ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
الصفحة الاجنبية: العلاقات الاميركية الاوروبية ستشهد مرحلة حاسمة خلال الاسابيع المقبلة
اعتبر دبلوماسيون اميركيون سابقون ان العلاقات الاميركية الاوروبية ستمر بمرحلة حاسمة خلال الاسابيع المقبلة،وذلك على ضوء قمة الناتو التي تبدأ يوم غد والتي تستمر يومين،يليها اللقاء المرتقب بين الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والروسي فلادمير بوتين. وفي سياق غير بعيد اعتبر خبراء ان ترامب امام فرصة لتسجيل انجاز كبير في قمته مع ترامب،لكنهم شددوا على ان ذلك يتطلب عدم الاصغاء الى نصائح المعسكر المعادي لروسيا في اميركا ووضع "اهداف واقعية قابلة للتحقيق". كذلك اشار صحفيون الى ان زيارة ترامب بعد ايام الى بريطانيا تأتي بتوقيت سيء جداً بالنسبة الى لندن،وذلك بعد استقالة عدد من الوزراء بحكومة “Theresa May”.
مرحلة حاسمة للعلاقات الاميركية الاوروبية
كتب السفير الاميركي الاسبق لدى حلف الناتو “Robert Hunter” مقالة نشرت على موقع “LobeLog” وصف فيها الاسبوعين المقبلين بانهما قد يكونان حاسمين للعلاقات الاميركية الاوروبية وخاصة العلاقات بين اميركا وحلف الناتو.
واشار الكاتب الى ان قادة دول الناتو سيجتمعون في بروكسل بتاريخ الحادي عشر والثاني عشر من تموز يوليو الجاري،وذلك قبل ان يجتمع ترامب مع نظيره الروسي فلادمير بوتين بالعاصمة الفنلندية “Helsinki” بتاريخ السادس عشر من تموز/يوليو الجاري.
الكاتب لفت الى ان "صلابة" امن الغرب والتلاحم بين الحلفاء مهدد اليوم ليس من قبل موسكو على قدر ما هو مهدد بسبب "الافعال غير الديمقراطية" في بلدين اطلسيين اثنين على الاقل وهما بولندا والمجر،اضافة الى بعض التطورات السياسية المثيرة للقلق في كل من رومانيا وايطاليا والنمسا وحتى في المانيا وان كان بدرجة اقل.كذلك قال ان الضغوط التي يواجهها الاتحاد الاوروبي والتي تعود بشكل كبير الى تدفق اللاجئين من الشرق الاوسط والذي يعود بدوره الى حد كبير الى الاجتياح الاميركي للعراق،انما تعتبر ايضاً تهديدات كبرى لامن اوروبا وتصب لمصحلة بوتين بشكل مباشر.كما اردف بانه وفيما يتعلق بازمة الهجرة التي تواجهها اوروبا،فان الولايات المتحدة لم تقدم اي مساعدة اطلاقاً سواء في حقبة اوباما او حقبة ترامب.
وتابع الكاتب بان ترامب يدعم بالكامل ضرورة ان يزيد الحلفاء الاوروبيين الانفاق على "الدفاع" لتصل نسبة الانفاق هذه الى اثنين بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي لكل بلد عضو في الناتو.واردف بان ترامب انما يعتقد ان الكثير من الحلفاء الاطلسيين يتمكنون من "الركوب المجاني"،ويريدون من الولايات المتحدة ان تأخذ امنهم بجدية اكثر مما يفعلوه هم انفسهم. كما قال ان ترامب انما يعتبر ان الحلفاء يستغلون الولايات المتحدة في الامور الدفاعية وايضاً التجارية.
الكاتب نبه الى ان الانسحاب من "مسؤوليات الولايات المتحدة العالمية" التي "تتشاركها مع دول اخرى" لا يتطلب فقط ان يستخدم ترامب سلطاته كرئيس،بل ان اي انسحاب من هذا النوع يجب ان يحظى بدعم كامل من الكونغرس والقطاع الخاص وغير الحكومي.وشدد على ان الانخراط مع بقية العالم والعمل مع اطراف اخرى وفق قواعد متفق عليها ليس خياراً،وعلى ان بعض هذه القواعد تعتبر الزامية بسبب الاقتصادات العالمية وحاجات الدول والمجتمعات،بما في ذلك الولايات المتحدة. كذلك جزم بان ترامب لا يمكنه ان يغير هذه الحقائق.
وقال الكاتب ان على ترامب ان يذهب الى قمة الناتو ويظهر "حسن السلوك" ويتجنب توجيه الاهانات الى القادة الآخرين،وكذلك ان لا يوجه تهديدات حول تقليص الانخراط الاميركي في اوروبا في حال عدم قيام الحلفاء الاوروبيون بزيادة الانفاق على المسائل الدفاعية والاستجابة لمطالب ترامب في مجال التجارة.كما اضاف بان "حسن سلوك" ترامب قد يساعد بطمأنة الحلفاء قبيل لقائه بوتين،وكذلك قد يساعد بطمأنتهم بانه لن يخدع "بتملق الزعيم الروسي" (وفق تعبير الكاتب) ولن يوافق على اي صفقات كبرى "ربما تكون بالشرق الاوسط" والتي تتعارض ومصالح الغرب الجوهرية.
كما قال ان ذلك قد يساعد بقبول ما يقوله ترامب عن ضرورة ان يتعامل الغرب مع روسيا "الصاعدة مجدداً".
وبنفس الوقت اكد الكاتب على ضرورة ان يلتزم ترامب بالمادة الخامسة من معاهدة الناتو،وهي المادة التي تقول ان اي هجوم على اي من الدول الاعضاء بالحلف يعد هجوم على جميع اعضائه.وشدد على ان هذا الالتزام هو جوهر الحلف ويشكل السبيل الاهم لمنع حدوث اي "اعتداء عسكري روسي" (بحسب تعبير الكاتب) على اي حليف اطلسي او اي من البلدان الاخرى في اوروبا. واعتبر ان التزام ترامب بهذه المادة هو افضل ما يمكن ان "نأمل به".
ترامب امام فرصة لتسجيل انجاز كبير في لقائه مع بوتين
من ناحية اخرى، كتب الباحث “Ted Galen Carpenter” مقالة نشرت بمجلة “The American Conservative” قال فيها ان موقع واشنطن "المهيمن" قد تسبب "بعادات سيئة في السياسة الخارجية".
واوضح الكاتب انه وبسبب غياب المتنافسين لفترة طويلة، يبدو ان القادة الاميركيين لم يعودوا يتقنون "فن الدبلوماسية الماهرة".واضاف بانه وحتى قبل مجيء ادارة ترامب،فان السياسة الاميركية اظهرت "الكبرياء المتزايد" وغياب الواقعية حيال الاهداف الدبلوماسية.كما اردف بان القمة المقبلة بين ترامب ونظيره الروسي فلادمير بوتين انما تشكل فرصة لاعادة استيعاب "متطلبات الدبلوماسية الفاعلة".غير انه حذر بالوقت نفسه من ان المقاربة السيئة بهذه القمة ستؤكد على التداعيات السلبية لمقاربة واشنطن "الجامدة" حيال الشؤون العالمية،بحسب تعبير الكاتب نفسه.
و اشار الكاتب الى ان الكثير من الساسة و الخبراء الاميركيين يبدو انهم يعتقدون انه يجب وضع مطالب "غير واقعية" عند التعامل مع اي خصم، ومن دون التلميح حتى الى تقديم اي تنازلات حقيقية.كما وصف غياب الواقعية بانه مذهل.
الكاتب اعتبر كذلك ان امام ترامب فرصة لتحقيق نجاح خلال القمة مع بوتين يكون اكبر حتى مما حققه مع الزعيم الكوري الشمالي “Kim Jong Un” (وفق قول الكاتب).الا انه شدد على ضرورة ان يقوم ترامب بتغيير السياسة الاميركية المتبعة حالياً حيال روسيا و ان يرفض نصائح و مطالب المتشديين المعادين لموسكو.و اضاف بانه على ترامب ان يميز ما بين "الاهداف القابلة و غير القابلة للتحقيق"،و ان يكون مستعداً لتقديم تنازلات حقيقية الى بويتن من اجل تأمين "الاهداف القابلة للتحقيق".
وهنا اشار الكاتب الى ان بعض مطالب واشنطن الحالية هي غير واقعية،و قال بهذا الاطار ان روسيا لن تتخلى عن جزيرة القرم ولن تعيد هذه المنطقة الى اوكرانيا.كما اضاف بان قيام موسكو بضم القرم اصلا كان و لو جزئياً رد على الخطوات "الاستفزازية" (بحسب تعبير الكاتب نفسه) من قبل الولايات المتحدة و بعض الدول الاوروبية في اطار دعم المتظاهرين الذين اخرجوا الرئيس الاوكراني السابق المنتخب “Victor Yanukovych” قبل انتهاء ولايته.
اما بالنسبة الى سوريا فقد قال الكاتب ان الكرملين يريد بقاء الرئيس الاسد بالسلطة،و اعتبر ان هذا الموقف ليس بالموقف الشنيع نظراً الى الميول المتطرف لدى الجماعات التي تقاتل النظام في سوريا.واردف بان بوتين تجنب تواجد عسكري كبير في سوريا و خاصة على الارض،و اعتبر بالتالي ان بوتين على ما يبدو يريد ان يقتصر دور موسكو على حماية القاعدة البحرية في طرطوس و دعم الجيش السوري من الجو.كذلك تحدث عن وجود فرصة لدى واشنطن بالحصول على ضمانات من الكرملين بان لا يتعزز الدور الروسي في سوريا و حتى ان يتقلص هذا الدور.
غير ان الكاتب شدد على ان تأمين هذه الاهداف يتطلب ان تقدم الولايات المتحدة تنازلات الى بوتين.و هنا قال انه و في مقابل وقف الدعم الروسي "للانفصاليين الاوكرانيين" و قبول موسكو بنظام معادي لها باوكرانيا،فان ترامب يجب ان يكون مستعداً للتوقيع على اتفاق يتعهد بان لا تقترح و لا تصادق الولايات المتحدة على انضمام اوكرانيا او جورجيا الى حلف الناتو.وذكّر بان توسيع هذا الحلف شكل عاملاً اساسياً بتدهور العلاقات بين الغرب و موسكو.كما اردف بانه حان الوقت لوقف ما وصفه "هذا الاستفزاز"،و بان على ترامب ان يتعهد بانهاء المناورات العسكرية للناتو في شرق اوروبا والبحر الاسود،وذلك مقابل اصرار الولايات المتحدة على ان توقف القوات الروسية "انتشارها الاستفزازي" في “Kaliningrad” وعلى الحدود الروسية مع الدول الاعضاء بالناتو.
و من ثم عاد الكاتب و تطرق الى سوريا،وقال ان على ترامب ان يبلغ بوتين بان الولايات المتحدة ستوقف مساعيها الهادفة الى الاطاحة بالرئيس الاسد،واصفاً هذه المساعي بنفس الوقت بانها شكلت كارثة.و قال بهذا الاطار ان على الولايات المتحدة ان تعرض سحب جميع قواتها من سوريا خلال الاشهر الاثنا عشر المقبلة.و اعتبر ان مثل هذه الخطوات تعني القبول الضمني بروسيا القوة الخارجية الاهم من حيث النفوذ في سوريا.كما رأى ان مثل هكذا تنازل هو اعتراف بالواقع،مشيراً الى ان سوريا تبعد ما يقارب 600 ميل فقط عن الحدود الروسية،بينما تبعد 6000 ميل عن الاراضي الاميركية.وعليه شدد على ان مصالح موسكو في سوريا هي "مركزية" اكثر بكثير من مصالح اميركا هناك.
الكاتب تحدث عن فرصة لدى ترامب لتسجيل نجاح دبلوماسي خلال المحادثات مع بوتين،لكنه عاد و شدد على ان ذلك يتطلب تصحيح المسار لجهة كيفية تعامل اميركا مع الخصوم.وشدد على ضرورة ان يتخذ ترامب خطوة مهمة في اطار استعداد اميركا لاعادة "تعلم" تقنيات ما اسماه "الدبلوماسية القابلة للتحقيق".
بريطانيا تستعد لاستقبال ترامب وسط استقالات حكومية تهدد حكومة “Theresa May”
كتب “Curt Mills” مقالة نشرت على موقع “National Interest” قال فيها ان حكومة رئيسة الوزراء البريطانية “Theresa May” تواجه اصعب اختبار لها تزامناً مع زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى بريطانيا بعد ايام.
واشار الكاتب الى استقالة كل من وزير “Brexit” (الوزير المكلف بملف خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي) “David Davis” وكذلك استقالة وزير الخارجية البريطاني “Boris Johnson”.كما اضاف بان سبب هذه الاستقالات يفترض انه موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الاروبي.
ونقل الكاتب عن مصادر بان “Johnson” (وزير خارجية بريطانيا السابق) لما كان اقدم على الاستقالة لو لا حصوله على دعم من قبل شخصيات معروفة لتوليه منصب رئيس الوزراء.كما نقل عن مصادره بان محاولة عملية انقلابية على حكومة “May” ستتم على الارجح،لكن دون حتمية فرض مثل هكذا عملية.
هذا وقال الكاتب ان هذه التطورات تأتي بتوقيت سيء جداً لبريطانيا،اذ ينوي ترامب التوجه الى هذا البلد في اول زيارة له الى هناك كرئيس،ونبه الى ان خسارة “May” لمنصب رئاسة الوزراء تزامناً مع وصول ترامب سيشكل احراجاً كبيراً.
كذلك رجح الكاتب بان يستفيد ترامب من هذه الزيارة من اجل تاجيج مشاعر القومية والشعبوية،مذكراً بان ترامب كان قد ايد “Brexit” عندما كان مرشحاً.ونقل عن مصدر مقرب من البيت الابيض انه من المرجح ان يقوم ترامب بذلك مجدداً،كما اشار الى ان قوى شعبية اخرى ستحاول الاستفادة ايضاً.و بنفس الوقت اشار الى ان كبير استراتيجيي البيت الابيض السابق “Steve Bannon” (المعروف بانه من التيار القومي الشعبوي) سيقوم بالزيارة الثالثة له الى اوروبا هذا العام تزامناً مع زيارة ترامب.