ارشيف من :مقابلات

مستشار رئيس الحكومة السورية يتحدّث لـ’العهد’ عن مستجدات الجنوب السوري

مستشار رئيس الحكومة السورية يتحدّث لـ’العهد’ عن مستجدات الجنوب السوري

للجنوب السوري حساباتٌ إقليمية سياسية كبيرة كما أن له حسابات عسكرية، لجهة حدوده مع كيان العدو الصهيوني المحتل، وإعادة رسم خط الجبهة مع العدو كما كان قبل اندلاع الحرب الإرهابية على سوريا. وزير أمن العدو هدّد باستهداف الجيش السوري في حال وصوله لمنطقة فض الاشتباك على الحدود مع الجولان المحتل حيث يتواجد تنظيم "داعش" الإرهابي منذ سنوات، في المقابل الجيش السوري مصمم على استعادة الجنوب بشكل كامل وبات هذا الأمر واضحاً جداً ومرتقباً إذ يبدو أنه سيبسط سيطرته على الجنوب خلال فترة وجيزة عبر العمل العسكري والتفاوضي، وسيصل للحدود مع الأردن ومع كيان العدو المحتل أيضاً، فما هي السيناريوهات السياسية القادمة؟

في سياق ذلك قال مستشار رئيس الحكومة السورية الدكتور عبد القادر عزوز لموقع "العهد" الإخباري  إنّ "معركة الجنوب السوري ليست معركةً عسكرية محض، فلها دلالاتها السياسية وطبيعة التشابك الإقليمي والدولي كان حاضراً لكن إرادة الجيش السوري ومحور المقاومة في استعادة سيادته على الجنوب السوري واضحة وكبيرة جداً، وانتفاضة أهالي درعا على التنظيمات الإرهابية شكّلت عاملاً مساعداً في تقويض تلك التنظيمات وسرعة تهاويها".

أضاف عزوز إنّ "هذا التشابك الإقليمي والدولي يرخي بظلاله حول طبيعة الصراع خاصةً وأن الكثير من الأطراف لم تكن تتوقع أن الدولة السورية يمكن أن تعود وتبسط سيادتها على الجنوب السوري، فعندما عمل الكيان الصهيوني على تهيئة الظروف لإخراج قوات الأندوف وإحلال تنظيم "داعش" الإرهابي بدلاً عنها، لم يكن يخطر بباله على الإطلاق أن تستعيد الدولة السورية سيطرتها على الجنوب السوري يوماً ما وتطالب بالجولان المحتل بعد أن عمل الكيان الصهيوني على اعتبار أنّ الجولان جزء من منظومته الأمنية".

اتفاقية فصل القوات عام 1974 هي الاتفاقية الوحيدة الناظمة للعلاقة بين سوريا وكيان العدو الصهيوني ككيان محتل، وبالتالي عودة قوات الأندوف إلى منطقة فض الاشتباك محل ترحيب من قبل الدولة السورية التي لن تسمح من جديد لكيان العدو الصهيوني بالتحالف مع تنظيم "داعش" الإرهابي بالعبث في الجنوب السوري من جديد وذلك حسب حديث عزوز الذي أكد لموقع "العهد" الإخباري أنّ "وزير أمن كيان العدو الصهيوني هدّد باستهداف الجيش السوري إذا اقترب من منطقة فض الاشتباك على الحدود مع الجولان المحتل ومما لاشك فيه أن الدولة السورية والجيش السوري على أهبة الاستعداد لأي سيناريو محتمل فيما بعد استعادة الجنوب أو أثناء عملية تحريره خاصة من قبل كيان العدو الصهيوني ورسائل الرد والردع الأخيرة التي قدمتها الدولة السورية من خلال وسائط الدفاع الجوي سواء للعدوان الصهيوني أو للعدوان الثلاثي الغربي كانت رسائل واضحة وجعلت من جميع الأطراف ينتقلون من أطراف الواقعية السياسية إلى قلبها"، مستبعداً أن ينفّذ كيان العدو الصهيوني مثل هذه التهديدات لأنّ هذا الأمر سينقل المواجهة إلى مرحلة المعركة غير المحدودة وبالتالي باتت المواجهة مفتوحةً على كل الاحتمالات وهذا ما لا يستطيع كيان العدو تحمله".

وأضاف أنّ "معركة الجنوب السوري واضحة للجميع، والأطراف الدولية بما فيهم أمريكا يبحثون عن حماية أوضاعهم في مرحلة ما بعد الجنوب السوري".

وحول الموقف من الأردن قال عزوز لموقع "العهد" إن "هناك اعتبارات عديدة فيما يتعلق بالجانب الأردني والرئيس بشار الأسد قد أرسل رسالة حسن نوايا إيجابية للأردن وتمنيات بالخير والاستقرار له في وقت سابق، وبالتالي لا بد من العقلاء والحكماء في الأردن أن يعملوا على تلبية تطلعات أمنهم الوطني وعلاقات المنافع المتبادلة وحسن الجوار مع سوريا، فمن المفترض اليوم بعد الأزمات العميقة التي يشهدها النظام الأردني أن يعمل المسؤولون الأردنيون على التعبير عن تطلعات أمن الأردن الإقليمي أكثر من أن يعبروا عن تطلعات أمن الكيان الصهيوني والأمن القومي الأمريكي فمعبر نصيب دلالة على العلاقات الطبيعية ما بين سوريا والأردن وطبيعة المنافع الاقتصادية المتبادلة التي يمكن أن تلعب دوراً أساسياً في قادم الأيام بما ينعكس إيجاباً على الأوضاع الداخلية الأردنية وبالتالي فتح معبر نصيب مصلحةٌ وطنية أردنية".

2018-07-07