ارشيف من :أخبار لبنانية

لقاءات ’بيت الوسط’ تكشف تعقيدات الحكومة.. وبري يلوّح بجلسة ’تشاور’

لقاءات ’بيت الوسط’ تكشف تعقيدات الحكومة.. وبري يلوّح بجلسة ’تشاور’

ركّزت الصّحف الصادرة صباح اليوم من بيروت على عدد من المواضيع الهامة، حيث عكست حركة اللقاءات الكثيفة التي شهدها "بيت الوسط" أمس بلوغ التعقيدات التي تعترض عملية تأليف الحكومة ذروة السباق بين جهود الحريري من أجل اختراق هذه التعقيدات والتصلب الحاصل في بعض المعطيات الاساسية التي تقف وراء استمرار المأزق.

دوليًا، وبعد المصالحات في الجنوب السوري، يتجه الجيش الى فتح معركة مع تنظيم "داعش الجنوب" الإرهابي، ورئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو ينقل قلقه من التواجد الإيراني جنوب سوريا إلى موسكو ويلتزم بالتهدئة، هذا في وقت يشيد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي أكبر ولايتي بالتفاهمات الإيرانية الروسية.


"النهار": استنفار في "بيت الوسط" ولا آفاق انفراج

بداية مع صحيفة "النهار" التي رأت أن "حركة اللقاءات الكثيفة التي شهدها "بيت الوسط" أمس وخصوصاً في الفترة المسائية عكست بلوغ التعقيدات التي تعترض عملية تأليف الحكومة ذروة السباق بين جهود الرئيس المكلف سعد الحريري من أجل اختراق هذه التعقيدات والتصلب الحاصل في بعض المعطيات الاساسية التي تقف وراء استمرار المأزق. ويبدو ان الساعات المقبلة ستكون شبه حاسمة لجهة رسم الاتجاهات التي ستسلكها الاتصالات والمشاورات الجارية حول تعقيدات التأليف في ظل المعطيات التي تجمعت لدى الرئيس الحريري والتي بدا واضحاً انها لا تزال تنطوي على كثير من الغموض، بمعنى ان أي انفراج في عملية التأليف لا يزال مستبعداً في وقت قريب أقله استناداً الى الاجواء السائدة بعد موجة اللقاءات الاخيرة. واذ شكل اللقاءان البارزان اللذان عقدا بين الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع في "بيت الوسط" مؤشراً واضحاً لارادة الرئيس المكلف استعجال بت العقد التي تعترض مهمته، لم تعكس المعلومات المتوافرة عن هذه الجهود أجواء ايجابية مشجعة من حيث امكان تجاوز "الفيتوات " والشروط الموضوعة على مطالب الفريقين الاشتراكي و"القواتي" من الجانب الرئاسي و"التيار الوطني الحر".

وأعربت مصادر مواكبة للاتصالات لـ"النهار" عن قلقها من امكان اتخاذ المأزق وجهة اضافية من التعقيدات في ظل ما وصفته بازدواجية مرجعية التشكيل التي تتمثل في الشروط التي يتمسك بها فريق رئاسة الجمهورية و"التيار الوطني الحر" والتي تشكل عملياً منذ لحظة بروز التعقيدات التي اعترضت تأليف الحكومة اشكالية واقعية لجهة تجاوز صلاحيات الرئيس المكلف والتي من شأنها التسبب باحراج الرئيس الحريري ولو عمل الاخير حتى الآن على محاولة احتواء تداعيات هذه المسألة من دون التسبب باشتباك سياسي. وكشفت المصادر في هذا السياق ان الشروط التي وضعها الفريق الرئاسي و"التيار الوطني الحر" لا تزال تقف عند ممانعة اعطاء "القوات اللبنانية" اكثر من ثلاثة مقاعد وزارية لا تكون منها حقيبة سيادية، كما تتمسك بان تكون حصة رئيس الجمهورية خمسة مقاعد وزارية بينها نائب رئيس الوزراء بالاضافة الى ستة مقاعد وزارية لـ"التيار الوطني الحر"، وتتمسك أيضاً بأن يعطى مقعد وزاري درزي للنائب طلال ارسلان بما يعني ضمناً رفض اعطاء الكتلة الجنبلاطية ثلاثة مقاعد درزية.

وأضافت الصحيفة أنه "وفي ظل هذه التعقيدات كثف الرئيس الحريري حركة لقاءاته أمس على ان يقوم اليوم على الارجح بزيارة لقصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعرض التطورات ونتائج اللقاءات من مختلف جوانبها. وعلى أهمية لقاءي الحريري مع جنبلاط وجعجع، برز اجتماعه قبل الظهر مع سفراء وممثلي مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان التي أصدرت بياناً عن الاجتماع جاء فيه انها "قدمت خلال الاجتماع نسخة عن المذكرة التي كانت قد قدمتها أصلاً الى رئيس الجمهورية ميشال عون في 14 حزيران 2018. وتحدد المذكرة بعض المبادئ غير الرسمية للنظر فيها، تماشياً مع البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية الذي عقد في 8 كانون الاول 2017 وكذلك مع الوثائق الختامية للمؤتمرات الدولية التي عقدت في روما وباريس وبروكسيل خلال النصف الأول من العام 2018 بالإضافة إلى قرارات مجلس الامن ذات الصلة".

"الأخبار": سوريا: معركة «داعش الجنوب» تقترب

مع انضواء ما بقي من أحياء مدينة درعا خارج سيطرة الجيش، ضمن إطار «التسويات»، وقرب إنجاز تفاهمات مماثلة في ريف درعا الشمالي الغربي، تبقى المعركة المرتقبة ضد «جيش خالد» في وادي اليرموك، رهن حسم ملف ريف القنيطرة، بالتفاوض أو النار

يتجه الجيش السوري نحو إمساك كامل الحدود الشرقية لجيب «جيش خالد بن الوليد» في وادي اليرموك، مع قرب دخوله كامل بلدات ريف درعا الغربي، عبر اتفاقات «تسوية» تأخر إقرار مثيلتها عن الريف الشرقي، ولكنها باتت منجزة. بلدة طفس التي رفضت «المصالحات» في البداية، وشهدت معارك واسعة، انضوت تحت جناح التسويات، ودخلتها أمس في مرحلة أولية، قوات من الشرطة العسكرية الروسية، وفق ما تم التفاهم عليه في اجتماع جرى أول من أمس في بلدة بصرى الشام. وبخروج طفس واليادودة من حسابات المعارك، دخلت وحدات من الجيش أمس باتجاه تل الأشعري (غرب طفس)، ووصلت إلى أطراف بلدة جلّين، الخاضعة لسيطرة «جيش خالد»، كخطوة أولى نحو الدخول إلى جسر الأشعري والشيخ سعد، شمالاً، وإلى مزيريب ومحيطها الغربي، جنوباً. هذا التقدم إلى حدود سيطرة التنظيم، استجلب مناوشات على أطراف بلدة حيط، التي ما زالت تضم مسلحين من فصائل الجنوب، أبدوا استعداداً للتعاون مع الجيش والجانب الروسي في أي معركة مقبلة ضد «جيش خالد». المشاركة الجوية الأولى من نوعها، من حيث الكثافة، في العمليات في وادي اليرموك، أفرزت تصعيداً مع العدو الإسرائيلي، بعد إسقاطه طائرة استطلاع عبرت حدود الجولان المحتل، خلال قيامها بعمل استطلاعي فوق مناطق سيطرة «جيش خالد». وأشارت تصريحات جيش العدو إلى أن الطائرة لم تكن مزودة بأسلحة، بل بمعدات تصوير فقط، موضحة أنه تم التواصل مع الجانب الروسي، قبل إسقاطها، للتأكد من عدم تبعيتها لسلاح الجو الروسي، الذي كان ناشطاً أمس في محيط الجولان ووادي اليرموك.


وبعد دخول بلدات كفرشمس وكفرناسج وسملين وعقربا، طريق «المصالحات»، تتجه بلدات إنخل وجاسم والحارة، بدورها نحو هذا التوجه. وشهد أمس خروج عدد من المسلحين إلى نقاط الجيش، بمبادرة من بعض الوجهاء، وسلموا سلاحهم. غير أن الخلاف الرئيس الذي لا يزال يعيق إنجاز الاتفاق وتوقيعه، رفض عناصر «هيئة تحرير الشام» حتى الآن، لطرح «المصالحات»، وعزمهم مع مجموعات صغيرة من فصائل أخرى على خوض معارك مع الجيش. ويبدو أن ملف ترحيل المسلحين الرافضين «التسوية» إلى الشمال السوري، لا يزال مؤجلاً، لسبب غير معلن، في وقت تتحدث أوساط معارضة، عن رغبة في حصر كامل الراغبين في المغادرة، في كامل المنطقة الجنوبية، قبيل انطلاق العملية. وبالتوازي مع استمرار الفصائل المسلحة في ريف درعا الشرقي، في تسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة إلى الجيش، انتقل جزء كبير من وحدات الجيش التي ساهمت في معارك الريف الشرقي، والسيطرة على الحدود، إلى خطوط التماس القريبة من ريف القنيطرة، الذي قد يشهد جولة تصعيد عسكري، إن فشلت جهود التسويات. وفي موازاة هذه التطورات، يواصل الجيش وحلفاؤه معارك ضد «داعش» في بادية السويداء الشرقية، وسط محاولات التنظيم استعادة عدد من النقاط التي دخلها الجيش خلال هجومه الأخير، وشنه «غارات» على خطوط الإمداد هناك. ويأتي نشاط التنظيم بالتوازي مع انعقاد اجتماع جديد، اليوم، لأعضاء «التحالف الدولي» في بروكسيل، تزامناً مع انعقاد قمة «حلف شمال الأطلسي»، وبعد يوم واحد على اجتماع «المجموعة المصغرة» الخاصة بسوريا، والتي ضمت للمرة الأولى، وزير الخارجية المصري سامح شكري. وكان لافتاً في البيان الختامي لقادة «الحلف»، التنوية إلى أنه يجري «مراقبة وتقييم تهديدات الصواريخ البالستية، المحتملة من سوريا»، لكون الأخيرة تملك صواريخ «قد تصل إلى أراضي أعضاء «الحلف» وشركائه، على حد تعبير البيان.

البناء": تنياهو ينقل القلق إلى موسكو ويلتزم بالتهدئة... وولايتي يشيد بالتفاهمات الإيرانية الروسية

تحوّلت موسكو عاصمة سياسية أولى قبيل القمة التي ستجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث زارها بالتزامن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومستشار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران الدكتور علي ولايتي، والرابط بين الزيارتين قمة هلسنكي التي ستجمع الرئيسين بوتين وترامب، وعلى طاولتها مطالب ورؤى إسرائيلية وإيرانية متعاكسة تجاه مصير الملف النووي الإيراني والوضع في سورية، حيث لا تخفي موسكو اقترابها من الموقف الإيراني، بعدما بذلت جهوداً لإقناع نتنياهو بالتمسك بتفاهم فك الاشتباك مع سورية وعدم الانجرار وراء إغراءات التدخل والعبث بالجغرافيا السورية. وهو يعود إليها بعدما فات أوان الحديث عن فك الاشتباك من دون ربطه بمستقبل الجولان من جهة، وربط الوجود الإيراني ووجود حزب الله في سورية بمشيئة الدولة السورية وموقفها السيادي من جهة، ودرجة الاستعداد الأميركي والإسرائيلي للخروج من الجغرافيا السورية من جهة أخرى.

بالمقابل تتمسك روسيا وتشجع إيران على التمسك بالتفاهم حول ملفها النووي، رغم الانسحاب الأميركي منه، وتسعى لطمأنة إيران إلى أن صادراتها النفطية ومعاملاتها التجارية لن تتأثرا بالعقوبات الأميركية، خصوصاً بعد اجتماع فيينا الذي جمع وزراء خارجية إيران والدول الموقعة على التفاهم الستة ناقصاً واحداً، وما خرج به من توافق على اعتماد عملات الدول المستوردة المشاركة لسداد مستحقات إيران من مبيعات نفطها. وهو ما كشف عنه نائب وزير الخارجية الإيرانية عباس عرقجي بقوله «إيران والدول الأطراف في الاتفاق النووي، لن تستخدم الدولار الأميركي في تعاملاتها التجارية في ما بينهما»، مشيراً إلى أن «الاجتماع مع وزراء خارجية دول 4+1 الأطراف في الاتفاق النووي، الذي عقد الجمعة، طُرح خلاله مقترح ضرورة عدم استخدام الدولار في التعاملات التجارية بين إيران والدول الشركاء، وتنفيذ ذلك في أقرب وقت ممكن «ولفت إلى أن «المجتمعين بحثوا مقترحات عملية حول القطاع المصرفي و قطاع البترول أيضاً»، مشيراً إلى أن «من بين المواضيع الأخرى التي تمّ بحثها في الاجتماع هو البحث عن سبل إقامة استثمارات في إيران رغم العقوبات الأميركية».

الدكتور ولايتي الذي وصل موسكو استبق لقاءه بالرئيس بوتين بالإشادة بحجم التفاهمات الاستراتيجية التي تجمع روسيا وإيران في ملفات عديدة أبرزها التعاون في مكافحة الإرهاب والحرص المشترك على التفاهم النووي.

الوضع في سورية الذي كان حاضراً في لقاء نتنياهو مع بوتين، وسيحضر في لقاء ولايتي معه، وسيكون العنوان الرئيس لقمة بوتين وترامب، لا يزال يسابق القمة في توسيع رقعة الانتشار العسكري السوري جنوباً، حيث تمّ التوصل ليل أمس لتسوية مع الجماعات المسلحة في درعا البلد يضمن دخول الجيش إليها ويُنهي القتال فيها، ليصير القتال مع جماعات جبهة النصرة وتنظيم داعش في الجبهات الغربية الجنوبية عنوان الأيام المقبلة، في ظل سخونة تشهدها جبهة الجولان مع تصدّي الدفاعات الجوية السورية لتحرشات إسرائيلية في جبهة القنيطرة، وفشل التصدي الإسرائيلي لطائرة بدون طيار حلقت فوق الجولان المحتل، فيما الحديث عن التوجّه شمالاً بدأ قبل انتهاء معارك الجنوب، حيث تتخوّف الجماعات المسلحة من فتح الجيش السوري لجبهة إدلب، حيث تسيطر جبهة النصرة وينتشر في ريفها تنظيم داعش وتعجز الجماعات المسلحة المشاركة في اتفاقيات خفض التصعيد عن إنهاء وجودها وفقاً لتفاهمات أستانة، ما يرشّح وضع المدينة وريفها لسيناريو مشابه لما جرى في الغوطة وجبهات الجنوب.

2018-07-12