ارشيف من :مقالات
أهالي داعل لـ’ العهد’: مرحبا بقدوم الجيش السوري
بالأهازيج الحورانية استقبل أهالي بلدة داعل في ريف درعا الشرقي رجال الجيش العربي السوري. لم يملك المسلحون ترف المكابرة فرضخوا لضغط الأهالي في داعل لتثبت الدولة السورية مجدداً امتلاكها للعيون والمريدين داخل مناطق سيطرة الإرهابيين وقدرتها من خلالهم على تحريك الرأي العام المحلي ضد هؤلاء الإرهابيين، في استنساخ حاذق لما جرى في بلدات الغوطة الشرقية التي رفع أبناؤها العلم السوري تمهيدا لدخول الجيش السوري إليها.
في حديثهم إلى موقع العهد الإخباري، بدا أهالي داعل في ريف درعا الشرقي مؤمنين تماما بنظرية المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية التي استهدفت سورية، " الأيام والتطورات أثبتت ذلك" يقول خالد أحد مثقفي البلدة، مضيفاً بشيئ من المرارة "كنا للأسف ومن حيث لا ندري جزءا من هذا المخطط". مكاشفة ومراجعة ذاتية مهدت الطريق أمام مصالحة حقيقية وضعت الجميع أمام استحقاق الحقوق والواجبات " مللنا من الحرب والموت، نريد أن نعيش بسلام في ظلال جيشنا وقائدنا، نريد أن يعود أبناؤنا إلى المدارس التي حرموا منها لسنوات" يقول خليل لموقع العهد وكأنه بكلماته القليلة هذه قد حرك المواجع على المتحلقين من حولنا احتفالا بقدوم الجيش السوري فانهمرت الكلمات من كل صوب تبارك قدوم الجيش وعودة الأمان وزوال الإرهاب الذي جعل من حياة الناس هنا بلا أفق يمكن التطلع إليه " السلام أفضل من مئة حرب، احنا متنا، السلام للجميع، ما بدنا حدا خارجي يملي علينا "يقول أحمد مضيفا" نحن مع الرئيس بشار الأسد إلى الأبد، بدنا نتعاون جميعا لحماية الوطن".
انهيار سريع للفصائل الإرهابية
معركة الفصائل المسلحة مع الجيش السوري في الجنوب بدت بلا أفق مع قيام كل من الأردن والكيان الصهيوني بالتخلي المباشر عن هذه الفصائل التي أثبتت عجزها عن القيام بالمطلوب "اسرائيليا". مما زاد الطين بلة بالنسبة للإرهابيين الموقف الأمريكي الذي أخبرهم مسبقا بعدم نيته تقديم الدعم لهم في ظل التقدم السريع للجيش السوري، ما جعل هؤلاء أمام خياري الإستسلام أو القتال بلا طائل. أولى الميليشيات التي فهمت الرسالة وانسحبت من الميدان كانت "لواء شباب السنة" المرتبط تنظيميا بجبهة "النصرة" الإرهابية الأمر الذي عكس جدية الحكومة الأردنية في إغلاق الحدود بوجه هذه المجاميع المسلحة والنازحين على السواء. بعد ذلك كرت السبحة واختارت فصائل عديدة أن تسلك السلوك ذاته. وما بين خياري المصالحة والمعارك، بسط الجيش السوري سيطرته الكاملة على الريف الشرقي لدرعا تلاه قيامه بالسيطرة على الريف جنوبي الشرقي ليبدو الريف الغربي حيث تقطن "داعش" قطافا دانية دونها جولة وربما جولات من المعارك.
آخر المعارك مع "داعش"
الخبير الإستراتيجي العميد علي مقصود أوضح لموقع "العهد" الإخباري أن آخر المعارك في الجنوب السوري ستكون مع تنظيم "داعش" وذلك بعد الفراغ من الميليشيات المسلحة التي لم تملك جدية محاربة الجيش السوري واكتفت بتحرك استعراضي محدود في أغلب الأحيان أثناء معارك الغوطة الشرقية تحصلت من خلاله على الكثير من الأموال القادمة عبر الحدود.
العميد مقصود أوضح أنه إذا ما تمت السيطرة على مدينة نوى من خلال المصالحة التي أبدى وجهاؤها رغبتهم فيها فإن تل الجموع الواقع جنوب نوى سيكون أولى خطوط التماس المباشر بين الجيش السوري وتنظيم "جيش خالد بن الوليد" المبايع لـ"داعش"، فيما تكمن أهمية نوى الإستراتيجية كونها تحتكم على مساحة واسعة وتربط بين العديد من الطرق الهامة في جنوب غرب المحافظة وريفها الشمالي الغربي حيث تل الحارة الذي يعد واحدا من أهم النقاط التي يسعى الجيش العربي السوري لإستعادته من أجل خلق حالة من التوازن الصاروخي مع العدو الصهيوني بحكم كونه واحدا من أعلى التلال القريبة من شريط الفصل مع الأراضي المحتلة.