ارشيف من :أخبار العدو
على خلفية التوتر على حدود غزة: ليبرمان في مواجهة شديدة مع المؤسسة الأمنية
معاريف- بن كسبيت
يدير وزير الحرب الصهيوني نزاعاً مع قيادة الجيش و"الشاباك" ويطالب بعمل مؤلم وواسع ضد حركة حماس يعيد الردع. ويدّعون في المؤسسة الأمنية أنهم لن يخرجوا إلى حرب بسبب طائرات ورقية.
وتختبئ خلف الكلام الذي أدلى به ليبرمان بالأمس في مستهل جلسة كتلة "إسرائيل بيتنا"، دراما ليست بسيطة وخلافات عميقة في قيادة المؤسسة الأمنية الصهيونية، حيث يدور الحديث عن مواجهة ليست سهلة بين ليبرمان وبين قيادة المؤسسة، وهي تدار حتى الآن تحت الرادار الإعلامي.
وكشف ليبرمان بالأمس خلال جلسة الكتلة جزء يسير من خلاف كبير يشق المؤسسة الأمنية في الأسابيع الأخيرة بخصوص الرد الصهيوني على "إرهاب الطائرات الورقية" في غزة.
في هذا الخلاف يجد ليبرمان نفسه في موقع أقلية أمام الجميع: قيادة الجيش من رئيس هيئة الأركان، مصلحة الأمن العام وهيئة الامن القومي، يعتقدون أنهم لن يخرجوا إلى حرب بسبب الطائرات الورقية. وأنه لا معنى من الإنجرار إلى تصعيد ودهورة المنطقة إلى مواجهة إضافية لن يستفيد منها أحد. في الجيش الصهيوني وفي المؤسسة الأمنية كلها يقترحون الإكتفاء بخطوات وسطية ومواصلة السعي لإيجاد حل لمسألة الطائرات الورقية والبالونات المشتعلة.
ليبرمان، يفكر بطريقة اخرى. وزير الحرب يدير نقاشاً حاداً، إرتفع أحياناً إلى نبرات عالية، مع قيادة المؤسسة الأمنية وطالب بعمل مؤلم، واسع، ضد "حماس" وقادتها، حتى ولو كان الثمن التصعيد أو تدهور الوضع إلى مواجهة شاملة في الجبهة الشمالية. خلافاً لقادة الجيش والمؤسسة الأمنية، الذين يفضلون القيام بجهد للعودة إلى التفاهمات وإلى قواعد اللعبة السابقة التي حددت بعد عملية الجرف الصلب، من دون الحاجة إلى مواجهة إضافية، ليبرمان يدفع ويضغط لتوسيع هام للرد العسكري الصهيوني ويدعي أنه "لا يدور الحديث عن طائرات ورقية بل تغيير في ميزان القوى، وتآكل مستمر في الردع الصهيوني وجرأة متزايدة لحماس.
هذه المواجهة ستنعكس، قريباً بالتأكيد، في جلسة "الكبينت" القادمة التي من المتوقع أن تناقش مسألة غزة. حتى الآن أعطى ليبرمان، كما رئيس الحكومة نتنياهو، دعماً هادئاً للؤسسة الأمنية في موقفها لإرهاب الطائرات الورقية. تجدر الإشارة إلى أن وزراء مثل نفتالي بينت وجلعاد إردن يدّعون أنه من اللحظة الأولى يجب على الجيش التعامل مع مطلقي الطائرات الورقية على أنهم إ رهابيين وتنفيذ تصفية مركزة ضدهم. الآن ينضم أيضاً الوزير المسؤول عن المؤسسة الأمنية إلى هذا المعسكر المعارض.
موقف رئيس الحكومة نتنياهو هو الذي سيحسم كفة النزاع. نتنياهو سيضطر إلى الإختيار بين ميله نحو تهدئة الجبهة الجنوبية وعدم السعي للإشتباك، لإنهاء العمل الصعب والأكثر تحدياً في الشمال، وبين إلتزام دولة سياديةأمام سكانها، القابعين تحت عبء الحرائق منذ أكثر من مئة يوم، والحل لا يبدو في الأفق.