ارشيف من :أخبار لبنانية
سقوط اتفاق معراب .. ولا جديد على جبهة التأليف الحكومي
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على انهيار التهدئة العونيّة - القواتيّة بعد الكشف عما نصَّ عليه "تفاهُم معراب" السرّي. واشارت الصحف الى انه لا جديد بعد على جبهة التأليف الحكومي، فيما كل مواقف الأفرقاء المعنيين على حالها من التباين والتباعد.
انهيار التهدئة العونيّة - القواتيّة يُفاقم الأزمة
بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت أنه "لم تكن الأزمة التربوية في المدارس الخاصة التي تفاقمت في الأيام الاخيرة بنت ساعتها أو نتيجة انفجار مفاجئ تسببت به عمليات صرف جماعية لمئات المعلمين فحسب، بل شكلت هذه الازمة نموذجاً حياً وساخناً للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتراجعة على نحو خطير في فترة تصريف الاعمال وانتظار تجاوز عقبات تأليف الحكومة الجديدة لتبين الخطط العملية لاحتواء هذا التراجع".
واضافت "لكن بدا واضحاً من وقائع ازمة تأليف الحكومة ان عودة التوتر الحاد بين فريقي "تفاهم معراب" أي "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" في الساعات الاخيرة قد أعاد أجواء الحلحلة والتفاؤل بامكان تأليف الحكومة قريباً الى نقطة البدايات بعدما انهارت أجواء التهدئة والهدنة التي أعلنها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وتوجت بزيارته لقصر بعبدا قبل أيام".
واشارت الصحيفة الى انه "كان السبب الحصري الذي فجر التهدئة الحملة الحادة التي شنها رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل ليل الاربعاء على "القوات" متهماً إياها بانها تتعامل مع "تفاهم معراب" على انه "لائحة طعام"، كما اتهمها بأنها لم تدعم العهد كما ينبغي وان حجمها يوازي نصف حجم التيار، وانتقد أداء وزراء "القوات".
وأثارت هذه الحملة تساؤلات أبعد من اطار الاتهامات المباشرة اذ اعتبرت بمثابة تأكيد لمعركة يقودها "التيار" ورئيسه مباشرة لمنع "القوات" ومعها "تيار المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي من الحصول على عشرة وزراء اي ثلث الحكومة بما يعني انها معركة تحديد الاحجام لمصلحة "التيار" وبعض حلفائه. واتسمت الساعات الاخيرة ببروز قرار "قواتي" واضح بالرد على باسيل ولو أدى الامر الى انهيار التهدئة الاعلامية.
ما بعد سقوط اتفاق معراب: من يكسُر الثاني أولاً؟
بدورها، رأت صحيفة "الاخبار" أنه "بعد ثلاثة أعوام على ورقة إعلان النوايا وعامين على اتفاق معراب بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، جلس الطرفان على كرسي الاعتراف: «الاتفاق ولد ميتاً». أما خريطة الطريق المقبلة، فإنها تحتاج إلى تفاهم لقراءة التفاهم بطريقة واحدة. غير أن سلوك الحزبين يبوح بما يصعب الإفصاح عنه: «معركة الرئاسة أولاً»".
وتابعت "سقطت ورقة إعلان النيات بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية سياسياً يوم خرج رئيس حزب القوات سمير جعجع ليؤيد استقالة أو إقالة رئيس الحكومة سعد الحريري. هذا «الانقلاب» القواتي على العهد وكل ما جاء في ورقة التفاهم واتفاق معراب على حدّ سواء، أعطى للعونيين ذريعة عدم التنسيق، ولو شكلياً، مع القوات، في الملفات السياسية اللاحقة وصولاً إلى تسليم الطرفين بصعوبة التحالف في الانتخابات النيابية".
واضافت "غير أن ارتفاع منسوب الخلاف السياسي بين هذين الحزبين المسيحيين، في المرحلة السابقة، بقي مضبوطاً من دون أن يتجرأ أحدهما على البوح بمكنوناته وصولاً إلى الإعلان أن التفاهم انتهى. ما فعله رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أول من أمس، كان بمثابة البوح «بالحقيقة كما هي» من وجهة نظر العونيين، من دون أن يقفل الباب على إمكان الخروج بورقة تفاهم جديدة مع القوات «أحسن من يلي قبلها»".
المؤلفون يربطون التأليف بقمّة هلسنكي وباسيل يُحبط لقاءات بعبدا
الى ذلك، قالت صحيفة "الجمهورية" إنه "لا جديد بعد على جبهة التأليف الحكومي، فمواقف الأفرقاء المعنيين به، المسافرين منهم والمقيمين، على حالها من التباين والتباعد، ولقاءات بعبدا الأخيرة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع كلّ مِن الرئيس المكلّف سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لم تثمِر بعد عند رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل الذي يفترض أن تحصل لقاءات بينه وبينهم، فجاء لقاؤه والحريري بنتائجه السلبية ليدفعَ إلى التشاؤم، وجاءت مواقفه التي أعلنها في مقابلته المتلفَزة مساء أمس الأوّل لترفعَ منسوب هذا التشاؤم وتبعثَ على الخوف من تأخّرِ ولادة الحكومة أكثر فأكثر".
واضافت "عكسَت المواقف التي نقلها زوّار عون عنه أمس مؤشرات إلى أنّ الولادة الحكومية لم تبلغ بعد مرحلة المخاض، إذ أكّد «أنّ الحكومة ستؤلَف في نهاية المطاف على أساس معيار علمي وموضوعي يتمثل في ترجمة الاحجام التي افرزَتها الانتخابات النيابية الى نسَب وزارية». وقال: «وفق الدستور، تعود مهمّة تشكيل الحكومة الى الرئيس المكلف بالتنسيق مع رئيس الجمهورية، وهذا يعني انّ لنا رأيَنا ايضاً ولا نوقّع فقط، من دون ان يكون هناك مساسٌ بصلاحيات أحد». ورمى كرةَ موعدِ تأليف الحكومة عند «المعنيين بتأليفها»، وقال: «لا بدّ لهم عاجلاً ام آجلاً من تسهيل ولادة الحكومة»".