ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
كيف تحاول الإمارات إقناع ترامب بخروج إيران من سوريا؟
قدم ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد صفقة على أحد محواريه الأميركيين القدامى، تقضي بإجبار واشنطن على رفع العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية ملف جزيرة القرم مقابل تسوية النزاع في سوريا، وذلك قبيل الانتخابات الرئاسية الاميركية الأخيرة خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2016.
وأشارت مجلة “The New Yorker” في تقرير لها، إلى ان بن زايد لم يكن الوحيد المؤيد لهذه الخطوة، وكان معه كل من السعودية و الكيان الصهيوني، وتابعت ان مسؤولين من الأطراف الثلاث شجعوا نظرائهم الاميركيين مراراً على النظر برفع العقوبات عن روسيا (العقوبات المفروضة على خلفية ملف جزيرة القرم)، مقابل مساعدة الرئيس الروسي فلادمير بوتين في "اخراج القوات الايرانية من سوريا".
التقرير لفت الى ان الخبراء الاميركيين اعتبروا انه لا يمكن انجاز مثل هذه الصفقة حتى وان كان ترامب مهتم بها"، مضيفا ان الخبراء يرون ان بوتين ليس لديه المصلحة ولا القدرة على الضغط على "القوات الايرانية" و جعلها "تغادر سوريا".
وذكر ان المسؤولين الاميركيين أكدوا ان سوريا واوكرانيا ستكونان من بين الملفات التي ستبحث خلال القمة المرتقبة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين يوم الإثنين المقبل في العاصمة الفنلندية “Helsinki”.
ووفقا للتقرير، فإن المحقق الخاص المكلف بالتحقيق حول تدخل روسيا بالانتخابات الرئاسية الاميركية عامRobert Mueller 2016، يحقق حول ما إذا كانت دولة الامارات قد لعبت دوراً بتسهيل الاتصالات بين فريق ترامب ومسؤولين روس، وحول ما اذا كانت قد سعت إلى التأثير على السياسات الاميركية.
التقرير اضاف ان مسؤولين صهاينة ضغطوا من أجل تحقيق التقارب بين واشنطن و موسكو عقب فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية. ونقل عن مصادر مضطلعة ان السفير الصهيوني لدى واشنطن “Ron Dermer” قد أكد في احدى اللقاءات المغلقة خلال الفترة الانتقالية بعد فوز ترامب، انحكومة العدو تشجع ادارة ترامب على تكثيف التعاون مع بوتين "بدء من سوريا"، وذلك على امل اقناع موسكو بدفع الإيرانيين "الى خارج البلاد".
ونقل التقرير عن مسؤول اميركي سابق انه اجرى محادثات مع وزير صهيوني مقرب من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، وذلك بعد مراسم تنصيب ترامب، حيث طرح فكرة مقايضة اوكرانيا بسوريا.
وتابع التقرير ان الفكرة نفسها طُرحت بعد ان تسلم ترامب الرئاسة، من قبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ووزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد، خلال عشاء خاص في شهر آذار/مارس العام الماضي حضرته شخصيات اخرى. ونُقل عن احد الحاضرين ان الرسالة التي طرحت كانت رفع العقوبات عن روسيا مقابل جعل الروس يُخرجون إيران من سوريا.
وقال التقرير ان "التوقيت وقتها كان سيء جداً بسبب تحقيق “Mueller” ومساعي الكونغرس لتوسيع العقوبات على روسيا"، لافتا الى انه قبيل قمة “Helsinki” اشار ترامب إلى انه قد يكون مستعد لابرام صفقة مع بوتين.
و اشار التقرير إلى دعوة ترامب في 8 حزيران/يونيو الماضي الى اعادة ضم روسيا الى مجموعة الدول الثماني الكبرى، مذكرا بالتقارير التي افادت بان ترامب اعتبر ان جزيرة القرم هي روسية لان سكانها يتحدثون اللغة الروسية، وذلك في تعليق له على هامش قمة الدول السبع في كندا.