفيريين؟
اعتبر محللون وخبراء في الشأن الليبي أن تحرير الجيش، لمدينة درنة، من التنظيمات التكفيرية سيدعم مكانة اللواء خليفة حفتر في المشهد السياسي لبلد عمر المختار. ولعل صمت رئيس الحكومة فائز السراج وعدم تعليقه على ما حصل يقيم الدليل على أن ما أنجزه حفتر سيكسبه المزيد من الأوراق في الميدان وذلك على حساب السراج وجماعته.
تدفع أطراف عديدة حفتر باتجاه الغرب الليبي للسيطرة على كامل ليبيا وإنهاء وجود حكومة الوفاق الوطني والمجلس الرئاسي مستغلا انتصاراته الأخيرة على القوى التكفيرية التي أكسبته وزنا إضافيا. ولا تعبأ هذه الأطراف بالقوى الغربية والأمم المتحدة الداعمة للسراج ولا باتفاق الصخيرات الذي انبثقت عنه هذه الحكومة.
حدود مرسومة
يرى محللون بأن حفتر نفسه لا يتحرك خارج إطار الحدود المرسومة له من قبل الاطراف الدولية ومحاربته لهذه التنظيمات التكفيرية تدخل في إطار هذه الحدود المرسومة. وبالتالي فالرجل أعجز من أن ينهي وجود حكومة السراج المدعومة دوليا من قبل أطراف يوالي بعضها خليفة حفتر وتقدم له كل أشكال الدعم والمساندة على غرار القوى الأطلسية.
يستشهد البعض في هذا السياق باختفاء حفتر في وقت سابق بداعي العلاج في وقت أكدت فيه العديد من الأطراف أنه استدعي من قوى كبرى لردعه عن تصريحات أدلى بها تتعلق بوجوب إنهاء اتفاق الصخيرات وحكومة الوفاق الوطني. وبالتالي فإن أي تحرك قادم في هذا الإطار قد يضع حداً للحياة السياسية للواء خليفة حفتر من قبل الأطراف الخارجية الداعمة له.
استقرار ليبيا
في قراءة أخرى، يرى البعض في عملية تحرير درنة من القوى التكفيرية من قبل الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر دعما لاستقرار ليبيا التي تحتاج إلى ذلك خلال المرحلة القادمة. فهناك انتخابات ستجرى قبل نهاية العام وهي بحاجة إلى مناخ مستقر وإلى درنة محررة يقترع فيها الناس دون خشية أي طرف كان وخصوصاً التكفيريين.
في هذا الإطار، يرى الناشط الحقوقي والسياسي الليبي جمال المبروك في حديثه لموقع العهد الإخباري أن تحرير حفتر لدرنة هي خطوة في الإتجاه الصحيح ويجب أن تتبعها خطوات أخرى لتحرير مدن ما زالت ترزح تحت سلطة الميليشيات التكفيرية. فليبيا بحسب محدثنا بحاجة إلى الإستقرار حتى تجرى فيها الإنتخابات في ظروف طيبة تتمكن بعدها من طي هذه الصفحة الأليمة من تاريخها والتطلع إلى المستقبل بعيون حالمة.