لا يكاد التركي والأمريكي يعالجان مشكلة خلافية عالقة بينهما حتى تظهر مشاكل أخرى أكبر من سابقاتها وأشد تأثيراً من الناحية السلبية على العلاقة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

آخر المشاكل التي عامت على سطح بركة العلاقات الامريكية - التركية المضطربة والتي تحمل في أعماقها مخزوناً من الخلافات القديمة المستجدة والتي تكاد لا تنتهي صفقة الطائرات الأمريكية من نوع أف 35 والتي كانت تنتظر أنقرة الحصول عليها بعد عامين غير أن قراراً من داخل الإدارة الأمريكية عرقل مساعي تركيا التي تبلغت بعد وصول جون بولتون الى منصب مدير عام الأمن القومي في أمريكا أن واشنطن لن تزود انقرة بهذه الطائرات.

القرار الأمريكي جاء أيضا بمثابة عقاب لتركيا على الصفقة التي وقعتها مع روسيا لشراء منظومة أس 400  أرض جو

وبحسب مصادر فرنسية يقف لوبي النفط والسلاح المرتبط مباشرة بالسعودية والكيان الاسرائيلي خلف كواليس القرار الأمريكي هذا. وتكشف المصادر الفرنسية أن القرار الأمريكي جاء أيضا بمثابة عقاب لتركيا على الصفقة التي وقعتها مع روسيا لشراء منظومة أس 400  أرض جو، ما يشير الى سياسة تركية جديدة تعتمد على تنوع مصادر التسلح وهذه سياسة غير مسموح بها لدولة عضو في حلف شمال الأطلسي. وكانت لجنة التسلح في مجلس الشيوخ الأمريكي قد تقدمت بمشروع قانون للمجلس يمنع الحكومة الأمريكية من تزويد تركيا بطائرات أف 35.

تركيا تفكر جديا بشراء طائرات سوخوي روسية من الجيل الخامس وهي سو57

المصادر الفرنسية قالت إن تركيا تفكر جديا بشراء طائرات سوخوي روسية من الجيل الخامس وهي سو57 في حال قررت واشنطن بشكل نهائي عدم تزويد أنقرة بطائرات أف35 وكانت روسيا قد استقدمت طائرتين من طراز سو57 الى سوريا في شهر شباط الماضي لتجربتها في الميدان العسكري حيث اطلقت صاروخين عابرين للقارات على مواقع لتنظيم "هيئة تحرير الشام - النصرة" في إدلب.

رزنامة التعاون الروسي - التركي في مجال التقنية العسكرية لها دلالات لا تخفى على متابع. وكان قد نوقش التعاون العسكري بين البلدين خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا يوم 3 نيسان الماضي، قبل ذلك بخمسة أشهر وتحديدا في شهر كانون أول عام 2014 حين وقعت تركيا وروسيا صفقة منظومة أس 400، وفي 24 يسان 2018  نشرت لجنة التسلح في مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون سنوي حول سياسة التسلح يشير إلى أن تزويد تركيا بطائرات إف 35 يجب أن يتوقف كجواب على قيام تركيا بشراء منظومة أس 400، بعدها بيوم واحد في 25 نيسان أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن طائرتي سو57 وصلتا الى سوريا في شباط الماضي بمهمة سريعة واستخدمت صواريخ بعيدة المدى متطورة في قصف مواقع للمسلحين.

من هنا، يبدو أن العلاقة الامريكية - التركية تتدحرج أكثر فأكثر نحو عدم الثقة والتوتر وسوف يكون شراء تركيا طائرة سو57  خطوة إستراتيجية مقررة خطتها تركيا ولا يمكن إصلاحها بالنسبة للولايات المتحدة فشراء الطائرات الحربية أمر يتعلق بالسيادة الداخلية وبالتوجه في السياسة الخارجية وشرائها سوف يصب في مصلحة روسيا ويشير بما لا يدع مجالا للشك أن تركيا تريد الإبتعاد عن السيطرة الأمريكية المطلقة، وهذا العمل يفتح الباب لخروج تركيا من حلف شمال الأطلسي، وما يمكن أن ينتج عنه من تداعيات داخل الحلف وخارجه..