وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" حلف شمال الأطلسي "الناتو" بأنه الحلف العسكري الأنجح في التاريخ، مشيرة في الوقت نفسه إلى كثرة التساؤلات عما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عازم على تخريب هذا الحلف.

وقالت الصحيفة "إن الحلف هو جوهر العالم الليبرالي بقيادة أميركا، والذي امتد الى آسيا واعتمد على شبكة من المؤسسات الدولية، بما فيها الامم المتحدة والبنك الدولي"، وتابعت "ويبقى لـ"الناتو" دور مركزي لجهة المبادرات الأمنية الأميركية الكبرى، وسط ما يشهده العالم من صعود الصين وتوسع مراكز السلطة المتنافسة من الهند إلى السعودية، وكذلك زيادة الهجرة من الشرق الأوسط وإفريقيا والاضطرابات الناتجة عن العولمة".

في المقابل، رأت الصحيفة أنه "يتم إضعاف "الناتو" من الداخل، مشيرة في هذا الإطار إلى امتناع أعضاء الحلف عن دفع ما يكفي من المال على الأمور الدفاعية، فضلا عن تصاعد النزعة القومية والأنظمة الاستبدادية في دول أعضاء مثل تركيا والمجر وبولندا"، بحسب تعبير الصحيفة.

وعن السبب الأكبر في إضعاف "الناتو"، رجحت الصحيفة أن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأضافت "يبدو أن ترامب يفضل الرئيس الروسي فلادمير بوتين على حلفاء أميركا الأوروبيين".

وإذ لفتت الصحيفة الى اعتماد "الناتو" الدائم على قيادة الولايات المتحدة، قالت "ترامب ليس فقط لا يريد ان يقود الغرب وإنما قام بتشويه سمعة "الناتو" وترهيب قادة هذا الحلف، إضافة إلى اتهامه "الناتو" والاتحاد الأوروبي باستغلال السخاء الأميركي".

وتابعت الصحيفة "لم يبد ترامب أي استيعاب لقوة الشراكة، كما دمر الثقة التي اكتسبتها أميركا على مدار العقود مع حلفائها من خلال هجومه الكلامي على التحالفات"، وخلصت الصحيفة إلى أن ترامب بذلك قدم خدمة لبوتين في مسار تقسيم الغرب.

واتهمت الصحيفة أعضاء الكونغرس الجمهوريين بـ"الصمت إزاء تقويض ترامب لتحالفات أميركا"، وأضافت "يفترض أن يقرر "الناتو" إجراءات جديدة لاحتواء روسيا، من ضمنها إنشاء قيادتين عسكريتين جديدتين، وتكثيف الجهود في مجال الحرب الإلكترونية ومحاربة الارهاب،اضافة الى الموافقة على خطة جديدة لتسريع عملية ارسال القوات والتجهيزات العسكرية الى بولندا ودول البلطيق من اجل ردع اي عدوان روسي"، بحسب تعبير الصحيفة.

وفي الختام شددت الصحيفة على أن "النتيجة الأهم لقمة "الناتو" يجب ان تكون التزاما واضحا بقوة الحلف واستعداده للمساهمة بالاستقرار والتكيف مع التحديات المستقبلية"، موضحة أنه "يتوجب على ترامب أن يقطع مثل هكذا التزام في ظل عدم وجود رؤية متماسكة له حول كيفية تعزيز الأمن في العالم دون وجود الحلف".