ارشيف من :أخبار لبنانية
تفاهم معراب .. الطرفان قررا التنصل منه!
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على تفاهم معراب معتبرةً انه اعتباراً من الأمس، لم يعد سرياً وصار بمتناول الرأي العام بملء إرادة الطرفين اللذين قررا التنصل منه!
"تفاهم معراب" ينقلب حرب تشهير واستعادة للخصومة
بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت انه "اذا كان الرهان معقوداً على عودة الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري من اجازتيهما في الخارج الاسبوع المقبل لاعادة اطلاق حركة الاتصالات والمشاورات السياسية سعياً الى حلحلة العقد التي تعترض ولادة الحكومة الجديدة، فان المعطيات التي سادت حتى الساعات الاخيرة بدت أشد تعقيداً من ان تزال بمجرد معاودة الرئيس المكلف تحركه، خصوصاً مع اتساع الهوة بين الفريقين المسيحيين الاساسيين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية".
وأبلغت أوساط مطلعة "النهار" في هذا السياق ان الاتصالات التي ستجري الاسبوع المقبل ستكون على درجة عالية من الاهمية، خصوصاً لجهة وضع مختلف القوى السياسية امام مسؤولياتها في تسهيل عملية تأليف الحكومة وخفض السقوف العالية للمطالب والاشتراطات ووقف المعارك الجانبية الناشبة على هامش تعقيدات عملية التأليف.
وستنطلق هذه المشاورات من نقطة أساسية باتت تشكل محظوراً لا يمكن الرئيس المكلف تجاهله في اتصالاته المقبلة وهي ان الواقع الاقتصادي والمالي، وان يطم لا يزال محصناً بمناعة الاجراءات المتينة المتخذة والتي يكررها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في كل مناسبة، الا ان الترف السياسي في استهلاك مزيد من الوقت والتعطيل والتأخير سيغدو عاملاً سلبياً يضاف الى العوامل الضاغطة على الاستقرار الاقتصادي والمالي والاجتماعي، خصوصاً وسط تنامي الازمات والمشكلات الاجتماعية في ظل حكومة تصريف الاعمال حاليا.
النص الكامل لتفاهم معراب... أي وضع مسيحي غداً؟
بدورها اعتبرت صحيفة "الاخبار" أنه "اعتباراً من الأمس، لم يعد تفاهم معراب سرياً. صار الاتفاق بمتناول الرأي العام بملء إرادة الطرفين اللذين قررا التنصل منه ولو أنهما سيتسابقان على اتهام أحدهما للآخر بأنه يتحمل مسؤولية انفراط عقد التفاهم. رحلة التفاهم لم تستمر أكثر من ثلاثين شهراً، ومن بعدها، يدشّن العونيون والقواتيون مرحلة جديدة ستترك بصماتها على الوضع المسيحي خصوصاً واللبناني عموماً".
واضافت "لم يعد اتفاق معراب، بين التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية، سرّياً، على رغم أن صفحاته الأربع قد ذُيّلت في أعلاها بعبارة «سري للغاية» وباللون الأحمر. البداية كانت مع قول رئيس «التيار» الوزير جبران باسيل، إلى قناة الـ«أم تي في»، إنّه كان ينوي إحضار الاتفاق معه لكشفه على الهواء، ما دفع قيادة معراب إلى إزالة الشمع الأحمر عن اتفاق المصلحة هذا، وتسريب الشقّ السياسي منه، إلى الإعلام. لم تكد تمضي ساعات، حتّى أتى الردّ العوني، بتسريب المحضر كاملاً! أخيراً، انتهت جولات «الابتزاز» بين «الشريكين»، والتهديد عند وقوع أي خلاف، بتسريب نصّ الاتفاق".
وتابعت الصحيفة "إلا أنّ الأمور لم تقتصر على هذا الحدّ. فالتيار العوني والقوات اللبنانية، لا ينويان التراجع، قبل أن يُعرّي كلّ منها خصمه على الآخر. وقد تنافسا على إعادة تبادل الاتهامات، حول من منهما «سَبَق» الثاني إلى خرق الاتفاق".
«التيار»: لم يعُد لـ«القوات» حق المناصــفة... والتأليف في مهب التعقيدات
الى ذلك، قالت صحيفة "الجمهورية" إنه "يستمر ملف تأليف الحكومة مراوحاً في حلقة من التعقيدات الداخلية التي تستبطن تعقيدات خارجية، مترافقة مع تزايد الكلام في بعض الاوساط عن أنّ التأليف، وبسبب هذه التعقيدات ولأسباب أخرى، سيتأخر أشهراً، يقابله كلام يتوقع أصحابه الولادة الحكومية في غضون اسابيع وقبَيل عيد الاضحى حداً أقصى".
واضافت "لكن ما يرشح من أوساط المعنيين بالتأليف لا يبعث على توقّع ولادة الحكومة، لأنّ العقد المستحكمة على مستوى حجم حصص هذا الفريق من المقاعد الوزارية من جهة، وتوزيعة الحقائب الوزارية ونوعيتها من جهة أخرى ما تزال عصيّة على الحل، على رغم ما نُقل عن رئيس الجمهورية من انّ ما يحصل هو من طبيعة مرحلة ما قبل التأليف، حيث يرفع الأفرقاء سقوف مطالبهم ليحصلوا خلال التفاوض على الحصة التي يطمحون إليها".
وتابعت الصحيفة "يستمر مصير التأليف الحكومي في مهب تعقيدات متنوعة يزيدها تعقيداً التشنّج السياسي الذي ترتفع حدّته وتجعله سيّد الموقف، ولكن ثمة شبه إجماع على أنّ محركات التأليف تنتظر عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من إجازته، وكذلك تنتظر التزام الجميع التهدئة السياسية، وخصوصاً على جبهة «التيار الوطني الحر»ـ «القوات اللبنانية» التي تشهد تبادلاً بالاتهامات، في ضوء نشر ما سمّي البنود السرية لـ«إتفاق معراب»".