ارشيف من :صحافة عربية وعالمية

دبلوماسيون اميركيون مع بقاء قواتهم في سوريا

دبلوماسيون اميركيون مع بقاء قواتهم في سوريا

دعا كل من الدبلوماسي الاميركي الصهيوني السابق دينيس روس، والسفير الاميركي السابق جايمس جيفري، والسفيرة السابقة باربرا ليف وهم باحثون في معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى (معهد صهيوني معروف) الى توخي الحذر في محاولات التوصل الى اتفاق اميركي روسي حول سوريا، وذلك قبل ايام قليلة من القمة التي ستجمع بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلادمير بوتين.

واعتبر الباحثون الثلاثة ان القرار الذي سيتخذ حول فترة بقاء القوات الاميركية في سوريا سيكون على الارجح الاكثر تأثيراً على مجريات الاحداث في الشرق الاوسط خلال الاعوام المقبلة. وشددوا على ان العديد الصغير للقوات الاميركية في سوريا له اهمية كبيرة "للاصدقاء والاعداء"، كما اعتبروا ان وجود القوات الاميركية في سوريا يصب في مصلحة الامن القومي الاميركي، وفق زعمهم.

واضافوا ان هذه القوات الاميركية واذا ما وضعت ضمن استراتيجية اوسع، فانها تشكل عقبة كبيرة امام ما اسموه "تهديدين اثنين"، وهما داعش ومساعي ايران لاستخدام سوريا كمنصة "لنشر القوة الى قلب الشرق الاوسط العربي وضد "إسرائيل"، دائماً وفق تعبير الباحثين طبعاً.

الباحثون تابعوا ان اقرب حلفاء اميركا قد فقدوا "الايمان" بادارة اوباما بسبب ما اعتبروه انسحابها من الشرق الاوسط، الا انهم اردفوا بان موضوع مدى التزام اميركا بحلفائها يطرح من جديد، وذلك بسبب ما اسموه "تردد" ادارة ترامب في سوريا والهوة المتزايدة بين خطاب ادارة ترامب حيال ايران من جهة وحقيقة سياستها حيال ايران من جهة اخرى.

وقالوا ان اعادة فرض العقوبات على ايران موضوع سهل ولكنه "غير كاف" لقلب المكاسب "التي حققتها ايران على ساحات المعركة في الشرق الاوسط من خلال قوات حرس الثورة وجيش متنامي من الوكلاء".. كذلك اضافوا بان هناك شبهات متزايدة في المنطقة بان ادارة ترامب ليس لديها الجرأة على استكمال "العمل المطلوب من اجل الحد من نشاطات ايران المزعزعة للاستقرار"، مشددين على ان سوريا هي الساحة الاساسية للتصدي لايران، كما قالوا ان اهداف ايران تتعارض و"الامن الاسرئيلي".

وزعم الباحثون ان عدم التحرك من اجل "ضبط ايران" في سوريا سيشعل ما اسموه "التطرف السني" من جديد، كما زعموا بان ما قام به "نظام الرئيس الاسد وبدعم من ايران" كان له تداعيات وخيمة جداً على العراق وساهم بانشاء دولة خلافة داعش في بلدين (سوريا والعراق)، فضلاً عن "موجات من الارهاب الدولي" و"هجمات داخل الولايات المتحدة" وتجنيد المقاتلين الاجانب بوتيرة عالية جداً.. وعليه قالوا انه لا يمكن المخاطرة بالعودة الى كل ذلك من خلال سحب القوات الاميركية بشكل سابق لآوانه، دائماً وفق تعبير الباحثين.

وشدد الباحثون على اتخاذ الخطوات التالية:

- أولا: الحفاظ على وجود عسكري اميركي في سوريا الى جانب ما اسموه "منطقة حظر طيران وحظر قيادة" من اجل "منع عودة داعش"، ومنع "القوات التي تدعمها ايران" من الدخول الى هذه المنطقة وكذلك منع نشوء "الجسر البري الايراني" الى المتوسط.

- ثانيا: ابرام تفاهم مع تركيا في الشمال يسمح للولايات المتحدة وحلفائها بالتحكم بارعبين بالمئة من الاراضي السورية بما في ذلك المناطق الاكثر غنى بالموارد.

- ثالثا: العمل مع "الحلفاء الخليجيين" على استهداف المصارف التي تمنح القروض للنظام السوري، والتي تساهم مالياً بدعم ايران "لوكلائها في سوريا"، كذلك المصارف التي تقدم المال للمقربين من الرئيس الاسد والذين "يسهلون" الاستثمارات الايرانية في سوريا.

- رابعا: الطلب من "الشركاء الخليجيين" تقديم المساعدة في شمال شرق سوريا من اجل تعزيز الوضع الاقتصادي هناك، وقالوا ان هذا لا يتطلب فقط التبرع بالمساعدات بل ايضاً ايجاد "اسواق بديلة" لصادرات النفط والزراعة في تلك المنطقة.

- خامسا: التأكيد على ضرورة التنفيذ الكامل لقرار مجلس الامن رقم 2254.

- واخيرا توجيه رسالة الى موسكو بان اميركا ستدعم ضربات اسرائيلية ضد ما اسموه "ميليشات ايرانية او شيعية" في سوريا، وبالتالي اجبار الروس على الاختيار بين بقاء الرئيس الاسد بالسلطة او السماح ببقاء ايران وحزب الله  غيرهم من "المجموعات الوكيلة الاجنبية الشيعية" في سوريا.

وعقب ذلك شدد الباحثون على ان اتباع الاستراتيجية الصحيحة في سوريا مسألة اساسية من اجل "امننا القومي"، وفق تعبيرهم.. كما قالوا ان "سيطرة ايران على سوريا" يحمل معه تداعيات وخيمة للمنظمة وللاراضي الاميركية نفسها (وفق زعمهم)، الا في حال اتخذ قرار اميركي بالاستفادة من "الاوراق التي تمتلكها الولايات المتحدة".

2018-07-14