ارشيف من :أخبار لبنانية
التأليف الحكومي متعثّر ولا إيجابيات مع نهاية الأسبوع
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على تعثر تأليف الحكومة اللبنانية، مشيرةً الى ان الأسبوع الحالي سيُقفَل من دون أن تلوح في الأفق ملامح إيجابيات على خط التأليف.
أنظار الخارج على توازنات التأليف... وبري متفائل
بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت انه "لم "يفرج" رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره أمس عن المعطيات الاساسية أو التفصيلية التي دفعته الى ابداء تفاؤل مفاجئ بامكان ولادة الحكومة الجديدة في وقت قريب، لكن تفاؤله لم يقترن في المقابل بما يثبت ان الايام القريبة قد تحمل ترجمة للانفراج المأمول".
وتابعت "اذا كان بعض المعنيين بالاتصالات والمشاورات الجارية لتذليل التعقيدات التي تعترض تأليف الحكومة لا يستبعدون ان يكون اطلاق الرئيس بري بعض اشارات التفاؤل بمثابة وسيلة ضغط اضافية من أجل استعجال العملية، فان مصادر سياسية مطلعة قالت مساء أمس لـ"النهار" إن الايام المقبلة ستكتسب طابعاً مهماً للغاية من حيث بلورة نتائج المساعي الصامتة التي يبذلها الرئيس المكلف سعد الحريري لتجاوز العقد والعثرات التي لا تزال تواجهه والتي لمحت المصادر الى ان الساعات الاخيرة شهدت ملامح مرونة لحلحلتها ولو لم تكن مرونة كافية للقول إن كاسحة الالغام ستتمكن من اختراقها قريبا".
وأضافت أن ثمة رهاناً على ان يحمل الاسبوع المقبل ملامح توسيع لهذه المرونة، خصوصا بعدما برزت أمام المسؤولين حقيقة لا تحتمل تاويلاً واجتهاداً مفادها ان مزيداً من التأخير والتعطيل والمماطلة في تأليف الحكومة من شأنه أن يتسبب بمناخ خارجي وتحديداً دولي سلبي حيال النظرة الى الحكومة الجديدة في ظل معطيات تتخوف من ان يكون هدف بعض التعقيدات فرض أمر واقع قسري من خلال توازنات مختلة لمصلحة محور سياسي معروف.
الرئيس المكلف بين صلاحيات وهمية وعصي «الفيتوات»
بدورها، رأت صحيفة "الاخبار" انه "ليس مهماً بمغازيه قول الرئيس المكلف سعد الحريري - أو ما يُنسب إليه - أنه لن يعتذر، ولن يتخلى عن مهمته. لا أحد في وارد إنزاله من الطائرة بلا مظلة أو إخراجه من حيث هو. لكن أيضاً لا أحد يتوقع منه حكومة ليس الآخرون، بالمفرّق، هم الذين يؤلفونها".
واضافت "كلتا العقدتان الدرزية التي يمثلها النائب السابق وليد جنبلاط، والمارونية التي يمثلها قطبا التناحر على الزعامة المسيحية الوزير جبران باسيل والدكتور سمير جعجع، مبرّرتان. في الظاهر على الأقل. الأفرقاء الثلاثة خرجوا من انتخابات 2018 أقوى الرابحين، إذا كان لا بد من استثناء الانتصار الكاسح للثنائي الشيعي. جنبلاط، بعد الثنائي الشيعي، الأكثر تمثيلاً في طائفته، وباسيل رئيس الكتلة النيابية الكبرى، وجعجع حصل على أكثر من ضعف مقاعد كتلته في انتخابات 2009. هم القوى الفعلية، ليس المعنيين بتأليف الحكومة فحسب، بل بفرض شروطهم انسجاماً مع ما منحتهم إياه انتخابات أيار".
وتابعت "بسبب إصرارهم على شروطهم في المقاعد والحقائب يتعثر التأليف، ويصبح كل ما يقول به الرئيس المكلف سعد الحريري عن صلاحياته الدستورية هو في تأليف الحكومة من دون سواه، وتشبثه بها، غير مغزى وجدوى. ليس وحده دستورياً المعني بالتأليف ما دام التوقيع الأخير في المرسوم لرئيس الجمهورية ميشال عون كي يصدر، وليس قادراً سياسياً على تجاوز شروط أي من الأفرقاء الثلاثة أولئك وكذلك سواهم، سواء برفضها وكل منهم يملك فيتو أشبه بعصا غليظة، أو بتأييد بعضها وإنكار البعض الآخر ما يقتضي إقناع الشريك الدستوري الآخر في التأليف بذلك، وهو رئيس الدولة. حال واحدة فقط تمكّنه من إنجاح مهمته للفور، هي موافقته والرئيس عون على الشروط تلك كي تبصر الحكومة النور. الأمر الذي بَانَ متعّذراً ولا يزال حتى الآن".
باريس: شكِّلوا حكومة أكثرية.. ونصــائح خارجية بعلاجات إقتصادية
بموازاة ذلك، اعتبرت صحيفة "الجمهورية" أنه "مثلما فُتِح الأسبوع الحالي على إيجابيات مفتعَلة على خط التأليف، سيُقفَل من دون أن تلوح في الأفق ملامح ترجمةٍ لها، وفي المحصّلة الملموسة حتى الآن أنّ أسبوعاً جديداً انضمّ إلى مسلسل الأسابيع التي ضاعت حتى الآن، من دون أن يتمكّن طبّاخو الحكومة من رفعِ العوائق وإزالةِ العثرات من طريقها. ما خلا هدوءَ جبهات السجال نسبياً، من دون أن يلغيَ حرب الحصص والأحجام. وإذا كان غموض أسبابِ تأخير ولادة الحكومة قد فَتح الباب على افتراض وجود عوامل خارجية معطّلة، من دون قرائن أو أدلّة تؤكّد ذلك، كان اللافت أمس دخول باريس على خط الدعوة إلى تسريع تشكيل الحكومة، حتى ولو كانت حكومة أكثرية".
واضافت "في لقاءٍ خاص مع مجموعة من الصحافيين في قصر الصنوبر لمناسبة العيد الوطني الفرنسي، وقد شاركت فيه «الجمهورية»، أكّد السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه أنه لا يرى أيَّ «عراقيل إقليمية» تحولُ دون تأليف الحكومة اللبنانية. ولفتَ في كلام السفير قوله: «هناك أكثرية جديدة أفرزَتها الانتخابات، والحكومة يجب أن تتألف انطلاقاً من هنا، ولا أرى ما يستدعي الانتظار، وهذا مؤسف». ولدى سؤاله عمّا إذا كانت طبيعة الأكثرية التي تألّفت، هي السبب في تأجيل التأليف، كونها هذه الأكثرية «حليفة لإيران». قال فوشيه :»الأكثرية هي الأكثرية»".