ارشيف من :صحافة عربية وعالمية

الفكر الوهابي من اهم مسببات انتشار الارهاب

الفكر الوهابي من اهم مسببات انتشار الارهاب

كتب مدير برنامج التحليل الاستراتيجي للاسلام السياسي السابق لدى "ال-CIA" "اميل نخلة" مقالة نشرت على موقع “Lobelog” قال فيها ان قرار المحكمة العليا الاميركية بالمصادقة على حظر السفر المفروض من قبل ادارة ترامب على مواطني عدد من الدول الاسلامية انما يشكل مصادقة على عداء ترامب للمسلمين.

واضاف الكاتب بان قرار المحكمة هذا لصالح ترامب سيضر بالمصالح الاميركية على الامد الطويل وسيهدد امن الاميركيين الموجودين في دول اسلامية، وأردف بان ما حصل هو مؤشر على "الاسلاموفوبيا" في "عالم ترامب".

الكاتب اعتبر بأن "التطرف الاسلامي" و"الفكر الترامبي" هما وجهان لعملة واحدة، وبأن حظر السفر المفروض ما هو الا هجوم على عدد من الدول الاسلامية و"ترخيض" لمنع اتباع الدين الاسلامي من الدخول الى اميركا، كذلك اعتبر ان هذا التطور "يقنن" سياسة "لا انسانية".

وتابع نخلة بأن ترامب وخلافاً لادارتي بوش الابن واوباما،لا يرى ان الانخراط مع المسلمين حول العالم يشكل استراتيجية لتفويض الراديكالية والتطرف والارهاب، وقال ان ترامب ومن خلال الاستشهاد باسماء "رجال دين ومفكرين سلفيين" في محاولته تبرير "الحملة ضد ايران" (ايران هي من بين الدول التي فرض عليها الحظر الى جانب سوريا واليمن وليبيا والصومال)،انما يمدّ شريان الحياة الى "الاسلام الراديكالي السني" (بحسب تعبير الكاتب)، وان هذا يصب في مصلحة "القاعدة وداعش".

واستذكر الكاتب كيف ان الرئيس الامريكي وزملاؤه في الحكومة الاميركية ركزوا عقب احداث 11 ايلول/سبتمبر على فهم العوامل التي تتسبب بانتشار الارهاب والى فهم جذور الراديكالية (كان الكاتب يعمل لدى "ال-CIA" وقتها).. وقال انه تم التوصل الى تقييم حينها حدد اربعة عوامل اساسية تساهم بانتشار الراديكالية والارهاب وهي التالية:

- الفكر السلفي الوهابي الذي يعود الى ايام محمد ابن عبدالوهاب، (وفق تعبير الكاتب نفسه).

- القمع والفساد والسياسات الاقتصادية السيئة "التي تتبعها الانظمة الاستبدادية من اجل التمسك بالسلطة".

- سياسات تصوّر المعاداة للاسلام، بما في ذلك الحروب ضد دول اسلامية، والاسلاموفوبيا، والتمييز ضد الاقليات الاسلامية في بلدان غير اسلامية.

- الظلم وما يتلو ذلك من راديكالية وثأر.

عقب ذلك اشار الكاتب الى ان استطلاعات الرأي التي نظمت خلال الاعوام العشرة بعد وقوع هجمات 11 ايلول/سبتمبر انما اكدت بأن بعض هذه العوامل المذكورة هي بالفعل ادت الى انتشار الارهاب، مضيفا بأن هذه العوامل كان لها دور بصعود تنظيمي "القاعدة وداعش".

وتابع الكاتب بان ترامب وبدلاً من الانخراط، عمل على "الشيطنة والاقصاء" وتجاهل حقيقة ان الفكر السلفي الوهابي الذي انتشر في الشرق الاوسط وشمال شرق آسيا والبلقان وغرب افريقيا وغيرها من الاماكن انما هو نابع من السعودية وتم تمويله من قبل جهات في دول مثل السعودية والبحرين والامارات.

الكاتب ذكّر بأن خمسة عشر شخصا من بين الخاطفين التسعة عشر الذين نفذوا هجمات 11 ايلول/سبتمبر جاءوا من السعودية، وعليه تساءل كيف وصل هؤلاء الى الولايات المتحدة ومن الذي قدم لهم المساعدة والتمويل، كما سأل من اين جاء آلاف "الجهاديين" التابعين للقاعدة وداعش.. وعقب ذلك قال ان المنطق يقتضي وضع السعودية في مقدمة الدول التي فرض عليها حظر السفر.

نخلة أشار إلى أن المسؤولين في ادارة ترامب و"اصدقائهم الاسرائيليين" يستشهدون بمفكرين "سنة راديكاليين" (وفق توصيف الكاتب) من اجل تبرير الحملة ضد ايران، الا انه اردف بأن هؤلاء سيكتشفوا قريباً ان الفكر السلفي الوهابي "الراديكالي" ليس له فاعلية بما وصفه "الحملة الصليبية ضد ايران".

ونبّه مدير برنامج التحليل الاستراتيجي للاسلام السياسي السابق لدى "ال-CIA" من أنه لا يمكن ان يتحقق الامن على الامد الطويل للولايات المتحدة ولموظفيها ولقواتها العسكرية الموجودة في الدول الاسلامية من خلال الخطاب المعادي للاسلام.. كما حذر من ان الاعتماد على "الطغاة" والملوك والامراء ليس حلاً على الامد الطويل، وقال ان العوامل التي ساهمت بصعود ونشر الارهاب هي واضحة للعيان وموثقة جيداً، غير انه اضاف بأن قرار ترامب بتجاهل هذه العوامل يحمل معه تداعيات سلبية للولايات المتحدة وقد يزرع البذور لنشوء منظمة ارهابية جديدة على غرار القاعدة او داعش.

2018-07-03