ارشيف من :مقالات

فخر تونسي بانتصار المقاومة في تموز 2006.. وتجديد للعهد

فخر تونسي بانتصار المقاومة في تموز 2006.. وتجديد للعهد

يعتبر عدد كبير من التونسيين معركة تموز 2006 التي مني فيها الكيان الصهيوني بهزيمة نكراء أمام المقاومة اللبنانية الباسلة حدثا مفصليا في تاريخ الصراع مع هذا الكيان الذي زرع غصبا في أرض فلسطين. فالخسائر التي تكبدها المعتدون على أرض لبنان فاقت الخيال وحطمت أسطورة الجيش الذي كان يعتقد، وإلى وقت غير بعيد، أنه لا يقهر.

لقد أثبتت هذه الحرب صحة مقولة أن ما يسمى "إسرائيل" هي أوهن من بيت العنكبوت وأن المستحيل ليس عربياً وإسلامياً متى آمن المقاوم بعدالة قضيته وتسلح بالإيمان والصبر. كما أعادت هذه الحرب الكثير من الكرامة المهدورة للأمة وفتحت باب الأمل على مصراعيه لغد أفضل خال من القتلة وسفاكي الدماء من حملة الفكر الصهيوني.

جهوزية المقاومة

يستذكر الكاتب والناشط السياسي والحقوقي التونسي ماجد البرهومي في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أيام حرب تموز من سنة 2006 فيقول "كنا نتابع من تونس الأحداث وما يحصل تحديدا في جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة بانتباه شديد وثقة عمياء في قدرة رجال المقاومة على الفعل لتحرير الأسرى من سجون الإحتلال. ولم نتوقع صراحة أن يكون رد الفعل الصهيوني بكل ذلك الإجرام وبكل تلك البشاعة رغم أن الأمر لم يكن مستغربا من كيان اعتاد على ارتكاب المجازر وسفك دماء الأبرياء".

"حين بدأ الإجتياح البري للبنان شعرنا بقلق كبير على أبنائنا من عناصر المقاومة وعلى أهالينا في قرى الجنوب اللبناني وفي أذهاننا ما حصل من اجتياح في سنة 1982" يقول البرهومي متابعاً "كنا نعتقد أن الأمور ستسير على ذلك النسق، لم نكن نتوقع صراحة أن تكون المقاومة الباسلة بكل تلك الجهوزية والإحترافية في الأداء وأن تكبد العدو خسائر كبيرة وتمنع تقدمه وتمنحنا لاحقاً كل تلك الثقة في قدرتها على الفعل وعلى رد الفعل".

فخر تونسي بانتصار المقاومة في تموز 2006.. وتجديد للعهد
المقاومة تستهدف الكيان الغاصب

يواصل البرهومي استذكاره لأيام العدوان على لبنان "كنا سعداء ونحن نرى دبابات الميركافا التي طالما افتخر بها العدو تسقط صريعة و تدك بصواريخ المقاومة في مشهد رمزي أثلج الصدور واستعضنا به عن سنوات وعقود الهزائم أمام هذا العدو. كنا نرى الرعب في وجوه الصهاينة الأمر الذي لم نعتده في السابق حيث كانت جيوشنا العربية هي التي تصاب بالصدمة والذهول وتخرج مهزومة مع كل موقعة مع هذا العدو. لذلك لا نملك إلا أن نشد على أيدي أبناء المقاومة البواسل ونجدد العهد على الوفاء لهم ونترحم على الشهداء الذين سبق وأن تلونا فاتحة الكتاب على أرواحهم الطاهرة في زيارتنا الأخيرة إلى الجنوب وصولا إلى مارون الراس".

حرب نظيفة

النائب السابق في البرلمان التونسي والناشط في مجال مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني هشام الحاجي يرى من جانبه أن "حزب الله خاض حرباً نظيفة في 2006 مع الكيان الصهيوني في حين كان عدوه قذراً إلى أبعد الحدود. فالمقاومة كانت تستهدف، بحسب الحاجي، الجنود الصهاينة وآلياتهم لا غير رغم أنه لا يوجد مدنيون في ما تسمى "إسرائيل" لأن الكل هناك جيش احتياط، بينما كان الصهاينة، يستهدفون المدنيين اللبنانيين والبنى التحتية للبنان العظيم بشعبه وجيشه ومقاومته. كما أن قذارة الصهاينة تجلت في تلويثهم لمنازل أهلنا في الجنوب التي اقتحموها وعبثوا بمحتوياتها ونهبوها وتركوا فيها أوساخهم وقاذوراتهم في غياب أهلها".

يضيف النائب التونسي السابق قائلا "لقد أظهرت حرب 2006 رقي المقاومة اللبنانية ونبلها كما دعمت ثقة العرب والمسلمين بها و بقدرتها على تحقيق النصر، وذلك مقابل التأكيد على الإنهيار الأخلاقي للصهاينة وعلى كذبهم وانحدار مستواهم إلى الحضيض. لقد ارتكبوا أبشع الجرائم وأسالوا كعادتهم دماء زكية طاهرة لمدنيين ولم يميزوا بين الكهل والشيخ والرضيع، وبين النساء والرجال، يحركهم حقدهم الأعمى وعنصريتهم الكريهة الحاقدة وعقدهم وأمراضهم النفسية وأساطيرهم الكاذبة وخرافاتهم الوهمية التي ابتلينا بهم للأسف في منطقتنا".

فخر تونسي بانتصار المقاومة في تموز 2006.. وتجديد للعهد
المقاومة تستهدف الكيان الغاصب

لقد حقق حزب الله نصراً تاريخياً في حرب تموز 2006 أعاد لنا كرامتنا المهدورة وثقتنا بأنفسنا فافتخرنا به أمام العالم بأسره ولا زلنا. فالشعب التونسي شعب حر ومناضل قاوم الإستعمار الفرنسي وقبله محاولات الإسبان الفاشلة لاحتلال أرضه وكان أول الشعوب العربية التي خرجت من هيمنة سلاطين بني عثمان، لذلك فهو يتفاعل إيجابيا مع انتصارات المقاومة في لبنان ويبادل الأحرار في بلد الأرز حبا بحب".

2018-07-16