ارشيف من :أخبار لبنانية

عون استقبل جعجع في بعبدا.. والحريري أرجأ إجازته الخاصة

عون استقبل جعجع في بعبدا.. والحريري أرجأ إجازته الخاصة

اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم في بيروت بآخر الاتصالات الجارية على خط تشكيل الحكومة، لا سيما اللقاء الذي جمع بالأمس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، اضافة إلى ارجاء رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لزيارته الخاصة الى الخارج افساحا في المجال أمام مزيد الاتصالات على الصعيد الحكومي.


"الأخبار": تأليف الحكومة... بعد تمّوز!

رأت "الأخبار" ان مفاوضات أمس الحكومية تشي بأن التأليف الحكومي مؤجل حتى إشعار آخر. تدل على ذلك خارطة طريق تتضمن الخطوات الآتية: أولاً، تثبيت مناخ التهدئة السياسية. ثانياً، تكثيف اللقاءات وتوسيع قاعدتها لتذليل العقد السياسية ــــ الحكومية. ثالثاً، خوض غمار التأليف. ثلاث مراحل ينتظر أن تستهلك شهر تموز كله، ولا بأس بتمضية الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري إجازتيهما في الخارج، ولا مانع من أن ينضم آخرون إليهما

من موقع التمسك الرئاسي بالمصالحة المسيحية، جاءت المبادرة الرئاسية بدعوة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى القصر الجمهوري. لقاء دام 35 دقيقة عرض خلاله كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وجعجع لمسار بدأ منذ ولادة التسوية الرئاسية وتشكيل حكومة سعد الحريري الحالية التي تتولى تصريف الاعمال والأداء الوزاري فيها والمواقف من قضايا وملفات أساسية طرحت على جدول أعمالها، وصولاً الى مسار تأليف الحكومة المنتظرة غداة الانتخابات النيابية الأخيرة.

ثمرة اللقاء تأكيد المؤكد في تمسّك الطرفين بالتفاهم، وعود على بدء لجهة تفعيل قناة ملحم الرياشي ــــ ابراهيم كنعان لتبديد الغيوم التي تراكمت في سماء العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. تأكيد من الجانبين على إيجابية اللقاء رغم وقته القصير. تثبيت ما اتفق عليه عون في اجتماعه الاخير مع الحريري لجهة وقف التصعيد الكلامي، واعتماد الخطاب السياسي الهادئ من الجميع وتفعيل اللقاءات مع القوى السياسية المعنية بالعقد الحكومية من أجل تذليلها، بما يؤسس لولادة حكومية في أسرع وقت ممكن.

في اللقاء، كان تشديد من عون «على وجوب سيادة مناخ سليم وهادئ وبلا تشنجات لتسهيل ولادة الحكومة»، وبالنسبة إلى العلاقة بين التيار والقوات «سيحصل تحرك مشترك لإزالة الغيوم التي ظهرت في سماء العلاقة»، مع تأكيد الجانبين أن اللقاء لم يتطرق إلى موضوع أعداد الوزراء ولا الحقائب ولا إلى أيّ تفاصيل لها علاقة بنوعية الحقائب، إنما تركيز على التواصل المشترك بين القوات والتيار، وتطرق الجانبان إلى باقي العقد الحكومية، فيما ركز جعجع على أهمية حماية موقع رئاسة الجمهورية.

وما دعوة رئيس الجمهورية الموجهة إلى جعجع من أجل تكريس التفاهم مع رئيس التيار الوطني الحر أولاً، قبل الخوض في الملف الحكومي، إلا إشارة دالة على أن تفاهم الحليفين المسيحيين هو الممر الإلزامي لحل العقدة المسيحية، مع إقرار عون وجعجع بوجود عقد أخرى لا تقل أهمية عن هذه العقدة.

خارطة الطريق التي تحدث عنها جعجع بعد اللقاء تعني «مباشرة الاتصالات بين القوات والتيار لإزالة الجو المتوتر الذي ارتدّ سلبا على مسار التأليف الحكومي»، لذلك، لا بد من لقاء «مطلوب وضروري بين جعجع وباسيل، وهذا اللقاء لن يكون ببعيد، كما أنه كلما اقتضت الحاجة سيزور جعجع القصر الجمهوري».

وبعد انتهاء اللقاء، زار وزير الإعلام ملحم الرياشي الرئيس الحريري ووضعه في أجواء لقاء بعبدا، وخلال اللقاء، اتصل الرياشي برئيس الجمهورية ثم تحدث معه الحريري. وبعد انضمام النائب وائل أبو فاعور إلى اجتماع الحريري والرياشي، حصل تواصل بين أبو فاعور وجعجع الذي تمنى عليه نقل رسالة الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يتمنى فيها تثبيت مناخ التهدئة مع رئاسة الجمهورية، من أجل الدخول في مرحلة نقاش موسع حول الحصص الحكومية في مرحلة لاحقة.
وخلال اللقاء، وضع الحريري كلاً من أبو فاعور والرياشي في أجواء الجلسة المطولة التي عقدها، ليل أول من أمس، مع الوزير جبران باسيل، واصفاً اللقاء بأنه كان «ممتازاً».

في هذا السياق، علمت «الأخبار» أن باسيل أبلغ الحريري أن التيار الوطني متمسك بموقفه من التأليف لجهة رفضه أن يؤدي تمثيل القوات أو أي طرف آخر إلى الانتقاص من تمثيل التيار أو أن يتم تكبير حجم القوات أو أي طرف آخر على حساب التيار الحر، كما تبنّى باسيل معادلة السيد حسن نصرالله لجهة اعتماد معيار محدد أو النسبة والتناسب، فإذا أعطيت القوات (15 مقعداً نيابياً) أربع حقائب في الحكومة، فستكون حصة كتلة «لبنان القوي»(29 مقعداً) ثماني حقائب وزارية.

وعُلم أن الحريري شدد على أهمية التهدئة من جهة، وعلى حرصه الشديد على أفضل علاقة تعاون وتنسيق مع رئيس الجمهورية، نافياً كل ما يقال عن أبعاد خارجية تقف وراء تعثر التأليف، وأكد أنه ليس في وارد خوض أي معركة مع رئيس الجمهورية سواء لأسباب داخلية أو خارجية.

 

"الجمهورية": «التيار» لـ«القوات»: إحترموا الأحجام... والحريري يؤجّل زيارته الخاصة موقتاً

اعتبرت صحيفة "الجمهورية" ان الصورة التي ارتسمت في الساعات الاربع والعشرين الأخيرة، عكست في ظاهرها سخونة ملحوظة على خط المشاورات، وبَدت فيها مطحنة التأليف عاملة بأقصى طاقتها وحيويتها، ولكن من دون ان تتمكن حتى الآن من أن تنتج الطحين المطلوب.

واذا كانت حيوية الاتصالات التي توزّعت بين بعبدا أمس، ولقاء رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وقبله عشاء «بيت الوسط» مساء امس الاول بين الرئيس المكلّف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، قد أوحت انّ مسار التأليف يخضع حالياً لمحاولة كسر جدّي لحلقة التعقيدات، وفي مقدّمها عقدة تمثيل «القوات» كمّاً ونوعاً.

الّا انّ ما تمخّض عنها حتى الآن، عكسَ دوراناً متجدداً في حلقة النيّات المتبادلة بالتسهيل والتعجيل، ولكن من دون أن يَشي ذلك باقتراب الأطراف من بلورة افكار حاسمة يمكن البناء عليها للقول انّ الحكومة سلكت فعلاً طريق الولادة.

وفيما لوحِظ امس، ما يمكن وصفه بالحرص المشترك من قبل الحريري وباسيل على ابقاء ما دار بينهما في عشاء بيت الوسط ليل امس الاول، في دائرة التكتم، طَفت في أجواء الطرفين جملة مقتضبة رَوّجها مقرّبون بأنّ «البحث كان وديّاً وصريحاً حول كل الامور». من دون ان تؤكد او تنفي ما أُشيع غداة العشاء بأنّ الحريري وباسيل توصّلا الى وضع أسس معينة، تمهّد لإيجابيات عمليّة في الايام القليلة المقبلة. وانّ لقاءهما ما كان ليحصل لو لم تكن له ممهّدات ايجابية، ولو لم تكن هناك نيّة لدى الجميع للتنازل وتقديم التسهيلات ورفع العقبات من طريق التأليف.

«التيار»: موقفنا ثابت
الّا انّ النتائج الفعلية تُقرأ اولاً في خلاصة البحث في بيت الوسط بين الحريري وباسيل، وبعبدا بين رئيس الجمهورية ما أوردته قناة «او تي في» الناطقة بإسم التيار الوطني الحر، وجاء فيه «انّ موقف التيار ليس مرتبطاً بحسن العلاقة أو سُوئها مع أيّ طرف من الأطراف، بل باحترام قواعد التأليف، نحن لا نُنكر على أحد حقّه بالتمثيل في الحكومة، وموقفُنا ثابت لناحية أنّ كل فريق ينبغي أن يتمثّل وفق مبدأ النسبة والتناسب، بغَضّ النظر عن العلاقات الشخصية او علاقة القوى السياسية في ما بينها. وأشارت الى انّ صِيغاً عدة طُرحت في بيت الوسط، امّا الجواب فكان مُحدداً: يجب أن تُمَثّل الأطراف وفق أحجامها، لا اكثر ولا أقل.

سلبية... لا إيجابية
تلاقي هذه الصورة، أجواء القوى السياسية الشريكة في الحكومة والحليفة او الصديقة للطرفين، التي تؤكد عدم امتلاكها ما يجعلها تقول انّ مستوى الايجابية قد زاد على خط التأليف، بل انّ الامور ما زالت في دائرة السلبية.

الثنائي الشيعي و«الإشتراكي»
وفي هذا السياق، لا يرى «حزب الله» جديداً ملموساً. وقال احد مسؤولي الحزب لـ«الجمهورية»: نأمل ان نصل الى إيجابيات، ولكن لو كانت هناك إيجابيات ناتجة عن اتصالات او لقاءات بين هذا المسؤول او ذاك، لكانت ظهرت فوراً. وطالما لم تظهر الايجابيات لا نستطيع ان نقول انها موجودة. ثم اننا لم نسمع تبدّلاً في مواقف الاطراف.

كما لا جديد أمام عين التينة التي استمر بينها وبين الرئيس المكلّف عبر الوزير علي حسن خليل وكذلك الوزير السابق غطاس الخوري، وبحسب أجواء مقر الرئاسة الثانية، فإنها لم ترَ تبدّلاً في حال التأليف حتى الآن، بل بالعكس ما زالت ترى في خانة السلبية، وانّ الاسباب التي دفعت الرئيس نبيه بري الى اتخاذ قراره بالمغادرة في زيارة خارجية، وحوّلت التأليف الى ما يشبه بورصة مطالب تصعد وتهبط، ما زالت موجودة ولم تَنتفِ.

هذا الرأي يكاد يكون نفسه لدى الحزب التقدمي الاشتراكي بشكل عام، ولكن يبدو انّ قرار الحزب هو اعتماد نبرة هادئة في مقاربة تطورات التأليف، وجرى التعبير عن ذلك في الزيارة التي قام بها النائب وائل ابو فاعور الى بيت الوسط ولقائه الحريري، والتي تزامنت مع زيارة مماثلة لوزير القوات ملحم الرياشي. مع الاشارة الى انّ ابو فاعور والرياشي تَشاركا مع الرئيس المكلّف في مشاهدة مباراة البرازيل والمكسيك في إطار تصفيات كأس العالم في كرة القدم، في أحد صالونات بيت الوسط.

«القوات»
وفيما تحدّث الرياشي عن إيجابيات، كاشفاً عن «اتصال جرى خلال اللقاء بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع، الذي أطلعه على أجواء لقاء بعبدا بين رئيس القوات ورئيس الجمهورية، حرصت مصادر «القوات» على التأكيد لـ«الجمهورية» بأنها تفترض انّ الامور وضعت على سكة الحلحلة، من دون ان تتوسّع أكثر، تاركة الامور تأخذ مداها في الاتجاه الذي يفترض ان يلبّي ما تطالب به، بما يلائم حجمها السياسي والنيابي.

بدورها، قالت مصادر إشتراكية لـ»الجمهورية»: إننا ننتظر تبلور الايجابيات، هناك جهود تبذل، ونحن لسنا معنيين بعرقلة التشكيل ولسنا الجهة التي تعرقل، بل نحن من جهتنا نقوم بكل ما يلزم لتسهيل مهمة الرئيس المكلّف، ولا نطرح اي مطالب خارج الإطار الطبيعي الذي نعتبره حقّاً لنا وترجمة لتمثيلنا كما هو وغير منقوص. وهو ما أكد عليه النائب ابو فاعور بقوله: «انّ الحزب الاشتراكي مُصرّ على ان يكون الوزراء الدروز الثلاثة في الحكومة من حصّة اللقاء الديمقراطي، ونقطة على السطر».

الحلول مؤجّلة
تؤكد مواقف الأطراف أنّ تأليف الحكومة لم يشهد خطوات متقدمة، الّا انّ مصادر مواكبة للاتصالات الجارية كشفت انّ الأجواء الطاغية على خط التأليف تؤكد انّ كل الحلول مؤجّلة الى ما بعد عودة الرئيسين بري والحريري من الخارج، وعندها يبدأ الحفر في الصخر والشغل الجدي والمُنتج. وما حصل في اليومين الماضيين هو بداية تحريك أكثر جدية، ومقدمة تمهيدية إيجابية لمرحلة ما بعد عودة الرئيسين. مع الاشارة هنا الى انّ الرئيس الحريري قد أرجأ زيارته الى الخارج لبعض الوقت. وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انّ التأجيل ليس مرتبطاً بإيجابيات طرأت على خط التأليف، بل انّ التأجيل هو تأجيل مؤقت ربما ليوم او يومين.

وبحسب المصادر نفسها، فإنّ الحديث عن إيجابية ينفيه عدم وجود وقائع ملموسة تؤكّده، فضلاً عن انّ كل حديث عن إيجابية قد لا يكون نهائياً في ظل الجو السياسي المتقلّب، والصراع المُحتدم على الحقائب الوزارية، والذي ما زال يشكّل الفتيل الجاهز للاشتعال في اي لحظة. إذ انّ حصة الاشتراكي ما زالت موضع أخذ ورَدّ، والتيار الوطني الحر لم يتنازل بعد عمّا يطرحه لناحية حصته الفضفاضة في الحكومة، وكذلك لم تحسم حصة «القوات» بعد، بل ما زالت في دائرة التفاعل في ظل تأكيدات أكثر من مصدر بأنّ حصول «القوات» على حقيبة سيادية وكذلك موقع نائب رئيس الحكومة محل اعتراض معظم القوى السياسية.


"البناء": لقاء عون – جعجع: خريطة طريق لتسريع التأليف

بدورها أشارت صحيفة "البناء" الى ان المشاورات تكثفت يوم أمس، على خطّي بعبدا وبيت الوسط، وبينما كشفت بعض المعلومات أن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل خرج من اجتماعه مع الرئيس المكلف سعد الحريري ليل الأحد أكثر تشدداً في موقفه تجاه حزب «القوات اللبنانية»، تبدّدت الأجواء عصر أمس مع زيارة رئيس «القوات» سمير جعجع الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتأكيده العلاقة الوثيقة مع العهد، كما كانت في اليوم الأول لوصول عون الى سدة الرئاسة الأولى، وبينما أكد جعجع أن «القوات» لا تضع فيتو على أحد شدّد على أنه لا يقبل أن يضع أحد فيتو عليها، متحدثاً عن خريطة طريق لتسريع تأليف الحكومة على أن تنفذ الخطوات تباعاً، ومؤكداً أن التواصل مع باسيل سيستأنف قبيل تشكيل الحكومة، مع إشارته الى أن الوزراء الـ 30 عموماً والـ15 المسيحيين خصوصاً سيكونون من حصة رئيس الجمهورية، وأكد جعجع بأنه لم يدخل اللقاء في تفاصيل الحقائب والتوزيع.

وجاء لقاء عون جعجع وسط تصعيد سياسي وإعلامي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية واتهامات متبادلة، حيث تمكّن اللقاء من إنقاذ المصالحة المسيحية التي اهتزّت ولم تقع. لكن اللقاء لم يستطع، بحسب مصادر سياسية، ترميم تفاهم معراب في ظل استمرار السجالات الإعلامية بين نواب التيار والقوات حتى عقب لقاء «الجنرال» و«الحكيم». لكن السؤال هل لقاء بعبدا كفيل بفك اللغم «القواتي» المزروع خارجياً أمام ولادة آمنة للحكومة العتيدة؟ فوفق معلومات «البناء» من مصادر وزارية مقربة من بعبدا بأن «التعقيدات لا زالت تعترض ولادة الحكومة رغم الحراك الكثيف في بيت الوسط»، مشيرة الى أن «الأمور رهن قدرة الأطراف على الالتزام بتعهداتها وخفض سقف مطالبها والالتزام بأحجامها النيابية للوصول الى حكومة بأسرع وقت ممكن»، واستبعدت المصادر ولادة الحكومة خلال الشهر الحالي».

وقد أكد رئيس الجمهورية لجعجع خلال اللقاء بحسب قناة أو تي في التمسك بالمصالحة المسيحية، بغضّ النظر عن التمايز السياسي، مهما بلغت حِدتُه. وتخلّل اللقاء الذي تميّز بالصراحة، توضيح لبعض النقاط، حيث عرض رئيس الجمهورية وجهة نظره من التطورات الأخيرة، واستمع إلى ما أدلى به جعجع، ليخلُصَ اللقاء إلى تأكيدِ المؤكد، حول استمرار التواصل والتمسك بالتفاهم. وتحدّثت القناة عن لقاء بين رئيس القوات والوزير باسيل.

ونقلت القناة عن مصدر متابع للمشاورات الحكومية تأكيده بأن «احترامَ قواعد التأليف وعنوانها العريض، تشكيل حكومة وحدة وطنية بالنسبةِ والتناسب، أي باحترام الأحجام التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة وفق معايير موحّدة، ومعادلة واضحة تَسري على الجميع». وعن كلام جعجع من بعبدا، علق المصدر قائلاً: «اذا أراد رئيس القوات الانتقال من السلبية إلى الايجابية، فموقفُه مشكور ومقدَّر، لكنه لا يُعدِّل في الاحجام، وهذا المبدأ ينطبق على الجميع، وليس فقط على ما اصطلحت تسميتُه بالعُقدة المسيحية، اي أيضاً على موضوع التمثيل الدرزي والسني، اضافة الى تمثيل العلويين والأقليات المسيحية».

وكان لافتاً أن جعجع لم ينف أن تكون السعودية قد طلبت من الحريري التعاون مع القوات وتحقيق مطالبها، ما وجدت فيه مصادر سياسية بيروتية تدخلاً واضحاً وفاضحاً من السعودية في الشؤون اللبنانية، مشيرة لـ«البناء» الى أن الرئيس المكلف بات رهينة لدى السعودية وأسير طلبات القوات، متسائلة: كيف يتحدث اجتماع رؤساء الحكومات في اجتماعهم الأخير في بيت الوسط عن صلاحيات رئاسة الحكومة فيما يقبلون الوصاية السياسية السعودية على الحريري ومطالب القوات التي تعرقل مهمة الرئيس المكلف؟

ولفتت المصادر الى أن السعودية تحاول تعديل التوازن في الحكومة في محاولة لمحاصرة المقاومة.

وأكّد وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش ، «ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة »، لافتًا إلى أنّ «أمام الحكومة تحديات كبيرة وجسيمة، فالبلد يُعاني من الكثير من المشاكل ويجب التصدّي لها على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى ما يشكو منه الناس في فصل الصيف من نقص في تغذية الكهرباء وتأمين المياه أو تراكم النفايات ».

ودعا إلى «تذليل كلّ العقبات والعقد من أجل تشكيل هذه الحكومة، من خلال اتباع قواعد واضحة مرتبطة بنتائج الانتخابات النيابية وتطبيقها على كلّ الكتل من دون مبالغة في الأحجام، لتشكيل حكومة شراكة ووحدة وطنية تتسع لكل القوى». وسأل: «هل ثمّة رهانات خارجية مجدّدًا وإصغاء لها من قوى داخلية؟»، مشيرًا إلى أنّ «الأيام المقبلة تكشف هل العقدة فقط داخلية»، منوّهًا إلى أنّ «ليس ثمة عقد داخلية سياسية أو غيرها يستحيل تذليلها وإيجاد تسوية لها، إلا إذا كان ثمة تدخّل خارجي ورهان مجدّدًا على هذه التدخلات».

2018-07-03