ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
دبلوماسي أميركي: لإصلاح حلف الناتو
اعتبر الدبلوماسي الأميركي السابق المعروف "زلماي خليل زاد" أن انتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدول "حلف الناتو" مبررة، مشدداً على ضرورة القيام بعملية اصلاح لحلف "الناتو" اذ أن الحلف لا يمكن أن يستمر بشكله الحالي، على حد قوله.
وأضاف "زلماي خليل زاد" في مقالة له نشرت على موقع "ناشيونال إنترست" إن "الحلف يعاني من المشاكل على صعيد تركيبته وتجهيزاته وتمويله بحيث لا يستطيع التعامل مع المشكلتين الامنيتين الكبيرتين في المنطقة الاوروبية وهما "روسيا العدائية" وتمدد انعدام الاستقرار والارهاب من الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، وفق تعبير الكاتب.
وتابع الكاتب أنه يمكن القول إن بعض دول الناتو تقوم "بتمكين" التهديد، مشيراً الى أن المانيا تشتري كميات ضخمة من الغاز الروسي وذلك يعطي الرئيس الروسي فلادمير بوتين "تمويل مستمر".
وقال الكاتب إن التعامل بفاعلية مع هذه التحديات بشكل متساو ومستدام بين الحلفاء يتطلب إعادة التفاوض على الشراكة وإعادة تعريف الأرضية المشتركة لحلف الناتو، معتبراً أن هذا أيضاً يصب بمصلحة أوروبا.
وزعم الكاتب أن دول "الناتو" تواجه لأول مرة تهديداً مباشراً من روسيا، وتطرق الى ضرورة اتخاذ اجراءات استعدادية لمواجهة "التهديدات" من روسيا. كما تحدث عن تهديد من الجنوب يتمثل بتدفق اللاجئين من الشرق الاوسط، معتبراً أن الناتو بتركيبته الحالية لا يستطيع معالجة هذا التهديد.
ولفت الكاتب الى أن العديد من دول الناتو قاموا بما يشبه نزع أسلحتهم منذ نهاية الحرب الباردة، وثماني دول فقط من بين الدول الاعضاء البالغ عددهم 28 ينفقون نسبة 2% من الناتج المحلي الاجمالي على المسائل الدفاعية (وهي النسبة المحددة التي يجب أن تنفقها الدول الاعضاء)، أما الولايات المتحدة تواجه قيودًا ماليةً ومطالبًا بتولي مسؤوليات دولية أخرى وخاصة في غرب المحيط الهادىء.
وتابع أن العديد من الدول الاوروبية في "الناتو" لديها فائض تجاري مع الولايات المتحدة، وذلك يعطي مصداقية لما يقال عن استغلال الولايات المتحدة من قبل هذه الدول.
وأردف الكاتب إن المحاولات "اللطيفة" من قبل رؤساء أميركيين سابقين لجعل الاوروبيين ينفقون أكثر على الامور الدفاعية قد فشلت، ومطالب ترامب في المقابل حول مشاركة الاعباء بشكل أكبر بدأت تؤثر.
وأشار الكاتب الى أن أعضاء الناتو يتفقون على خطط معينة وعلى القدرات المطلوبة من أجل مواجهة التهديدات من الشرق والجنوب إضافة الى توزيع المهام.
وشدد على أن الولايات المتحدة يجب أن توجه رسالة صريحة الى دول "الناتو" أن هذه الدول نفسها يجب أن تتحمل المسؤولية الاكبر بهذه الترتيبات الجديدة، وعليها أن تفهم أن الشارع الاميركي يتوقع من الدول الغنية أن تدافع عن نفسها لوحدها مع دور داعم فقط للولايات المتحدة وبحسب الحاجة.
وقال الكاتب إن واشنطن يجب أن توجه رسالة واضحة بأن الالتزام الاميركي بالبند الخامس من ميثاق الحلف (البند الذي يقول إن أي هجوم عسكري على أي من أعضاء الحلف يعتبر هجوماً على كل أعضائه) مرهون بما أسماه "الآداء الاوروبي" بهذا الاطار.
وأوضح الكاتب أنه وفقاً للترتيب الجديد بتقاسم المهام، يتولى حلفاء أميركا الاوروبيون الدور الاساس بحماية أمن أوروبا، وتتولى كل من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية واستراليا الدور الاساس بحماية الامن في غرب المحيط الهادىء.
وأردف "زلماي خليل زاد" إن اميركا وحلفائها الدوليين والاقليميين سيتقاسمون الأدوار بحماية أمن الشرق الاوسط.
وتابع الكاتب أن الولايات المتحدة يجب أن تقود عملية التخطيط في الناتو فيما يخص مواجهة "التهديد الروسي في شمال شرق أوروبا"، من أجل تطوير "متطلبات القوات القادرة على ردع" وحتى "هزيمة" أي "اعتداء روسي تقليدي او غير تقليدي".
وطرح بهذا الاطار إنشاء قوة برية تدمج ما بين قواة المشاة الخفيفة التي "استخدمها حزب الله ضد القوات الصهيونية"، وفق تعبير الكاتب نفسه، مع وحدات السلاح الثقيل.