ارشيف من :آراء وتحليلات

كأس العالم يعيد أحلام العظمة الفرنسية

كأس العالم يعيد أحلام العظمة الفرنسية

عاشت فرنسا خلال اليومين الماضيين شعوراً بالعظمة والتفوق فقدته طيلة العقود الماضية وذلك بفضل كرة القدم وفوز المنتخب الفرنسي بكأس العالم عام 2018 في روسيا بعد عشرين عاما تماما من فوزه لأول مرة بهذا اللقب ولكن يومها في فرنسا.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان على رأس حملة الفرح

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان على رأس حملة الفرح، والشعور بالقوة الفرنسية هذه، عندما دخل الى غرفة تغيير ملابس المنتخب الفرنسي برفقة رئيسة كرواتيا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مقدما التهنئة للمنتخب الفرنسي قائلا "لقد جعلتمونا نحلم، قدمتم كرة قدم ساحرة، لقد أحييتم حلم 60 مليون فرنسي والأطفال في كل مكان وسوف ترونهم عندما تعودون الى فرنسا". وكان الرئيس الفرنسي قد ظهر في صور نشرتها الصحافة العالمية وهو يقفز عن مقعده ويلوح بيديه بالهواء بعد فوز منتخب بلاده بكأس العالم، في وقت صدر فيه قرار رئاسي بتكريم لاعبي المنتخب والفريق الإداري عبر اعطائهم وسام فيلق الشرف وهو أرفع وسام فرنسي يعطى لكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين وللذين قدموا خدمات كبيرة للدولة الفرنسية.

كأس العالم يعيد أحلام العظمة الفرنسية

حملة ماكرون الإعلامية تأتي بعد عامين على وصوله لسدة الحكم دون إحراز أي تقدم يذكر على المستوى الإقتصادي

حملة ماكرون الإعلامية تأتي بعد عامين على وصوله لسدة الحكم دون إحراز أي تقدم يذكر على المستوى الإقتصادي وبعد فشل إداري كبير أوصل شعبية الرئيس الفرنسي الى أدنى مستوى بعدما كانت وصلت في بداية حكمه الى ما يقارب الستين بالمائة من الأصوات. وتشير مصادر في الصحافة الفرنسية إلى أن الحكومة سوف تستغل فوز المنتخب الفرنسي بكأس العالم لكرة القدم للعمل على إنعاش السياحة في فرنسا التي تراجعت بشكل كبير خلال العامين الماضيين، وسوف يكون الهدف العودة الى رقم 50 مليون سائح كانوا يزورون فرنسا كل عام قبل الإنخفاض الكبير خلال السنوات الأخيرة. كما سوف يتم العمل على دعم قطاع الرياضة والاستثمار أكثر في هذا المجال عبر بناء المزيد من الملاعب الرياضية وتعزيز سوق الدعاية الرياضية عبر استخدام  صورة المنتخب الفرنسي المنتصر وتعزيزها في أذهان الناس.

في السياق، عاد الجدل إلى الأوساط الشعبية والحزبية حول أصول لاعبي المنتخب الفرنسي، وغالبيتهم تعود جذوره الى أفريقيا. وقد شهدت الإحتفالات الشعبية هتافات نددت بالجبهة الوطنية التي تعادي الأجانب في وقت أصدر فيه حزب الجبهة الوطنية المتطرف بيانا رحب فيه بفوز المنتخب الفرنسي بكأس العالم دون التطرق لأصول اللاعبين التي طالما اعتبرتها الجبهة - من منطلق عنصري - مخالفة ومنافية لتاريخ فرنسا وهويتها. اما الجيش الفرنسي فقد إحتفل بالفوز على طريقته عبر مواقع الضباط المتقاعدين أو عبر نوادي الضباط المتنوعة والتي عرضت عبر شاشات كبيرة كل مباريات المنتخب الفرنسي وكانت تعج بالمشاهدين طيلة فترة مباريات كأس العالم.

2018-07-17