ارشيف من :أخبار لبنانية

هل تنسحب عدوى التفاهمات في انتخاب اللجان النيابية على ملف تشكيل الحكومة؟

هل تنسحب عدوى التفاهمات في انتخاب اللجان النيابية على ملف تشكيل الحكومة؟

اهتمت الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم بجلسة مجلس النواب بالأمس، والتي تم التفاهم فيها على انتخاب رؤساء اللجان ومقرريها.
وعلى صعيد تشكيل الحكومة لم يلمس اي جديد، في وقت جرى التساؤل عن عقد اضافية تحول دون ابصارها النور في القريب.. يأتي ذلك في وقت اجتمع فيه أمس الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس تكتل «لبنان القوي» الوزير جبران باسيل على هامش جلسة انتخاب اللجان النيابية.


"الأخبار": عون: الحوار مع سوريا منتظم

تعكس مواقف المراجع الرسمية من التأليف الحكومي، دينامية تتجاوز حركة التشكيل في ذاتها. رئيس الجمهورية ميشال عون يرسل إشارة مشجعة للاستعجال، ورئيس مجلس النواب نبيه بري يقول إن التأليف واقع على رغم معرفته بوطأة العقد، والرئيس المكلف سعد الحريري متفائل في كل حال

رمت بضعة إشارات أطلقها رئيس الجمهورية ميشال عون في الساعات الأخيرة حيال تأليف الحكومة، إلى تأكيد المعيار الرئيسي الذي وضعه لموقعه، كشريك دستوري في التأليف وفي إصدار مرسوم الوزارة الجديدة، وفحواه ربط تمثيل الكتل النيابية والأحزاب بنتائج الانتخابات النيابية، على أنها هي المعبّر الفعلي «الأحدث» عن أحجام القوى السياسية.

لم يكن المعيار نفسه لدى تأليف حكومة 18 كانون الأول 2016، المنبثقة من التسوية الرئاسية التي قادت إلى انتخاب عون رئيساً للجمهورية. على صورة التسوية تلك، كان تقاسم مقاعد أولى حكومات العهد، بما يضمن المشاركة التمثيلية للأفرقاء جميعاً، فلم تكن حكومة الأحجام.

مذذاك تحدث رئيس الجمهورية عن فكرة غير مألوفة لدى رؤساء الجمهورية المتعاقبين، وهي أن الحكومة الأولى ليست أولى حكومات العهد. رسم آنذاك زيحاً واضحاً بين مرحلة ما قبل الانتخابات النيابية ومرحلة ما بعدها. عنى ما توخاه، وهو أن تكون أولى حكومات ما بعد الانتخابات النيابية هي الحكومة الأولى للعهد، وإن على أبواب انقضاء الثلث الأول من الولاية. شرط واحد لم يتغير ما بين حكومتي 2016 و2018، هو الإصرار على حكومة وحدة وطنية. تحت هذا السقف يُنظر الآن إلى الأحجام بعد الأخذ في الحسبان نتائج الانتخابات النيابية.

ما يؤكده رئيس الجمهورية أنه لا يود الاعتقاد بوجود عامل خارجي يحاول عرقلة تأليف الحكومة الجديدة، وهو يقارب التأليف على أن الاستحقاق داخلي، مع معرفته بعلاقات وثيقة تربط أفرقاء لبنانيين بحلفاء إقليميين. مع ذلك، قد لا يكون من باب المصادفة ــــ في نظره ــــ تبدّل نبرة أفرقاء حيال التأليف غداة عودتهم من الخارج ورفع وتيرة الشروط. يجزم عون أنه أقفل أي باب على تدخل خارجي لديه للتأثير في مسار تأليف الحكومة، أو عرقلته أو ربطه بشروط محددة.

يجد أكثر من سبب لإبداء رغبته في استعجال تأليف الحكومة، بعدما أوحت العقبات في طريقها أن الأمر ربما استغرق وقتاً طويلاً، وقد يصل هذا الوقت ــــ قياساً بما خبرته تجارب تأليف الحكومات المتعاقبة منذ اتفاق الدوحة 2008 ــــ إلى موعد بدء السنة الثالثة لولايته، في 31 تشرين الأول المقبل. مع ذلك، لا يوصد رئيس الجمهورية الأبواب، إلا أن الصورة التي يريدها للحكومة الجديدة، الثانية في عهده، تقيم في المعايير الموضوعية والواقعية لأحجام الكتل. وهو مغزى قوله إن لكل فريق أن يطالب بالحصة التي يمثلها فحسب، لا الحصة التي يتخيلها لنفسه.

يُدرج عون استحقاقات شتى أمام المرحلة المقبلة، ليس أقلها قلقه من الوضع الاقتصادي ومواجهة ملف النزوح السوري. لا يتردد في القول إنه يشرف بنفسه على المراحل ــــ وإن المتواضعة ــــ التي ترافق عودة قوافل النازحين السوريين إلى بلادهم. وهو مصر على المضي في هذه الخطة ما دامت تخضع للرغبة الطوعية لهؤلاء في العودة أولاً، وبغية التخفيف التدريجي من الأعباء والأوزار الثقيلة التي يلقيها النزوح على الواقع الاجتماعي والاقتصادي للبنانيين منذ عام 2011، خصوصاً أنها بلغت حداً لا يُحتمل، ثانياً.


"النهار": التوافق النيابي يقف عند أزمة التأليف
يأمل أهل الحكم ان ينسحب التوافق السحري الذي حل تكراراً على مجلس النواب الجديد كما القديم تماماً في انتخابه أمس لجانه أعضاء ورؤساء على المناخ الغامض والمأزوم الذي يظلل عملية تأليف الحكومة، على رغم اعتصام الرئيس المكلف سعد الحريري بتفاؤله بامكان ولادة الحكومة الاسبوع المقبل.

واذا كان بعض الخلوات التي شهدتها جلسة الهيئة العامة للمجلس بين الرئيس الحريري وأركان في "التيار الوطني الحر" قد زادت منسوب التفاؤل لدى الأوساط الدافعة نحو استعجال تذليل العقبات التي تعترض الولادة الحكومية فان انعقاد الخلوات في ذاته لم يشكل وفق معلومات "النهار" تطوراً كافياً للبناء على نتائج ايجابية من شأنها التأسيس لاختراق ملموس في مجموعة التعقيدات التي لا تزال كما يبدو على حالها.

بل ان مصادر مطلعة على الكثير من مجريات بعض الامور التي حصلت أخيراً أبلغت "النهار" ان الخلوة التي جمعت الرئيس الحريري ورئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل على هامش جلسة انتخاب اللجان النيابية جاءت في ظل جفاء صامت طرأ في الايام الاخيرة على العلاقات بينهما بلغت اصداؤه بعض المراجع السياسية الاخرى.

وأوضحت المصادر نفسها ان الجفاء الذي طرأ على العلاقة بين الرجلين يرتبط بحادث شبهته المصادر بما حصل بين الوزير باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري في توزيع "فيديو محمرش" الذي تضمن حملة من باسيل على بري قبل الانتخابات النيابية. وقالت ان كلاماً من مصدر ثقة نقل الى الحريري قبل أيام قاله باسيل اثر حضوره احدى مباريات المونديال في روسيا وتضمن ما وصف بالسخرية من الرئيس المكلف والتهجم على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط. ولفتت الى ان الموقف الذي عبّر عن الحريري أول من أمس في شأن صلاحياته في تأليف الحكومة كان جزءاً أساسياً منه رداً على باسيل. وذكر ان الحريري وباسيل اتفقا في الخلوة السريعة التي جمعتهما أمس في مجلس النواب على لقاء قريب بعد يومين، علماً ان من المفترض ان يتوجه الرئيس المكلف في نهاية الاسبوع الجاري الى اسبانيا في زيارة سريعة يلتقي خلالها نظيره الاسباني ويلقي محاضرة يوم الجمعة المقبل في حفل تخرج طلاب احدى الجامعات في مدريد، كما تردد انه سيقوم بزيارة عائلية خاطفة للندن ويعود الى بيروت مطلع الاسبوع المقبل.


"البناء": سلاسة اللجان تفضح تعقيدات الحكومة
يُرتقب أن يترجم الرئيس المكلف سعد الحريري أجواءه التفاؤلية أفعالاً، فحتى الساعة لا شيء يوحي أن تشكيل الحكومة على الأبواب. فالرئيس الحريري يتوجه نهاية الأسبوع إلى إيطاليا ومنها إلى لندن.

ونقل زوار الحريري عنه بقاءه على تفاؤله الذي كشف عنه أمس الأول، وإصراره على أنه سيكون هنالك حكومة جديدة خلال الأسبوعين المقبلين. ولفت الحريري، بحسب الزوار، الى «أنه يعمل بجهد ويتواصل مع جميع الأطراف لتذليل العقبات»، واعداً اللبنانيين بخبر سار خلال الأيام القليلة المقبلة. وأشار الزوار الى أن «احتمال ولادة الحكومة وارد في أي لحظة، كما أن احتمال أن تتعقد الأمور في اللحظة الأخيرة أيضاً وارد، لكن الحريري يرجح كفة التوصل الى الحل في أقرب وقت». ولفت الزوار الى أن «الخلوة بين الرئيس المكلف ووزير الخارجية جبران باسيل تأتي في إطار تعزيز التواصل بينهما للتوصل الى حل، لكن الحريري هو الذي يؤلف الحكومة رغم أنه يشاور مختلف القوى السياسية».

وعلى هامش جلسة انتخاب اللجان النيابية عقدت خلوة بين الحريري وباسيل دامت ربع ساعة، واتفقا بحسب المعلومات على أن يبادر الحريري الاتصال بباسيل قبل نهاية الأسبوع لتحديد موعد للقاء، كما شوهد الحريري يتشاور والنائبين إبراهيم كنعان والياس بو صعب في القاعة العامة.

وأكدت مصادر التيار الوطني ضرورة الإشارة إلى أن العقدة المسيحية ليست الوحيدة، فالعقدة الدرزية لم تحلّ ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يعتبر نفسه أنه الزعيم الدرزي الوحيد، في حين لا يجوز إنكار وجود زعماء دروز آخرين، لافتة إلى أن تكتل لبنان القوي لا يمانع أن يحصل حزب القوات على حقيبة سيادية.

وقد لوّح رئيس المجلس النيابي نبيه بري في جلسة أمس، بالدعوة الى عقد جلسة مناقشة عامة إذا استمر مسار التأليف على حاله، وذلك للضغط على المعنيين بالتأليف ولمواكبة العقد والأسباب التي تعرقل التأليف بهدف تسريع التشكيل وكسر الحلقة المفرغة. وقد نفى بري ما نقل عنه من تفاؤل بولادة قريبة للحكومة، مشيراً الى أن العقد على حالها ولم نتقدم خطوة واحدة حتى الآن، ولا أعلم مصدر التفاؤل من أين يأتي!

الى ذلك أعاد «تكتل لبنان القوي» الكرة الى ملعب الرئيس المكلف، بعد محاولة فريق رئيس الحكومة و«القوات» و«الاشتراكي» تحميل التيار الوطني الحر مسؤولية عرقلة التأليف. وأشار كنعان بعد الاجتماع الاسبوعي للتكتل برئاسة باسيل الى أن «التكتل لا يشكّل الحكومة ولا يريد دوراً في المبادرة، ومستعد للقيام بما يطلب منه، وهو يقوم بذلك، ولكن محاولة الإيحاء بأن العقدة لدى الوزير جبران باسيل او لدى التكتل وبأنه يحاول التعدي على أدوار بعمل سلبي هو أمر مرفوض وغير صحيح، ونطالب من يقومون بهذه الإيحاءات بأن يقلعوا عن ذلك حتى لا نضطر لقول أكثر من ذلك». وأضاف «المسؤولية عند الرئيس المكلّف ورئيس الجمهورية دستورياً، ونحن لم نشترط على أحد ولا نضع أي فيتو على إسناد حقيبة سيادية للقوات اللبنانية او بأعداد الوزراء، فلسنا نحن من يشكّل الحكومة، وعلينا في ما يتعلّق بنا لناحية حضورنا وتمثيلنا. وليتوقّف النفخ بالعقدة المسيحية، لأن المسألة ليست عندنا، ولتطرح المبادرات من قبل الجهات المعنية».

أما ما يسمى بالعقدة الدرزية، فاعتبر كنعان بأن «لدينا طرحاً يتعلق برؤيتنا وقراءتنا للمعادلة الانتخابية التي أوصلت عدد نوابنا في الشوف وعاليه الى 4، والمطلوب ترجمة هذه المعادلة الدستورية والديموقراطية في الحكومة. فلماذا وضع العقدة على هذا الصعيد لدينا؟».


"الجمهورية": التيار للحريري: ألِّف ولا تجسّ النبض.
وتعزّزت الانطباعات السائدة أمس بأن لا ولادة للحكومة العتيدة في المدى المنظور، على رغم التفاؤل الحذر الذي يُبديه بعض المعنيين والمهتمّين. وما رسّخ هذه الانطباعات أكثر فأكثر قرار الرئيس المكلف سعد الحريري بالسفر غداً الى اسبانيا للقاء نظيره الاسباني بيدرو سانتشيث ولرعاية الاحتفال بتخريج طلاب جامعة convention center ifema في مدريد، ثمّ ينتقل منها الى لندن لحضور عشاء الاكاديمية العسكرية التي يدرس فيها نجله حسام الدين، وفق معلومات «الجمهورية». في هذا الوقت برز موقف لافت للمملكة العربية السعودية حَضّت فيه على الاسراع في تأليف الحكومة، إذ قال القائم بأعمال سفارة السعودية في لبنان الوزير المفوّض وليد البخاري إنّ بلاده «تتمنّى استعجال تأليف الحكومة بشكل وازن يحقّق الوحدة الوطنية، ويحفظ أمنَ لبنان واستقراره». وأضاف: «إننا نلاحظ محاولة جادّة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة». وإذ وجَد بعض الاوساط في هذا الموقف السعودي «رسالة ما» إلى جميع المعنيين، قال ديبلوماسيون لـ«الجمهورية» إنّ المملكة أعلنت عن مِثل هذا الموقف مراراً، فهي انطلاقاً من العلاقة التاريخية القائمة بينها وبين لبنان تتطلّع إلى تأليف الحكومة اللبنانية لكي ينطلق عمل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتنفيذ وتفعيل الاتفاقات القائمة بينها، فضلاً عن أنّها ترى في تأليف الحكومة ما يعزّز أمنَ لبنان واستقرارَه في كلّ المجالات.

إنعقد أمس اللقاء الذي كان منتظراً بين الحريري ورئيس تكتل «لبنان القوي» الوزير جبران باسيل، وذلك على هامش جلسة انتخاب اللجان النيابية، وقد تشاورا خلاله في موضوع تأليف الحكومة والعقبات التي تعترضه.

وعلمت «الجمهورية» انّ هذا اللقاء إنعقد بناء على طلب الحريري ودام نحو عشرين دقيقة، وأبلغ الحريري خلاله الى باسيل انه سيتصل به خلال يومين، وأكد أنه يعمل جاهداً على حلحلة العقد عند الآخرين لتسهيل التأليف.

«لبنان القوي» لـ«الجمهورية»
ووصفت مصادر «التكتل» لـ«الجمهورية» العلاقة بين الطرفين بأنها «جيدة وليست سيئة كما يُصوّر في الاعلام»، مشيرة الى «انّ التواصل بين الطرفين مستمر وهو لم ينقطع أصلاً». وأوضحت انّ «التكتل» قدّم كل الحلول والتسهيلات المطلوبة، وانّ العقدة ليست عنده، كما يجهد البعض في تصوير الأمر، بل انّ «التكتل» يتعرّض مع رئيس الجمهورية لحملات واضحة». واعتبرت «انّ العقدتين الدرزية والسنية هي أكثر تعقيداً من العقدة المسيحية ـ المسيحية»، وشددت على انّ «التكتل» ليس هو من يؤلّف الحكومة بل هو اكبر مُسهّل لدور الرئيس المكلف ولا «فيتو» لديه على إسناد حقيبة سيادية لـ«القوات اللبنانية».

ودعت الحريري الى «اعتماد معيار واضح ومحدد في التأليف، وان يبادر، لا ان يكتفي بجسّ النبض، لتأليف الحكومة». وسجّلت المصادر «محاولات واضحة للدخول على العلاقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف للتخريب عليها»، مؤكدة «انّ كل هذه المحاولات ستبوء بالفشل».

وكان أمين سر «التكتل» النائب ابراهيم كنعان قال بعد اجتماع «التكتل»: «للمرة الأخيرة نقول إنّ المبادرة الى إنتاج حلول ليست عندنا، نحن نسهّل، ولا يطالبنا أحد بأكثر من ذلك او يصور في الاعلام انه ينتظر منّا او اننا ننتظر منه. فالدور الأساس للرئيس المكلّف، وإصدار المرسوم يقع على عاتق فخامة رئيس الجمهورية». وأكد أنّ «التكتل» لا يشكّل الحكومة ولا يريد دوراً في المبادرة، ومستعد للقيام بما يطلب منه، وهو يقوم بذلك، ولكن محاولة الإيحاء بأنّ العقدة لدى الوزير جبران باسيل او لدى «التكتل» وبأنه يحاول الاعتداء على أدوار بعمل سلبي هو امر مرفوض وغير صحيح، ونطالب من يقومون بهذه الايحاءات بالإقلاع عنها حتى لا نضطر الى قول أكثر من ذلك».

2018-07-18