ارشيف من :مقالات
اتفاقية أنقرة وواشنطن في منبج تحيي المفاوضات بين الدولة السورية والأكراد
بعد هزيمة المسلحين الأكراد في عفرين، وعقب إتفاق الولايات المتحدة الأمريكية مع تركيا على دخول قوات تركية إلى منبج و"تنظيم" الوجود العسكري للطرفين التركي والأمريكي في المدينة، بدأت تصريحات المسؤولين الأكراد السوريين تتخذ منحى إيجابيا بخصوص العلاقة بين أكراد سوريا والدولة السورية.
وكان تصريح الرئيس السابق للاتحاد الديمقراطي السوري صالح مسلم محمد، الذي قال فيه "نحن مستعدون لحوار دون شروط مسبقة، ونحن لم نرد أن نكون بعيدين عن سوريا، نريد سوريا ديمقراطية لكل أبنائها والمسميات غير مهمة". صالح الذي يشير في الجملة الأخيرة الى إمكانية تغيير إسم مناطق الفدرالية التي يعمل عليها الكرد في الشمال السوري يعلم أنه بتصريحه هذا إنما يعلن عن تغير استراتيجي كبير في سياسة أكراد سوريا، وهذا التغير في المزاج والتوجه الكردي غير بعيد عن الوضع الدولي المستجد في الشمال السوري بعد تقارب واشنطن مع أنقرة واتفاقهما على تقاسم النفوذ في مدينة منبج على حساب الأكراد الذين يسيطرون على المدينة. ويخشى الكرد أن ينفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحاته بالإنسحاب من سوريا ما يجعلهم تحت رحمة تركيا مباشرة ودون أي سند من الدولة السورية وحلفائها، خصوصا أنهم يرون ملامح الإتفاق الدولي في الجنوب السوري الذي تتساقط فصائله ومناطقه دون قتال وبسرعة قياسية.
مصادر مقربة من حزب "الاتحاد الديمقراطي السوري" قالت في حديث لموقع "العهد" الأخباري أن اجتماعات عديدة جرت بين ضباط من الجيش السوري ومسؤولين من مجلس منبج العسكري التابع لما يعرف بقوات سوريا الديمقرطية. وقالت المصادر الكردية إن هذه الإجتماعات تحصل في مدينة حلب، وتركز حول مستقبل منبج ودخول قوة من الجيش السوري اليها وآلية عودة مؤسسات الدولة السورية للعمل داخل المدينة.
المصادر أكدت أن الإجتماعات تتم في مقر "حزب البعث العربي الإشتراكي" في مدينة حلب وتتم فيها مناقشة عملية تسليم المربع الأمني في مدينة منبج للجيش العربي السوري، بالإضافة لسد تشرين جنوبي شرق المدينة ودخول فرق الصيانة والتشغيل الى السد الذي يحتاج لترميم في بعض قطاعاته فضلاً عن الحاجة لتشغيله. وأضافت المصادر إن المحطة الكهرمائية في السد تحتاج الى معدات خاصة وصيانة دائمة في كل المجموعات ويبلغ عددها ست مجموعات لتوليد الطاقة الكهربائية وقد تم إتلاف العديد من المعدات خلال الحرب بينما سرقت الكابلات الكهربائية وتعطلت معدات كثير نتيحة عدم الصيانة.
في السياق عينه، أوضحت المصادر الكردية المقربة من "حزب الاتحاد الديمقراطي السوري" وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني أن القيادات الكردية مهتمة بفتح صفحة جديدة من التعاون مع الدولة السورية وهي جادة في مساعي التقرب التي تقوم بها.
وأشارت إلى أن الإتفاق الأمريكي التركي حول منبج قلب الكثير من التوجهات والمعطيات لدى المسؤولين عن قوات سوريا الديمقراطية التي سيطرت قبل عام وبدعم من التحالف الأمريكي على مناطق واسعة في شرق وشمال سوريا على حساب تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقالت المصادر الكردية "نحن نحاول بكل صدق وجدية التقرب من الدولة السورية وعقد مفاوضات دون شروط بعد اتفاقية أنقرة وواشنطن في منبج".