ارشيف من :آراء وتحليلات
معركة الجنوب السوري.. تراكمٌ للانجازات
يقّر أعداء سوريا أن ما تحقق في الأسبوعين الماضيين في الجنوب السوري لم يأت من فراغ. شكلت الأحداث تراكما استراتيجيا للانتصارات التي حققها الجيش السوري في السنوات الأخيرة على كامل مساحة الدولة السورية، بدعم من ايران وحزب الله وروسيا في مواجهة المخطط التآمري الذي حاكته ونفذته الادارات الأميركية بدعم مباشر من الغرب وبعض أنظمة الخليج وكيان العدو الاسرائيلي بحق سوريا ودورها ومستقبل شعبها.
تعكس انتصارات الجنوب السوري في الوقت نفسه هزيمة المشروع المعادي لسوريا في وقت لم يكن متوقعاً من هذا التحالف الاقرار بالهزيمة وعدم القدرة على نجدة المجموعات الارهابية المسلحة. فماذا تعني هذه الانتصارات وما هي ارتداداتها الايجابية على وحدة سوريا ومحور المقاومة؟
مصدر دبلوماسي مطلع يرى في حديثه لموقع "العهد" الاخباري أن ما تحقق من انجازات مؤخراً في جنوب سوريا يحمل الكثير من الأبعاد الاستراتيجية، أبرزها ثلاثة:
- البعد الأول: تسليم الأميركي ومعه كل المنضوين في العدوان على سوريا بأن دمشق ومعها كل الحلفاء مصممون على استكمال المعركة ضد الارهاب مهما كانت الظروف والمعطيات المتصلة بدعم واشنطن ومن يتحالف معها في دعم هذا الارهاب، وصولا الى استعادة كل ما تبقى من مناطق خارج سيطرة الدولة السورية وسيادتها.
- البعد الثاني: سقوط كل ما عمل عليه العدو الاسرائيلي طوال سنوات الأزمة بهدف انشاء "شريط حدودي" يكون تحت سيطرة المسلحين ويعمل بخدمة كيان الاحتلال على غرار ما سمي بعملاء "جيش لحد الجنوبي" في لبنان قبل أن تُسقط المقاومة هؤلاء العملاء. بالتالي سقط كل ما حاول هذا العدو إحداثه من متغيرات في المناطق المحاذية للجولان السوري المحتل، ولذلك يقول المصدر إن وصول الجيش السوري الى هذه المناطق وإخراج المسلحين منها أصبح مسألة ايام فقط.
- البعد الثالث: اسقاط محاولات الأميركي وحلفائه للحؤول دون تمكن الجيش السوري من إعادة سيادة الدولة، بما في ذلك الوصول الى الحدود مع الاردن. وقد ظهر واضحاً هذا المخطط من خلال اطلاق حملة كاذبة حول ما يصيب المدنيين نتيجة تقدم القوات السورية هناك، كما هي الحال مع كل انجاز يحققه الجيش السوري. بينما في واقع الأمور تهدف المزاعم الى منع هزيمة المسلحين واقفال طرق امدادهم من الاردن.
لكن يبقى السؤال، ماذا بعد انتهاء معركة الجنوب السوري؟ وقبل ذلك، ما هي التوقعات حيال المناطق المحاذية للجولان المحتل في القنيطرة ومحيطها؟
في تأكيد المصدر أن لا عودة عن استعادة كل المنطقة المحاذية للجولان دون أي تنازلات أو شروط يحاول الاميركي تمريرها على خلفية ما يطرحه قادة العدو الاسرائيلي من أوهام تتعلق بطبيعة هذه المنطقة وكيفية تعاطي الدولة السورية معها.
وكذلك الامر - بحسب المصدر الدبلوماسي - فإن قرار القيادة السورية بتوافق كامل مع حلفائها، هو استعادة كل مناطق الشمال السوري التي لا تزال خارج سيادة الدولة. المصدر يلاحظ أن الاميركي الذي تعرض لهزائم كبيرة في المنطقة لا يستبعد أن يضطر لسحب قواته التي تحتل بعض مناطق الشمال السوري، داعياً الى انتظار قمة هلسنكي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والاميركي دونالد ترامب وما قد يحصل في الاسابيع المقبلة في هذا الخصوص.